الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد وكوشنير يفتتحان مؤتمر التعاون الأمني البحري

عبدالله بن زايد وكوشنير يفتتحان مؤتمر التعاون الأمني البحري
26 مايو 2009 03:08
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وفخامة الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية وبدعم خاص من القوات البحرية بدولة الإمارات وفرنسا، افتتح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الدكتور برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسية صباح أمس بنادي ضباط القوات المسلّحة مؤتمر التعاون الأمني البحري الذي تنظمه مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري « إنغما»، والذي يستمر لمدة يومين . حضر الافتتاح معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية بالدولة وكبار ضباط القوات المسلحة في البلدين. وأعلن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في كلمته أن الإمارات وفرنسا ستوقعان على مذكرة تفاهم يتم بموجبها تعيين دبلوماسيين من الإمارات في البعثات الدبلوماسية الفرنسية ، وذلك في الدول التي لا توجد لنا فيها بعثات دبلوماسية ، في خطوة غير مسبوقة في العمل الدبلوماسي. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية وعريقة تشمل مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والثقافية، بالإضافة إلى التعاون الاستراتيجي بين الدولتين. وقال سموه إن دولة الإمارات تعتبر أهم شريك اقتصادي لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط حيث تبلغ الاستثمارات الفرنسية في الدولة أكثر من 3 مليارات درهم كما أن هناك استثمارات إماراتية في فرنسا. وتحدث سموه عن المؤتمر الذي تنظمه القوات البحرية بالدولة حول الأمن البحري الذي يضم نخبة من الخبراء في مجال أمن البحار ، مشيراً إلى أن موضوع المؤتمر يستحوذ على الاهتمام الدولي خاصة هذه الأيام. ورحب سموه بهذه المناسبة بزيارة فخامة الرئيس نيكولا ساركوزي ، معرباً عن ارتياحه للتعاون الاستراتيجي والسياسي بين البلدين ، والذي يشهد تطوراً متواصلاً ويشمل المشاورات المستمرة بيننا حول قضايا المنطقة. وأكد سموه أن الإمارات تنظر إلى هذا التعاون باعتباره ركناً أساسياً من أركان سياستها الخارجية وتعتبره في مقدمة أولويات هذه السياسة ، لأنه يصب في صالح الاستقرار والتنمية في منطقة الخليج. كما تحدث سمو وزير الخارجية عن العلاقات الثقافية بين البلدين ، مشيراً إلى أنها شهدت تقدماً بارزاً من خلال افتتاح فرع جامعة السوربون في أبوظبي وإنشاء متحف اللوفر ، وكذلك مساهمة دولة الإمارات في ترميم مجمع المباني التاريخية لقصر فوتين بلو الشهير الذي يعد معلماً ثقافياً وتاريخياً مهماً في فرنسا. وأشار سموه إلى الزيارة السابقة لفخامة الرئيس ساركوزي للإمارات في مطلع العام الماضي والتى تم فيها التوقيع على عدة اتفاقيات، منها اتفاق التعاون من أجل تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية التي وضعت الإمارات خطتها الاستراتيجية ضمن خططها المستقبلية للطاقات المتجددة. وأشار سموه في هذا السياق إلى اهتمام الإمارات بمواضيع الطاقة التى تشمل الطاقة المتجددة من خلال مبادرة مدينة مصدر ، والجهد الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به الدولة لاستضافة مقر المنظمة الدولية للطاقات المتجددة «أيرينا». وأعرب عن أمله في أن تصل العلاقات مع فرنسا إلى آفاق أرحب في مختلف الميادين لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين ، مؤكداً أن زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي سيكون لها أعمق الأثر في تعزيز العلاقات بين بلدينا في مختلف الميادين. تدشين معسكر السلام بعد ذلك تحدث معالي الدكتور برنارد كوشنير عن زيارة الرئيس ساركوزي إلى الإمارت مشيراً إلى أنها تجسد قمة التعاون الوثيق بين البلدين وتعطي أهمية وقوة لهذا المؤتمر . وقال «إن الرئيس الفرنسي سيقوم غدا(اليوم) بتدشين «معسكر السلام البحري» نظراً لأهمية الأمن البحري الذي توليه فرنسا في هذه المنطقة ودول العالم كافة». وأشار إلى أن هذه المنطقة تتعرض للعديد من المخاطر والتهديدات. مضيفاً أن خبر إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ نووي يمثل تحدياً للمجتمع الدولي يجب مواجهته. وتناول كوشنير موضوع القرصنة على السواحل الصومالية، مؤكداً المشاركة الفعالة لبلاده في مكافحتها مشيراً الى أن دول الخليج واليمن تتفهم هذه المشكلة ، لأن القرصنة لا تقتصر على السفن التجارية والرهائن من جنسيات مختلفة فحسب ، بل تشمل المراكب السياحية الصغيرة، ولذلك فإن مكافحة هذه الظاهرة أصبحت أمراً يهم العالم كله. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن هذا يقود إلى التفكير في تعزيز الأمن البحري في المستقبل من خلال محاربة القرصنة عبر القاء القبض على القراصنة وتحويلهم إلى العدالة، وارساء الديموقراطية في الصومال، ومكافحة الفقر فيه وتنمية مجتمعه. كما شدد على أهمية مساعدة الدول التي لها شواطئ على خليج عدن ، وتدريب القوى البحرية فيها ، مشيراً إلى الدور الفرنسي في هذا المجال بمباركة مجلس الأمن. وأكد على أهمية المعابر والمنافذ البحرية العالمية حيث إن 62% من البترول التجاري ينقل عن طريق البحر ، كما أن 17 مليون برميل نفط يومياً أو ما يمثل خمس الاستهلاك العالمي يمر من خلال خليج عمان ما يعني ضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة . وأشار إلى اهتمام بلاده والإمارات لأن يصبحا شركاء في الأمن البحري لحماية الطرق البحرية في المنطقة. ودعا كوشنير المجتمع الدولي إلى وضع قواعد عمل مشتركة لحماية البحار والمحيطات ، وأشار إلى أن إجراءات التنفيذ تتمثل في تعزيز وتفعيل التعاون بين القوات العسكرية في المنطقة وتطوير وسائل التقنية الحديثة ، للحفاظ على الأمن البحري لتأمين الاقتصاد العالمي من خلال التعاون بين الدول والمنظمات حفاظاً على الحضارة الإنسانية وتأمين الاقتصاد العالمي . حلول لمواجهة التهديدات وكان رياض قهوجي، مدير عام مؤسسة «إنيغما» قد أشار في البداية إلى أهمية انعقاد المؤتمر في ظل الأوضاع العالمية الراهنة ، مؤكداً أن الهدف من هذا المؤتمر هو بحث حلول عملية لمكافحة التهديدات التي تواجه خطوط الملاحة البحرية من خلال تكاتف المجتمع الدولي. وأشاد في هذا الصدد بالتعاون القائم بين الإمارات وفرنسا والذي كان نتائجه تدشين معسكر السلام البحري في الإمارات. العمل الجماعي وبعد ذلك بدأت الجلسة العامة الأولى حول موضوع الأمن البحري عالمياً وإقليمياً وترأسها، الدكتور تيودور كاراسيك، مدير الأبحاث في مؤسسة إنيغما. بينما حاضر أوليفييه داراسون، رئيس معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني الفرنسي عن «التحديات الجيوسياسية العالمية من الوجهة الفرنسية». ثم قدم معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، ورقة عمل حول «المقاربة الإقليمية للشراكات الاستراتيجية» فشدد على أهمية العمل الجماعي بالنسبة لدولة الإمارات. وقال إن استراتيجية الدولة تقوم على أمن واستقرار المنطقة وأولوية التنمية والتسامح ، مؤكدا بأن مواقف الإمارات في هذه الشأن واضحة وراسخة . وأكد إن الإمارات تؤمن إيماناً كبيراً بأهمية التعاون علي المستويين الإقليمي والدولي مشيراً إلى ما تقوم به في أفغانستان وكوسوفو وغيرها من الدول. وأضاف معاليه أن تدشين معسكر السلام البحري يأتي تأكيداً لمنهج الشراكة مع الدول الأخرى للحفاظ علي أمن دول الخليج ، مشيراً إلى الأهمية التى توليها الإمارات لفرنسا كحليف استراتيجي كونها تتخذ سياسات متزنه تجاه الكثير من القضايا العربية والإقليمية . وفي ختام الجلسة العامة الأولى تحدث العميد البحري لوتشيانو زاباتا، نائب القائد الأعلى لشؤون التطوير في حلف شمال الأطلسي « الناتو» عن التحديات التي تواجه إرساء الشراكات الاستراتيجية. وقد تمحورت الجلسة العامة الثانية حول «العوامل الرئيسية لاستراتيجية السلامة والأمن البحري» وأدارها اللواء (م) خالد عبدالله البوعينين القائد السابق للقوات الجوية والدفاع الجوي بدولة الإمارات ورئيس إنيغما.تلاه ميشال ميرايي، نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية في الجمهورية الفرنسية فحاضر عن المقاربة الفرنسية الشاملة. ثم تحدث العقيد الركن الطيار الشيخ سعيد بن حمدان آل نهيان، مدير العمليات والتدريب في القوات المسلحة عن الرؤيا الإماراتية للشراكة الاستراتيجية. وفي ختام الجلسة تحدث اللواء البحري وليم غورتني، القائد العام للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، قائد الأسطول الخامس، عن كيفية تطوير استراتيجية الأمن البحري المشترك. وشمل برنامج اليوم الأول للمؤتمر ايضاً حلقات حوار وورش عمل صغيرة بحثت خلالها موضوعات القرصنة والأمن ، وسلامة التواصل ما بين الخطوط البحرية، والإرهاب والتهديدات اللامتوازية، والنشاطات البحرية غير الشرعية – التهريب والهجرة غير الشرعية، إضافة الى التلوث، . ويناقش المؤتمر اليوم الثلاثاء، قضايا التكنولوجيا والتعاون والمسار المستقبلي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©