السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعيد هاشمي يستعرض عاشق النور

سعيد هاشمي يستعرض عاشق النور
21 ابريل 2008 01:17
أقام الأديب الجزائري سعيد هاشمي مؤخرا أمسية في العاصمة الجزائرية الجزائر قدم خلالها عرضاً عن روايته الأخيرة ''عاشق النور''· وتتناول الرواية جانباً من معاناة الجزائريين في العهد الاستعماري الفرنسي، وذلك من خلال البطل ''أمقران'' وعائلته الصغيرة المكونة من الأم والأخت؛ إذ تعاني العائلة الأمرِّين بعد وفاة الأب، وتحاول عبثاً الخروج من حالة الفقر التي سببها الاستعمار الفرنسي لغالبية الجزائريين باستئثاره بأراضيهم وخيراتهم بقوة السلاح ومنحها للمعمِّرين الأوربيين وطرد الأهالي إلى المناطق الجبلية الفقيرة· كما يتناول الروائي جانباً من الحركة الوطنية السياسية التي قامت بالجزائر للتحضير للكفاح المسلح ضد الاستعمار من خلال انضمام''أمقران'' إلى أحد الأحزاب الوطنية الناشئة المُطالِبة بالاستقلال· وبعد اندلاع الثورة الجزائرية في 1 نوفمبر ،1954 ينضمُّ''أمقران'' إليها ويبدي مع الثوَّار شجاعة كبيرة في مقارعة القوات الاستعمارية المُدجَّجة بالأسلحة، ويورد الروائي صوراً عديدة للجرائم الفرنسية ضد الجزائريين وخاصة المدنيين العزل منهم حيث يعرضهم لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب والانتقام بذريعة التستر على الثوار· ويقول هاشمي إن روايته مستمدة من أحداث حقيقية، وكذا أحداث مُشابهة لها وقعت بمنطقة''أزفون'' بمنطقة القبائل، حيث حاول أن يرصد بعض جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر قبل الثورة التحريرية وخلالها (1 نوفمبر 1954- 5 يوليو 1962) ونقلها لأجيال الاستقلال حتى يُشعِرها ببعض ما عانته الأجيال السابقة التي عاشت تحت نير الاستعمار،إلا أنه يشعر بعد أن كتب هذه الرواية الطويلة الزاخرة بالأحداث أنه لم يقل شيئاً كثيراً حول الجرائم الاستعمارية المهولة، وكذا الشجاعة النادرة للجزائريين في مقارعة جيش الاحتلال الفرنسي وأيضاً صمود المدنيين وصبرهم على قمعه وأذاه طويلاً، وخاصة في الأرياف التي طالها التنكيل والقمع على نطاق واسع باعتبارها المعقل التقليدي للثوار· وعن الهدف من روايته قال هاشمي إنها ترمي إلى إيقاظ وعي الشباب الذين أصبحوا ميَّالين إلى نسيان ثورتهم بعد مرور أكثر من نصف قرن على اندلاعها، فمن خلال التذكير بالمعاناة الطويلة والمريرة للجزائريين قبل الثورة وأثناءها وإبراز صور نادرة منها، يمكن أن يعود الجيل الحالي إلى الارتباط بتاريخه وعدم نسيانه والانسياق وراء مغريات الحياة الحديثة وحدها· وقرأ هاشمي صفحات عديدة من روايته طوال ساعة، وبدا واضحاً مدى طول نفسه السَّردي وسلامة لغته، إلا أنها مع ذلك بدت تقريرية مباشرة في سرد الأحداث وإدارة الحوارات بين شخوص الرواية، ولم تظهر فيها تلك اللغة الشاعرية الإبداعية المتسامية عن اللغة المباشرة التي تصلح للتقارير والروبورتاجات الصحفية أو ''التأريخ'' للأحداث، وهو ما قد يقلل من قراءة الرواية فضلاً عن طولها؛ إذ أن رواية من 527 صفحة قد تنفِّر القارئ الذي أصبح يفضل روايات بحجم أقل بكثير ومتميزة في إبداعها ولغتها وبنائها الروائي·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©