الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سقط القناع

سقط القناع
25 مارس 2017 22:06
منذ قرابة 7 سنوات والمنطقة العربية تمور بتوترات. بدأت من تونس وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم، إلى ليبيا ومصر وسوريا واليمن. الشعار المضلل واحد، والمتاجرون بآمال الشباب انتهزوا الفرصة لتحقيق انتكاسة كبرى لجيل كان يحلم بغد أفضل، فوجد نفسه بعد أن استفاق من الوهم، أمام قطيع من الإرهابيين والمتاجرين بطموحات الشعوب. شباب راحوا ضحية تيارات تتاجر بالدين تارة وتمتطي ديمقراطية زائفة تارة أخرى.. والنتيجة مشكلات تتفاقم ومجتمعات تتفسخ، وأوطان تنتحر. تُرى من المستفيد من خرافة «الربيع العربي»؟ الآن سقط القناع، فالخسائر أكبر من أن ُتحصى، وحجم الضرر يطول وقت إصلاحه.. ومن كان يدعي لنفسه ترويج الديمقراطية بات في مواجهة مع ملايين العاطلين ومئات الآلاف ممن فقدوا قوت يومهم بعدما تركوا وظائفهم في المصانع والمزارع جراء الانفلات الأمني، وغياب بوصلة المجتمعات التي انخدعت بشعارات ثبت بعد وقت قصير أنها ألغام للتدمير ومتفجرات لنسف الإنجازات. من يرصد حجم الخسائر العربية جراء «الربيع» المزعوم، سيتضح له أن حجمها يفوق أي معركة خاضتها الدول العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكأن هذا «الربيع» معول هدم من الداخل، وتوطئة لإرهاب سرطاني، توالد من «الإخوان» إلى «القاعدة»، ثم «داعش» ضمن مؤامرة كبرى توالت فصولها ولم يكبحها سوى وعي الوطنيين الذين لا يخضعون إلا لضمائرهم وحبهم لأوطانهم. كانت موجة «الربيع العربي» ولا تزال نذير شؤم على المنطقة العربية، وتوارت على إثرها قضية العربية المركزية، ألا وهي القضية الفلسطينية.. لم نسمع من دعاة الفوضى والانفلات أي شعارات تتعلق بتحرير فلسطين أو العودة إلى تفعيل القومية العربية وتحويلها من شعارات إلى واقع على الأرض. ما أود التأكيد عليه أن الندم هو الحكم القاطع على ما رأيناه في موجة «الربيع العربي»، ويكفي أن نتابع الذكرى السنوية لهذه الفاجعة في كل بلد ألمت به، وللمصادفة أنها متقاربة زمنياً في الدول التي ألمت بها، ففي تونس تحل الذكرى المشؤومة في ديسمبر، وفي مصر في يناير، وفي سوريا في مارس، وفي ليبيا في فبراير.. وفي كل ذكرى يستطيع أي متابع من أي مكان في العالم إدراك مدى التراجع والتدهور في هذه الدول مقارنة بأحوالها قبل يوم يوم واحد من إصابتها بسرطان «الربيع».. بعض هذه الدول عادت إلى حالة تشبه العصور الوسطي، أو اقتربت من حالة يسمونها «هوبزية».. أي حرب الكل ضد الكل.. وفي دول أخرى باتت البلاد ساحة لصراعات القوى الإقليمية، وبات الباب مفتوحاً على مصراعيه، للتقسيمات الطائفية والجهوية والعرقية، والأدهى والأضل أن هذه الدول باتت مرتعاً للإرهاب.. والكل صار معادياً ومحارباً ضد الدولة الوطنية الجامعة، وكأن هذه الشعوب تريد إطلاق تعريف جديد للدولة، كل على هواه، بعض الفصائل تُعرف الدولة بمذهب معين أو بعِرق واحد، أو بمنطقة واحدة، وفي كل هذا هدم للدولة الوطنية.. وتفعيل لأجندات خارجية مسمومة، لا يسلم منها إلا من كان في عقله بعض من حب لوطنه. وقانا الله وإياكم شر «الربيع». محمد زكي سويفي- العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©