السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأفغان على طريقة الرينجرز الأميركي

الأفغان على طريقة الرينجرز الأميركي
21 ابريل 2008 01:01
ليلة بعد ليلة، يهبط جنود كوماندوز من طائرات ''تشينوك'' العمودية الأميركية التي تحط في القرى الأفغانية النائية، وهم يحملون بنادق إم- 4 الهجومية لاقتحام المواقع التي يأوي إليها مقاتلو طالبان، وهذه الغارات، التي بدأت في شهر ديسمبر في منطقة ''ساباري'' الواقعة في هذا الإقليم، والتي اُعتبرت لفترة طويلة من ضمن المناطق الشديدة الخطورة بالنسبة للدوريات الأميركية، أدت إلى قتل أو أسر 30 من زعماء المتمردين في شرق أفغانستان- وفقا لما أعلنه القادة الأميركيون· ''إن الأميركيين هم الذين يقومون بهذه الغارات'' كان هذا هو ما استنتجه مقاتلو طالبان بشأن هذه الغارات حسبما تقول مصادر الاستخبارات الأميركية، فعلى رغم أن هؤلاء الكوماندوز يحملون أفضل أنواع البنادق الأميركية، ويرتدون نظارات الرؤية الليلية، ويتنقلون في عربات ''هامفي'' المدرعة، فإنهم ليسوا أميركيين في الحقيقة وإنما أفغان تشرف على تدريبهم فرق مستشارين تابعة للقوات الخاصة الأميركية، وذلك من أجل تكوين قوة قتالية تحل محل القوات الأميركية العاملة في أفغانستان بشكل دائم في نهاية المطاف· عبر قائد سرية من سرايا القوات الخاصة الأميركية الموجودة في القاعدة العسكرية الأميركية في ''خوست'' عن ذلك الهدف بقوله: ''إن تكوين قوة كوماندوز أفغانية يمثل تذكرة خروجنا من هنا''، والواقع أن إنشاء قوة الكوماندوز الأفغانية التي يبلغ عددها 4000 جندي، يمثل تطورا رئيسيا بالنسبة للقوات الخاصة الأميركية العاملة في أفغانستان، فبعد أن لعبت فرق صغيرة من القوات الخاصة الأميركية التي يطلق عليها ''ذوي البريهات الخضراء'' الدور الرئيسي في الإطاحة بنظام طالبان عام ،2001 ظلت تلك الفرق تقود عمليات القتال ضد فلول طالبان، في الوقت الذي لعبت فيه قوات الميليشيات الأفغانية المتفرقة التي تولى الجيش الأميركي تدريبها ودفــع رواتب أفرادها دورا معاونا، أما في الوقت الراهن فإن العكس من ذلك تماما هو الذي يحدث، حيث يضع مستشارو القوات الخاصة الأميركيون الكوماندوز الأفغان في المقدمة، كنوع من التدريب الذي سيؤدي في النهاية، لتكوين قوة تضطلع بالدور الرئيسي في مواجهة المتمردين كما يأمل القادة الأميركيون· يلعب الكوماندوز الأفغان في الأجزاء التي ترتفع فيها معدلات العنف في إقليم ''خوست'' وغيره، دورا محدودا، ولكنه بالغ الأهمية في نفس الوقت، وهو أسر أو قتل زعماء التمرد، والممولين، وصناع القنابل، وهو الدور المحدد لهم في نطاق المرحلة الأولى من الاستراتيجية الأميركية الرامية لتطهير مناطق الأقاليم من خلايا العدو، والتمسك بالأراضي التي يتم تطهيرها، وبناء الأمن وإقامة الحكومة، ويقول المستشارون الأميركيون إن الحاجة قد اشتدت مؤخرا إلى قوات أفغانية مدربة تتولى مهاجمة شبكات التمرد، وذلك بعد الزيادة في عدد العبوات الناسفة التي تتم زراعتها على جانب الطريق، وفي عدد الهجمات الانتحارية منذ عام ·2006 يقول أحد مستشاري التدريب الأميركيين إنه يتم تدريب الكوماندوز الأفغان في نطـــاق ذلك البرنامج على مواجهــــة كافة أنواع التحديات والمواقف القتالية، وذلك بشكل متدرج يبدأ من تدريبهم على تعقب شريط ممتد على الأرض، وينتهي بشن هجوم على مبنى متعدد الطوابق، وتبلغ فترة التدريب التي يتلقاها الكوماندوز الأفغان في معسكر'' مورهيد'' -يقع جنوب العاصمة كابول- 12 أسبوعا، يتم بعدها توزيعهم على الكتائب التابعة لفيلق من الفيالق الإقليمية الخمسة التي يتكون منها الجيش الأفغاني الوطني، وبعد ذلك يبدأ هؤلاء الكوماندوز دورات متقدمة تحت إشراف مستشاري القوات الخاصة مدة كل منها 6 أسابيع، ويؤدي هـــذا النظــــام الصارم إلى صقل مهارات رجال الكوماندوز الأفغان، ويجعلها أعلى بكثير من مهارات رفاقهم في الجيش الأفغاني النظامي، كما يقول المستشارون الأميركيون المشرفون على التدريب· ويقوم مستشارو القوات الخاصة الأميركية بعرض شرائط فيديو تبين التدريبات الشاقة التي يتلقاها الكوماندوز الأفغان، ومدى نجاحهم فيها، وذلك من أجل خلق شعور بالفخر بين هؤلاء الجنود، ويعبر الرقيب أول ''محب الرحمن'' -البالغ من العمر 22 عاما والذي يقوم بمهام رقيب الفصيلة عن هذا الفخر- بقوله: ''نحن أفضل وحدة في الجيش الأفغاني في الوقت الراهن'' ويؤكد الجندي ''سيد عسكر وهو معلم ''كونج فو'' يبلغ من العمر 25 عاما ما يقوله زميله بقوله: ''إننا ننفذ كل شيء يُطلب منا بسرعة ودقة''· ويحصل جندي الكوماندوز الأفغاني على خمسين دولارا زيادة في الراتب عن نظيره في الجيش الأفغاني النظامي، وهو ما يجعل إجمالي الراتب الذي يحصل عليه رقيب الكوماندوز 200 دولار أميركي شهريا، بالإضافة ذلك يستلم الكوماندوز معدات وملابس أفضل، وكمية طعام تبلغ ضعف ما يستلمه نظراؤهم في الجيش النظامي، ومن ضمن المسائل ذات الأهمية الكبرى بالنسبة لمستشاري الجيش الأميركي، تلك المتعلقة بإدماج الكوماندوز في الجيش الأفغاني النظامي، والتي يمكن أن تتم بحسب هؤلاء المستشارين من خلال تحسين مستوى فهم ضباط الجيش الأفغاني النظامي لطبيعة العمليات التي يقوم بها رجال الكوماندوز، والتي تختلف عن العمليات التقليدية التي يقوم بها الجيش النظامي· ويهدف الخبراء الأميركيون في نهاية المطاف، إلى إلحاق الكوماندوز بشكل دوري بوحدات الجيش الأفغاني النظامي، من أجل نقل الخبرة والمهارة اللتين حصلا عليها إلى تلك الوحدات وذلك على غرار ما تقوم به القوات المعروفة باسم قوات'' الرينجرز'' في الجيش الأميركي النظامي· آن سكوت تايسون- أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©