لافروف: تقرير «دير شبيجل» تدخل في عمل المحكمة

طغت الاتهامات التي نشرتها صحيفة «دير شبيجل» الألمانية بوقوف «حزب الله» وراء جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري على ما عداها من ملفات مطروحة في لبنان، وكانت في صلب المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس مع المسؤولين اللبنانيين وخاصة الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة. وأعرب لافروف عن قلقه مما نشرته «دير شبيجل» معتبراً انها لعب بالأوراق السياسية ومحاولة للتدخل في عمل المحكمة الدولية، مشيراً إلى أن الألعاب السياسية غير مقبولة في هذا الاطار وشددً على كشف الحقيقة وعدم تسييس المحكمة. وشدد الوزير الروسي على ضرورة ان تكون أعمال المحكمة محترفة دون انحياز وأن ما نشر محاولة استفزازية وغير مقبولة، وتتناقض مع ميثاق المحكمة الدولية. وأمل لافروف الذي نقل إلى الرئيس سليمان دعوة من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لزيارة موسكو، ان تحصل الانتخابات النيابية في شكل شفاف وديمقراطي، لافتاً إلى ان بلاده ستدعم من سيختاره الشعب اللبناني. وشدد على ان روسيا ستتعامل مع كل النواب الذين سيختارهم الشعب اللبناني، لافتاً إلى انه سمع مع المسؤولين اللبنانيين ان القيادة اللبنانية ستبذل قصارى جهدها لتجري الانتخابات بشكل شفاف مشدداً على ضرورة الاعتراف الدولي بنتائج هذه الانتخابات. وأشار لافروف إلى ان خروقات إسرائيل المستمرة للبنان غير مقبولة، لافتاً إلى ان موسكو تحضر لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، وإلى استعدادها لمساعدة لبنان والبدء بوضع هذه المساعدات موضع التنفيذ والتحضير لذلك بعد الانتخابات النيابية وأشار إلى مساعدة لبنان بطائرات «ميج 26». وزار المسؤول الروسي ضريح الراحل الحريري وعقد لقاء قصيرا مع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في الضريح. من جهته، أشاد الرئيس سليمان بوقوف روسيا الدائم إلى جانب لبنان والعرب في قضاياهم المحقة، وما قدمته من مساعدات للبنان في شتى المجالات وخصوصا مساعدة الجيش اللبناني. واستغرب توقيت ما نشر عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في اليومين الأخيرين، واعتبره «مشبوها ويسيء إلى عمل المحكمة الدولية»، مبديا «ثقته ببعد هذه المحكمة عن التسييس». أما رئيس السنيورة، فشكر روسيا على وقوفها إلى جانب لبنان ودعمه في عدد من القضايا الهامة، لاسيما بالنسبة إلى تقديم المساعدة العسكرية المتعلقة بالأسلحة البحرية والجوية. وأكد السنيورة أمام لافروف التزام الحكومة اللبنانية بإجراء انتخابات نيابية شفافة تتخذ فيها مؤسسات الدولة موقفاً حيادياً، مشدداً على التزامها أيضاً بمقتضيات الدستور اللبناني وبمبادرة السلام العربية كمرجعية للحل السلمي في المنطقة. ورفض التعليق على ما نشرته «دير شبيجل» وقال نحن لا نعلق على كلام يصدر في الصحف، وأولينا المسؤولية والثقة إلى المحكمة. من جهته، قال النائب الحريري «صحف كثيرة تنشر أخبارا.. نحن لا نحتكم إلا لقرار المحكمة الدولية التي ناضلنا من أجلها»، في حين حذر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من خطورة ما نشرته «دير شبيجل» متهما إسرائيل بأنها وراء معلومات المجلة الألمانية محذرا من «عين رمانة»جديد في إشارة إلى الحادثة التي أشعلت الحرب الأهلية اللبنانية. وبالتوازي، أصدرت السفارة الألمانية في بيروت بيانا أكدت فيه انه ليس لدى الحكومة الألمانية أي معلومات تتعلق بما جاء في التقرير الذي نشرته «دير شبيجل». ووصف الامين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله تقرير «دير شبيجل « بانه خطير جدا جدا جدا، ومحاولة لايقاع الفتنة بين السنة والشيعة. وقال «سنتعاطى مع التقرير على انه اتهام اسرائيلي»