الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله العامري طفل محاضر يحلم بدخول البيت الأبيض رئيساً

عبدالله العامري طفل محاضر يحلم بدخول البيت الأبيض رئيساً
10 يناير 2010 00:19
لأني أؤمن بما أقوم به، فإنني تفوقت، اقتحمت أكثر المجالات صعوبة وهي إقناع الناس، وحققت نجاحا، ولا يكفي الإيمان بالشيء لتحقيقه، بل يجب العمل على ذلك، أحدث نفسي وأخبرها أنني قادر على فعل الشيء واقتحامه ثم تصدقني نفسي ونعمل على هذا المنوال، فأبدل مجهودا كبيرا في القراءة والتلخيص، وأعيد قراءة ما لخصته وأقارنه بالمعلومات الموجودة في الكتاب، هكذا أنا أسعى للنجاح والتميز بالجهد والمثابرة. هذا الحديث ليس لخبير في التنمية البشرية، جاب العالم يطلب التحصيل ويقارن التجارب، ويمني النفس بالوصول لقلوب الناس قبل عقولهم، بل هذا الحديث المبهر لطفل في ربيعه الثامن، حصل على شهادة المدرب الصغير، يدهش كل من يسمع حديثه الصادق الذي لا يخلو من نبرة الثقة والاعتزاز بالنفس والإيمان بالقدرات، إنه الطفل عبدالله الحسين العامري، يدرس في الصف الرابع بمدرسة الإمارات الوطنية، يحصل دائما على شهادة النجم الذهبي في مدرسته، ويعتبر أصغر طالب في الصف الرابع، كما يحظى بإعجاب متتبعي خطواته التعليمية، مبدع في مجال الرسم، كما أن له موهبة خلاقة في مجال التمثيل والتشخيص والتقليد، وشارك في برنامج ستار صغار. لهذا تبنيته فكرياً يتحدث حسين الشامسي مدير شركة التحالف للاستشارات الإدارية عن عبدالله العامري ويقول: كان عندي هاجس كبير كمدرب في تنمية بشرية وكنت دائما أتساءل مع نفسي وأقول لماذا يقتصر التدريب في غالب الأحيان على تدريب الكبار؟ لماذا لا نجرب تدريب الصغير، انطلاقا من مقولة التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وطبعا أنجزت عدة برامج تخاطب الطفل، وهكذا صادفت عبدالله وكان بالنسبة لي مبهرا، يتحدث حديث الواثق من نفسه، ويدير أولوياته بحنكة كبيرة، وعمره لا يتجاوز 8 سنوات، ولكن ثقته بنفسه عالية جدا، بداخله قائد كبير ومؤمن بما يقول، ويتمتع بشخصية قوية، يسلب قلب المتلقي، حيث يسوق أمثلة من الواقع ومتمكن في إيصال المعلومة، وله أسلوب جميل في التوجيه والإقناع، هكذا اقتنعت به وتبنيته فكريا، وشجعت فكرة أن يكون مدربا صغيرا، وهذا سيؤثر بالتأكيد في عملية التدريب، بحيث من يرى محاورا ومدربا وموجها في سنه، لن يقصر جهدا في السعي نحو الأفضل، فهو يقدم المعلومة البريئة الصادقة والدقيقة في آن واحد وكل من حضر محاضراته يصاب بالدهشة ويشعر نحوه بالتقدير. ويضيف الشامسي: حرصت على تبني الفكرة، عندما سمعت له وحضرت بعض محاضراته التدريبية، فحصل مني على تقدير مختلف، بحيث شعرت أن حديثه به عمق كبير وقادر على وضع بصمة خاصة به وخاصة في مجال القيادة والتدريب، وفي نظري الشخصي أن نجاحه لم يأت من فراغ، فوالدته قائدة قبله، وهي من تعانقه في الحياة ويسيران معا نحو التألق والتميز. إشادة أم تشيد هدى العامري مدربة تنمية، بقدرات ابنها عبدالله، وتقول عندما ولد عبدالله كان كثير البكاء، وحينها أخبرني أحد الدكاترة وهو ياباني، ولن أنس أبدا نصيحته، حيث قال: يجب على كل أم أن تحدث ابنها وتكلمه وتناجيه وتسمعه صوتها من شهره الأول، إن كل ذلك يخزنه في عقله ويستوعبه فيما بعد، وهذا يخلق عنده ملكة الحديث والتواصل، وكثير من الملكات الحياتية. وهكذا عملت بنصيحة الطبيب وكان وقتي كله لعبدالله، وبدأ نطق الحروف مبكرا وعمره لا يتجاوز 4 أشهر، وعندما كان عمره سنة بدأ يعرف الأرقام، كنت أقرأ له كثيرا وأقدم هدايا من الكتب والقصص المصورة، وكنت أردد دائما على مسامعه آيات من القرآن الكريم فحفظ آية الكرسي وعمره سنة، كما أقدم له ألعاب الذكاء من مكعبات وغيرها، وكان هو يسأل عن كل كبيرة وصغيرة وعندما أجيبه يرجع يسأل من جديد يتحرى الدقة في أجوبتي، وهذا دفعني لأبحث مرات لأرضي طموحه المعرفي وأجيبه بدقة متناهية، وخلقت بيني وبينه صداقة كبيرة، ولاحظت عليه النباهة وقوة الذكاء، فهو بارع في المدرسة ومتميز بين أقرانه، وقوي الاستيعاب وخلوق وحنون جدا. قارئ ممتاز تضيف هدى العامري: حاليا آخذ عبدالله دائما إلى معرض الكتاب، ونزور المكتبات بشكل مستمر، ولكوني مدربة ومطورة؛ فإن عبدالله يكون بجانبي عندما أكون منشغلة بالعمل بإحدى الدورات، ومرات يسألني عن تفاصيل ما أقدم، وفي يوم طلب منه في المدرسة تقديم مشروع في الصف، فجاءت الفكرة أن يقدم محاضرة في تطوير الذات، وكان قد قرأ كتابا بعنوان «سبع أدوات لأكثر الناس نجاحا»، وكتاب آخر وهو مخصص للأطفال بعنوان «القائد الذي بداخلي» ولخص الكتاب وقدم الدورة في المدرسة أمام 21 طالبا، وتقمص شخصية المدرب، وقدمها بكل حنكة، بحيث أبهر الجميع بطريقة حديثه وطريقة سوْق الأمثلة في محلها، وأعجب به المدرس، وهو بطبيعته مفرح ومبتسم، ويعبر بإحساس راق. وكان عبدالله قد ألقى بفندق المريديان محاضرتين بعنوان التفكير الإبداعي والإيجابي وقانون الجذب في تحقيق الأحلام، كما ألقى البرنامج نفسه في مركز شمس المعرفة، والذي كان أول مركز يرحب به بوجود الدكتور خبير التنمية البشرية محمد ميمون وأجازه كمدرب صغير أيضا، كما أجازته الدكتورة انتصار العبيدلي وأجازه أيضا الخبير أحمد حمزة. وتولدت الفكرة لدي لتدريبه عندما لاحظت فيه مهارات الإلقاء والشجاعة، والقدرة على الإقناع وإيصال المعلومة. رسم خاص لمدينته الفاضلة وفي حياته العادية، تقول هدي العامري: إنه يحب الرسم، وينجح دائما في تسطير مدينته الفاضلة، وله تصور للحياة دائما بشكل مختلف، أجلس دائما معه نقرأ الجريدة معا نناقش الأخبار معا، نحلم معا، كما أعجب الدكتور محمد ميمون بشخصية عبدالله وقال عنه أنه شخص قيادي، وطموحه لا حدود له، وهو قارئ ممتاز، كما أنه شارك في برنامج «ستار صغار» في حلقة حسين الجسمي، وقدم محاضرة أمام 8 أشخاص من الجنسين، فمنحه المدرب الشامسي شهادة المدرب المبدع الموهوب الصغير. يعمل عبدالله العامري بجد وصدره يمتلئ بالعزيمة وثقته، بنفسه عالية جدا ومن أحلامه أن يصبح طيارا ومدربا ثم رئيسا لأميركا عندما يصبح عمره 42 سنة هذا ما يقوله المدرب الصغير.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©