الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التغير المناخي يهدد المناطق النائية في البرازيل

التغير المناخي يهدد المناطق النائية في البرازيل
26 مايو 2009 02:41
لا يمكن لأحد أن يقول إنه لم يدرك أن الخطر آت. كانت الكثبان الرملية تزحف لعشرات السنين قبل أن تبتلع منزل رايموندو دوناسيمنتو، ومنازل 12 أسرة أخرى، في إلها جراندي؛ وهي جزيرة في دلتا نهر بارنايبا في شمال شرق البرازيل قبل عامين. ويصف دوناسيمنتو (52 عاما) - وهو يقف على الكثب الرملي الذي يبلغ ارتفاعه 14 مترا، والذي يغطي الآن منزله القديم تماما- المنظر الطبيعي الذي اعتاد عليه في طفولته مثل أشجار الكاشو على مرمى بصره، ولكن لم تكن هناك أي من الكثبان الرملية على الإطلاق. وقال: «المنظر جميل الآن ولكنه جمال مسبب للبؤس... الطبيعة سبب ذلك، ولكن النشاط البشري مسؤول أيضاً»، ويلقي الخبراء باللوم في ظهور الكثبان الرملية الضخمة التي تزحف بواقع 25 مترا سنويا؛ على إزالة الغابات وارتفاع عدد السكان مما يهدد بمحو بلدة تقطنها 8500 نسمة من على الخريطة. ولكنهم والسكان يلقون باللوم أيضا على الرياح التي زادت قوة وعلى الطقس الأكثر جفافاً في السنوات الأخيرة، وقال لويس روبرتو ديل بوجيتو خبير المحيطات الذي تعاقدت الحكومة مع شركته للبحث عن سبل احتواء الكثبان الرملية «بدأت قوة الريح تزيد. إنها القوة المحركة لهذه العملية». وأشعلت موجة من الطقس المتطرف جدلاً بشأن مدى تأثير التغير المناخي على أكبر دول أميركا اللاتينية والتي تضم واحدة من أكبر الغابات المطيرة في العالم وواحدة من أكبر سلال الغذاء في العالم. وجعلت الأمطار الغزيرة بشكل غير معتاد في شمال وشمال شرق البلاد مئات الآلاف من الأشخاص بلا مأوى وتسببت في وفاة نحو 45 شخصاً، وفي الوقت ذاته ضربت جنوب البرازيل سلسلة من موجات الجفاف مما دمر عمل المزارعين وخفض تدفق الماء بواقع الثلث على شلالات إجوازو الشهيرة. وأبدى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا قلقه قائلا :«تشعر البرازيل بالتغيرات المناخية التي تحدث في العالم وعندما تكون هناك موجة جفاف شديدة في مكان لم يكن موجودا فيه قبل ذلك وعندما تمطر في أماكن لم تكن تسقط بها أمطار قبل ذلك». وفي حين أن من الصعب قياس أثر التغير المناخي على وجه الدقة؛ نتيجة نقص في بيانات فترات سابقة، فإنه فيما يبدو عامل أساسي في موجات الجفاف، والفيضانات الشديدة في السنوات الأخيرة. وقال كارلوس نوبري خبير المناخ في معهد البرازيل الوطني لأبحاث الفضاء «هناك ارتباط على ما يبدو بين ارتفاع الحرارة وظروف نشهدها في الكثير من أجزاء البلاد». وعانت ولايات الجنوب من الجفاف خلال سبع من بين السنوات الإحدى عشرة الماضية كما أن أول إعصار سجل في البرازيل ضرب الساحل الجنوبي عام 2004، وشهدت منطقة الأمازون أسوأ موجات الجفاف منذ عشرات السنين في 2005. وتقدر دراسة استعانت بها الحكومة في التخطيط؛ أن منطقة الأمازون سترتفع حرارتها ما بين ست وثماني درجات مئوية بحلول عام 2100، مما يعني انخفاض كمية الأمطار 20 في المائة، وارتفع متوسط الحرارة في البرازيل 0.8 درجة مئوية على مدى السنوات الخمسين الماضية. وقال روبرتو سمرالدي مدير منطقة الأمازون في شبكة أصدقاء الأرض لحماية البيئة «أصبحنا بالفعل لا نتحدث عن التغير باعتباره أمرا في المستقبل بل عن شيء يحدث بالفعل». وبعد سنوات من التراخي بدأت حكومة البرازيل تبدي استعداداً أكبر لبحث الحد من انبعاثات الكربون، وإلى جانب النشاط الزراعي، فإن الطاقة المائية التي توفر 85 في المئة من احتياجات الطاقة في البرازيل ستتأثر مع انخفاض منسوب الأنهار. وتقول البرازيل وهي رابع أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري؛ بسبب إزالة غابات الأمازون، إنها مستعدة لوضع أهداف لخفض الانبعاثات، وتهدف إلى أن تكون مفاوضا رئيسيا في محادثات تجرى في كوبنهاجن في ديسمبر المقبل للاتفاق على معاهدة عالمية جديدة للمناخ. وشهدت أجزاء من الجنوب هذا العام أسوأ موسم جفاف في شهر إبريل المنصرم منذ عام 1929، مما أجبر أكثر من 300 بلدة على إعلان حالة الطوارئ.
المصدر: الها جراندي، البرازيل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©