الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هواية «التطعيس» صعود إلى المرتفعات الرملية والمخاطر في آن معاً

هواية «التطعيس» صعود إلى المرتفعات الرملية والمخاطر في آن معاً
26 مايو 2009 02:17
يجوب الشباب القطري بسياراتهم «الفورويل»- ذات الدفع الرباعي، الهضاب والمرتفعات الرملية، بحثا عن المتعة، وممارسة هواية التزلج على الرمل بالسيارات حيث يسمى باللهجة الدارجة «التطعيس» وهي هواية قديمة منتشرة بين أوساط الشباب يعبرون بها عن حبهم لبلوغ المصاعب والمغامرة، كما يفرغون شحناتهم وطاقاتهم بالتحدي والسرعة الزائدة والصعود والنزول برعونة وخطورة مربكة ومهددة لحياتهم وحياة الآخرين بالخطر وفقدان الأرواح والممتلكات! ناقوس الخطر يتسابقون بسيارات تعتبر مرتفعة الثمن، إضافة إلى ذلك فإن بعض هذه السيارات من الطراز الحديث، ويتم تجهيزها في الدول المجاورة بأجهزة تدعم السرعة وتزيد من قوة المحركات، ويمارسون هواية «التطعيس» وركوب الرمل في المناطق التي تزخر بالكثبان الرملية والبعيدة عن المناطق السكنية تجنبا لإزعاج السكان، وهربا من قبضة رجال الأمن والدوريات المرورية! لأن هذه السباقات والأعمال المتهورة ممنوعة بالقانون لما فيها من تداعيات ومشاكل ومؤثرات على المجتمع تعتبر سلبية لدرجة توصلها إلى دق ناقوس الخطر حيال الشباب الذين هم ثروة المجتمع والأوطان. أيام العطلات يمارس مئات وآلاف الشباب هذه الهواية على شكل تجمعات في أيام العطل بمنطقة سيلين وخور العديد جنوب مدينة الدوحة، حيث تكثر السيارات وتنشط السباقات والتزلج على الرمل كما هو معروف لغويا، ولا يمانع الشباب في ركوب الخطر مقابل أنستهم وانبساطهم وحتى اذا تكسرت سياراتهم وتعرضوا للخطر عند انقلاب المركبات وهذا الأمر مفزع ومقلق لهم ولكن لا حياة لمن تنادي، مع العلم أن هناك الكثير من النشرات وبرامج التوعية كي تزيد من الثقافة المرورية لديهم ويمتنعوا عن هذه الممارسات ويعقلوا وينأوا بأنفسهم عن الخطر ومشاكل الانقلاب والحوادث، وفي نفس الوقت يرى العديد من الشباب أن تبديل محركات سياراتهم بمحركات أقوى من التي تأتي مجهزة بها من الوكالة هو الأفضل كي يقودوها على «طعوس الرمال» بكل ارتياح وسهولة حتى وإن كلفهم ذلك أموالا باهظة لأنهم يجدون بذلك التغيير متعة مما يجعلهم يذهبون للاستمتاع ولقضاء أوقات فراغهم وممارسة هوايتهم المفضلة في المناطق التي يتم استخدام تلك المحركات بها وهم يضطرون للذهاب إلى دول مجاورة ذلك لعدم توفير ورش تخدمهم وتركب لهم تلك الزوائد على سياراتهم وهم يعتبرون ما يقومون به مفيدا بالنسبة لهم! حيث يمارسون هواياتهم في الاستعراضات لكنهم يدافعون عن أنفسهم بأنهم يحبون هذه الهواية وهي تشبه الراليات وسباقات الفورمولا لكن بمنظور بدائي على الرمال مشيرين إلى أنهم لا يؤذون أحدا ولا يتسببون في الإزعاج للناس. صعود الكثبان عن هذه الهواية وأسباب ممارستها رغم خطورتها البالغة تحدث جمع من الشباب القطرين قائلين: نأمل من الجهات المختصة بأن يسمحوا لنا بالاستمتاع بأوقات فراغنا وممارسة هوايتنا المحببة إلى قلوبنا والتي نجد فيها المتعة وسد وقت الفراغ فالصعود على الكثبان الرملية بالسيارات، هواية نقوم بها منذ سنوات عديدة لكنها تطورت الآن كثيراً، وهذه الهواية معروفة لدى الشباب القطري المعروف عنهم البراعة واحتراف ركوب الطعوس الرملية التي لا تستطيع الصعود عليها إلا السيارات المزودة بأجهزة التقوية (الهيدرز والتلغيم) والاستعراض على الرمال والسباق فوق الطعوس المرتفعة بين السيارات وكل فريق ينافس الآخر على الفوز وعلى القوة التي تتميز بها سياراتهم، والعديد من التحديات الأخرى التي تقام بين الشباب في منطقة «سيلين» وهذه الأمكنة الوحيدة والبعيدة التي توجد بها الطعوس لكي يتسلقونها، ويجدون المتعة بها ولا يستطيعون الاستغناء عنها لأنهم يمارسونها منذ زمن وتزداد رغبتهم بها لحب المغامرة والمنافسة وتحدي الصعوبات بينهم ولكن أصبح التطعيس الآن ممنوعا ومحاربا بسبب أنه يسبب الخطورة على الأنفس وعلى الآخرين ويشكل تجمعات للشبان المتهورين أو محبي مشاهدة مناظر السباقات والتحدي كما أن هذه الهواية أصبح الكثير من الدخلاء يمارسونها وليست لديهم خبرة فيها، وللقيادة في الصحراء كثير من السلوكيات والمهارات التي يجب التقيد بها مثل تقليل هواء العجلات لكي يضمن السائق غوصها في الرمل دون أن تقف وتكون فيها مرونة في الحركة وخفة، ولا تنقلب بحيث عندما تكون ممتلئة بالهواء تصبح قاسية وقوية ولما تصطدم بالمرتفعات الرملية تهتز السيارة وتتعرض للانقلاب وهنا تحصل المشاكل ويتعرض السائق وسيارته للخطر وفي أحيان عديدة تحترق السيارة. كما أن هناك ضرورات مثل توخي الحذر في الاستعراض بحيث لا يصطدم مع الآخرين أو تنزل السيارة من علو شاهق وتنقلب وتتدهور على السيارات الأخرى وفي هذه الحالة تصل الحوادث إلى درجة خطيرة ومروعة وقد فقدنا الكثير من الشباب كنا نعرفهم ونلهو معهم. توخي الحذر فيما تقول مجموعة أخرى من الشباب: لابد من توخي بالغ الحذر حتى لا تحصل حوادث لا تحمد عقباها خصوصا أن هناك كثيرا من الشباب صغار السن الذين يدخلون حلبات هذه المنافسات وليسوا على دراية بفنها ولا يملكون الخبرة الكافية التي تؤهلهم لخوض الصعاب والتحدي الخطر، وعليهم قبل قيادة السيارات في الرمال أن يكتسبوا الخبرة من الذين سبقوهم ويعرفوا مكامن الخطر وكيفية تفاديها في حال تعرضوا لمفاجآت بحيث يستطيعون التغلب عليها وتجاوز المراحل الصعبة فيها دون أن تحصل خسائر وبالتالي يحافظون على أرواحهم وسياراتهم، ولا أحد ينكر مدى صعوبة وخطورة رياضتنا ولكننا اعتدنا عليها وتمرسنا فيها وعشقنا حلوها ومرها ولا نظن أن المنع قد يحرمنا منها وحتى لو طالتنا العقوبات والمخالفات الرادعة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©