الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيـش الوطني الجديـد بعيد عن الولاءات الحزبية والمناطقية

الجيـش الوطني الجديـد بعيد عن الولاءات الحزبية والمناطقية
25 مارس 2017 23:22
عدن (الاتحاد، وكالات) يسعى اليمن إلى بناء جيش وطني مهني، من خلال وضع عقيدة عسكرية مستمدة من مبادئ الدستور الجديد، تحترم فيه القوات المسلحة حقوق وحريات الإنسان، والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي لا تمس السيادة الوطنية وفقاً للدستور. وبدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فعلياً وضع نواة الجيش الوطني الجديد بعد تحرير عدن من الانقلابيين، من خلال دمج عناصر المقاومة الشعبية في أجهزة الجيش والأمن، وتسجيلهم بناء على معايير مهنية عالية بعيداً عن الولاءات القبلية أو المناطقية أو الدينية، وانخراطهم مباشرة في عمليات تدريب محترفة. تنص مخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل التي توافقت عليها جميع الأطراف اليمنية، على أن «القوات المسلحة ملك الشعب، مهمتها حماية البلاد والمحافظة على أمنها ووحدة وسلامة أراضيها وسيادتها ونظامها الجمهوري، والدولة وحدها هي التي تنشئ هذه القوات، ويحظر على أي فرد أو هيئة أو حزب أو جهة أو جماعة أو تنظيم أو قبيلة إنشاء أي تشكيلات أو فرق أو تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية تحت أي مسمى». وأوضح رئيس هيئة أركان الجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي، في تصريحات سابقة، أن العمل يجرى حالياً لتأسيس جيش وطني جديد على أسس وطنية بعيداً عن الفساد والمحسوبية، مشيراً إلى أن الجيش تعرض لخيانة كبيرة من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح خلال الأعوام السابقة. وبين أن «انقلاب الحوثيين تسبب في تدمير الجيش اليمني بصورة كاملة، ولذلك يجري حالياً إعادة بناء جيش وطني من الصفر، يدين بالولاء لله ثم الوطن، وليس لأشخاص أو قيادات عسكرية». وتقضي مخرجات الحوار الوطني كذلك، بإنشاء مجلس أعلى للدفاع الوطني والأمن القومي، يختص بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها وإعداد الاستراتيجيات والآليات اللازمة والسياسات لمواجهة التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية ورسم السياسات الداخلية والخارجية للبلاد، كما يختص المجلس بإقرار استراتيجيات وخطط تحقيق الأمن والسكينة العامة، ومواجهة حالات الكوارث والأزمات بشتى أنواعها، واتخاذ ما يلزم لاحتوائها، وتحديد مصادر الأخطار على الأمن القومي. ووفقاً لمخرجات الحوار الوطني، فإن الرئيس اليمني في النظام الرئاسي أو المختلط، أو رئيس الوزراء في النظام البرلماني، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو من يعلن الحرب والتعبئة العامة بعد مصادقة السلطة التشريعية، كما أن وزارة الدفاع هي المسؤولة عن القوات المسلحة أمام الشعب وأمام سلطات الدولة. ويعد منصب وزير الدفاع منصباً سياسياً، ويعين من يشغله من رئيس الجمهورية في النظام الرئاسي أو المختلط، أو من رئيس مجلس الوزراء في النظام البرلماني، حسب ما تقتضيه المصلحة العامة، ورئيس هيئة الأركان العامة هو القائد العسكري للجيش. ولتلافي الأخطاء السابقة، توافق اليمنيون على تحييد الجيش والأمن والمخابرات عن أي عمل سياسي، بما في ذلك أن يحظر عليهم المشاركة في الانتخابات والاستفتاء، سواء بالاقتراع أو الترشح أو القيام بحملات انتخابية لمصلحة أي من المرشحين فيها، حماية لها من أي اختراق سياسي. كما تم تجريم ممارسة العمل الحزبي لمنتسبي القوات المسلحة والأمن والمخابرات، وتجريم أي نشاط لمصلحة أي حزب سياسي أو تنظيم أو جماعة سياسية في أوساط القوات المسلحة والأمن والمخابرات، ويحظر تسخير القوات المسلحة والمخابرات لمصلحة حزب أو جماعة أو فرد، صيانة لها من التبعية بكل صورها وأشكالها والانتماءات الحزبية بأنواعها كافة، وذلك ضماناً لحياديتها واستقلالها، ويحدد القانون أقصى العقوبات لذلك، ومنها الطرد من الخدمة والتجريد من الرتبة العسكرية. كما لا يحق مطلقاً تعيين أي من أقارب وأصهار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس السلطة التشريعية ووزيري الدفاع والداخلية ورئاسة المخابرات لأي من أقاربهم حتى الدرجة الرابعة في أي مناصب قيادية في الجيش والأمن والمخابرات، طيلة مدة عملهم في تلك المناصب. وضماناً لعدم نهب أسلحة الجيش، يجرم الاتجار بالأسلحة والمتفجرات بمختلف أنواعها وأحجامها من قبل أي حزب أو تنظيم أو جماعة أو قبيلة أو فرد، كما يجرم امتلاك أو حيازة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمتفجرات. وتحرم العقيدة العسكرية الجديدة للجيش اليمني، تجنيد الأطفال دون الثامنة عشرة، أو إشراكهم في النزاعات المسلحة، وأن يتمتعوا بالحماية في أوقات الصراعات العسكرية والكوارث وحالات الطوارئ. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أكد في كلمة له أثناء حفل تخريج إحدى دفعات عناصر المقاومة الشعبية في قاعدة العند، أن الميليشيات الانقلابية لا يمكنها فرض التجربة الإيرانية على اليمنيين، مشيراً إلى أن العالم أجمع والدول العربية والإسلامية تقف مع الحكومة الشرعية، واستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابيين. وأوضح أن لدى الحكومة خطة لدخول كل أفراد المقاومة الشعبية في دورات تدريب، حيث يمثلون جيش اليمن الجديد. وتعمل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وبالتعاون مع الحكومة الشرعية، على تدريب الآلاف من عناصر الجيش الوطني اليمني الجديد، وذلك من خلال مدربين أكفاء يشرفون على برامج مكثفة في مختلف الصنوف القتالية، إضافة إلى إطلاق برامج لتدريب الطيارين. وتنفذ عمليات التدريب في قاعدة العند الجوية، كما تم إنشاء معسكرات تدريب أخرى في محافظة مأرب، وذلك لتجهيز وإعداد عناصر الجيش الوطني الجديد، بمشاركة ضباط من دول التحالف وضباط يمنيين سابقين، ودعمهم بالآليات والمعدات العسكرية اللازمة. ونشرت قوات التحالف في اليمن مجموعات مختارة من قوات النخبة والطائرات بغرض تدريب وتأهيل عناصر الجيش الوطني الجديد، كما تم نشر سرب مروحيات هجومية من طراز «أباتشي»، ومروحيات ذات قدرة هجومية خفيفة من طراز «بيل 407». ويشرف مدربون من التحالف على تأهيل وتدريب عناصر المقاومة الشعبية الذين تم دمجهم في إطار الجيش الوطني الجديد وقوات الأمن، وتخرج الآلاف منهم حتى الآن. وأطلق أخيراً برنامج تدريب مكثف لتشكيل قوات جوية يمنية جديدة في قاعدة العند الجوية التي تمت إعادة تأهيلها، من خلال تدريب الطيارين اليمنيين على استخدام الطائرات، في إطار تعزيز العمليات العسكرية في الجبهات المتبقية. وقام طيارون يمنيون في وقت سابق بطلعات جوية في منطقة العمليات في تعز والبيضاء لمساندة قوات الشرعية والمقاومة، ونفذوا ضربات جوية بدقة على أهداف عدة، ودمروا مخازن أسلحة وآليات للمليشيات الانقلابية. وقدمت الحكومة الشرعية شكرها وتقديرها لتحالف دعم الشرعية في اليمن على الدعم والإسناد الذي تلقاه عناصر الجيش الوطني الجديد، وتوفير التدريب والتأهيل النوعي على أفضل الآليات والمعدات المتطورة. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي باسم وزارة الدفاع اليمنية علي البكالي، أن تدريب الجيش الجديد يتم على ثلاث مراحل، تتمثل في التدريب الميداني، ويتم على الأراضي اليمنية في مناطق تحت سيطرة الشرعية، والتدريب التقني، وهو على مستوى متقدم، ويكون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى تدريب القادة العسكريين الذي يكون في دول التحالف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©