الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«القرية العالمية» تنافس المعارض الدولية في الترويج السياحي والتجاري

«القرية العالمية» تنافس المعارض الدولية في الترويج السياحي والتجاري
10 مارس 2018 21:57
مصطفى عبد العظيم (دبي) رسخت الإنجازات المتواصلة للقرية العالمية على مدار أكثر من عقدين، مكانتها لتصبح الوجهة العائلية الأولى للثقافة والتسوق والترفيه في المنطقة، ورغم أن تنظيم أجنحة الدول المشاركة في القرية يتم من خلال مستثمرين من القطاع الخاص، فإنها تحظى باهتمام كبير من سفارات وقنصليات الدول، فضلاً عن الهيئات الحكومية السياحية والثقافية والتجارية المختصة، خاصة أنها تشكل نافذة مهمة للتعريف بثقافات وعادات الشعوب، لأكثر من 5 ملايين زائر للقرية من مختلف الجنسيات. ورصدت «الاتحاد» في جولة لها داخل القرية العالمية في موسمها الـ22، الذي يختتم فعالياته في 7 أبريل المقبل، رغبة عدد كبير من زوار الأجنحة في استكشاف فرص زيارة هذه الدول والتعرف إلى أبرز مقوماتها السياحية وأفضل المواسم للزيارة، ما دفع منظمي الأجنحة إلى توفير معلومات سياحية عن الدول التي يمثلونها، سواء عن طريق كتابتها في أماكن مخصصة، أو من خلال تخصيص مكاتب داخل الأجنحة للترويج السياحي بالتعاون الهيئات السياحية في هذه الدول. ويؤكد سفراء وقناصل دول مشاركة في القرية، وكذلك مسؤولون في هيئات ترويج سياحي ومنظمو أجنحة، أن القرية شكلت في السنوات الأخيرة نافذة مهمة للدول المشاركة للترويج السياحي لتنافس بذلك البورصات المختصة في السياحة والسفر مثل بورصة برلين وسوق السفر العالمي في لندن، لافتين أن القرية توفر ميزة أفضل من هذه المعارض التي لا تتجاوز مدتها 5 أيام، حيث يستمر موسم القرية إلى نحو 5 أشهر، فضلاً عن تنوع الزوار من مختلف جنسيات العالم. وقال الرحيم الراوي، أحد زوار القرية، إنه اعتاد زيارتها منذ سنوات طويلة هو وعائلته للتعرف إلى ثقافات وتراث الدول المشاركة، سواء من خلال المنتجات والعروض الفنية التي تقدمها هذه الدول، وأيضاً عبر أجنحتها التي عادة ما تجسد أحد أبرز المعالم السياحية بها، مضيفاً أنه خطط للسفر في عطلة الصيف المقبل، فقام بزيارة عدد من الأجنحة المشاركة بحثاً عن مقصد سياحي له ولأسرته، حيث يمكنه الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالسفر مثل التأشيرات والإقامة والأطعمة والتكاليف، وهي المعلومات التي يحرص منظمو الأجنحة على توفيرها للزوار. 30 % نمواً في السياح إلى البوسنة وفي هذا السياق يؤكد زوران ميليسيفيتش، سفير البوسنة والهرسك لدى الدولة، أن مشاركة البوسنة في القرية العالمية لهذا العام تأتي في وقت تشهد في الحركة السياحية والتجارية من الإمارات إلى البوسنة معدلات نمو قياسية بلغت ذروتها خلال عام 2017، بتجاوز عدد السياح القادمين إلى البوسنة من الإمارات حاجز الـ 40 ألف سائح. وتوقع السفير البوسني لدى الدولة في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن يسهم الجناح البوسني بما يحتويه من منتجات وما يقدمه من عروض ثقافية ومعلومات سياحية للزوار في زيادة أعداد السياح إلى البوسنة ليس فقط من دولة الإمارات، ولكن من أنحاء العالم كافة. وأفاد ميليسيفيتش أن نتائج مشاركة البوسنة بجناح في القرية العالمية ستظهر خلال الفترة المقبلة مع بدء الموسم السياحي في البوسنة في أبريل المقبل وحتى سبتمبر من كل عام، متوقعاً أن تشهد التدفقات السياحية من الإمارات نمواً يتراوح بين 20 إلى 30% هذا العام. وأكد السفير البوسني أن جذب أكثر من 40 ألف سائح من الإمارات إلى البوسنة خلال الموسم السياحي الذي لا يتجاوز الستة أشهر، يعكس المقومات السياحية المتنوعة التي تتمتع بها البوسنة والتي توفر أفضل تجربة سياحة للزوار من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أن إجمالي عدد السياح القادمين من المنطقة إلى البوسنة بلغ العام الماضي نحو 250 ألف سائح. وأوضح ميليسفيتش أن الاهتمام بالبوسنة لم يقتصر فقط على السياحة، بل امتد إلى مجالات الاستثمار وشراء العقارات، مقدراً عدد من يمتلكون عقارات في البوسنة من دولة الإمارات بنحو 10 آلاف شخص، بما يشكل نحو 25% من السياح وكذلك بالنسبة للقادمين من بقية دول مجلس «التعاون»، حيث باتت البوسنة وجهة للاستثمار والسياحة والأعمال، ما أسهم في زيادة حركة الربط الجوي بين البلدين عن طريق رحلات فلاي دبي والعربية للطيران. وأشار السفير البوسني إلى أن إعفاء المواطنين الإماراتيين من الحصول على تأشيرة دخول إلى البوسنة، وكذلك بقية مواطني دول مجلس التعاون، أسهم في نمو التدفقات السياحية من المنطقة بشكل لافت، فضلاً عن سهولة حصول المقيمين في الدولة من غالبية الجنسيات على تأشيرة سياحية خلال 3 إلى 7 أيام في العادة، باستثناء عدد محدود من الجنسيات التي قد تستغرق فترة ما بين 3 إلى 4 أسابيع. إحدى أدوات الترويج لسريلانكا بدوره يشير تشاريتا ياتوجودا، قنصل عام جمهورية سريلانكا في دبي، إلى أن الجناح السريلانكي في القرية العالمية والذي تنظمه وتديره شركة خاصة، يشكل إحدى أدوات الترويج السياحي، لافتاً إلى أهمية الجناح في التعريف بالمقومات التراثية والثقافية والسياحية في سريلانكا، من خلال المنتجات والحرف المعروضة في الجناح، وكذلك عبر العروض الفنية المختلفة. وأوضح ياتوجودا أن القنصلية بالتعاون مع سياحة سريلانكا تقوم بتنفيذ برامج ترويج سياحي على مدار العام وإطلاق المبادرات تشجع على السفر إلى سريلانكا، والتي نجحت العام الماضي في استقطاب أكثر من 200 ألف سائح من الإمارات وفقاً للتقديرات الأولية، مشيراً إلى أن المشاركة في المعارض السياحية مثل سوق السفر العربي والفعاليات الأخرى المتعلقة بالترويج السياحي، تسهم إلى حد كبير في تعزيز التدفقات السياحية من الإمارات إلى سريلانكا، كاشفاً عن مشاركة بلاده في إكسبو 2020 بدبي. جناح تايلاند وفي السياق ذاته قال هاتسناي تشاسري، مدير التسويق في هيئة تايلاند للسياحة بدبي والشرق الأوسط، إن الهيئة استفادت خلال السنوات الماضية من جناح تايلاند الذي تنظمه شركة خاصة في القرية العالمية، مشيراً إلى أن الجناح يشكل منصة مهمة للتعريف بالمنتج السياحي في تايلاند لفترة ترويج هي الأطول بين المعارض الدولية، والتي تصل إلى قرابة 5 أشهر أمام أعداد كبيرة من زوار القرية، ما يزيد فعالية الترويج السياحي ويسهل الوصول إلى سياح محتملين من أكثر من 200 جنسية. وكشف تشاسري عن ارتفاع عدد السياح الإماراتيين إلى تايلاند خلال العام الماضي بنسبة 5% ليصل إلى 137 ألف سائح، مقارنة مع 131 ألف سائح في عام 2016، مشيراً إلى أن الرقم يرتفع إلى 190 ألف سائح مع إضافة السياح القادمين إلى تايلاند والمقيمين في الإمارات، عبر رحلات طيران تصل إلى 12 رحلة يومية من مطارات الدولة وعدد من المدن التايلاندية. وأوضح أن هيئة تايلاند للسياحة تسعى للمحافظة على هذه الأرقام خلال العام الجاري، مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي قد تطرأ على قرارات المسافرين من أسواق الإمارات والسعودية بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة التي قد تدفع البعض إلى تغيير أنماط السفر إلى بعض الوجهات وعدم تكرار الزيارة لأكثر من مرة للوجهة الواحدة. أهرامات مصر تلفت الأنظار من جهته أكد إبراهيم جابر، منظم الجناح المصري والسعودي، ورئيس مجلس إدارة شركة ثري بي يونايتد، أن أي جناح في القرية بمثابة سفير للبلد أمام أكثر 5.5 مليون زائر للقرية، ما يستلزم أن يجسد هذا الجناح معالم البلد بشكل متقن وحرفية عالية، سواء في التصميم الخارجي للوجهات، أو من خلال ما يتضمنه الجناح من بضائع ومنتجات وحرف يدوية ومتاحف أثرية، وما يقدمه من عروض فنية وثقافية. وأوضح أن كل هذه العوامل تسهم بشكل غير مباشر في جذب أنظار الزوار إلى الجناح، وبالتالي التعرف إلى حضارة وتاريخ وثقافات هذه الدول، لافتاً إلى أن الجناح المصري الذي يحاكي في تصميمه هذا العام الأهرامات المصرية وتمثال أبو الهول، يشكل في حد ذاته أكبر عامل جذب للزوار الذي ينبهرون عند رؤية الجناح، فكثير من الزوار من جنسيات مختلفة يسمعون عن الأهرامات لكن لم تتح لهم الفرصة لزيارتها، يأتون ويستفسرون عنها من خلال المعلومات المتوفرة في الجناح، مشيراً إلى أن هذا النوع من الترويج يسهم بلا شك في خلق رغبة لدى الزوار في زيارة مصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©