الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العقل البشري في خطر!

22 فبراير 2011 19:29
يقولون:«عندما تمتلك التكنولوجيا فأنت تسيطر على العالم». وها هو وانج تشان تاو المهندس بشركة «رايزينج» الدولية للبرمجيات ومقرها بكين، ـ وهي شركة كبيرة تنتج برامج لمكافحة الفيروسات في الصين ـ يؤكد أن فيروس «ستاكسنت» يمكن أن يخترق أجهزة الكمبيوتر ويسرق معلومات سرية، خاصة من شركات صناعية ويرسلها إلى مزود خدمة في الولايات المتحدة الأميركية. وأن الفيروس الخطير استغل وجود عيب في أنظمة التحكم الإلكتروني بشركة «سيمينز» تستخدمه في الصناعة التحويلية للتملص من الفحص الأمني، مشيراً إلى أن الفيروس يمكنه أن ينسخ نفسه وينتشر عبر أجهزة نقل البيانات في شبكة أي شركة، محذراً من أن القراصنة قد يسيطرون على آلات الشركة التي تديرها أجهزة الكمبيوتر التي اخترقها الفيروس، ويوجهون أوامر خطيرة تتسبب في دمار بالغ. .. لذا ليس بغريب أن نقرأ تحذير علماء المعلوماتية من خطر ظهور موجة جديدة من القرصنة الإلكترونية في المستقبل القريب، لا تستهدف اقتحام أجهزة الكمبيوتر والمعلومات المسجلة فيها، بل تعمد إلى محاولة اختراق العقل البشري نفسه للحصول على ما فيه من بيانات وملكات. وقال العلماء إن هذا الخطر يتزايد بالتوازي مع تطوير تكنولوجيا التحكم بالكمبيوتر والأجهزة الأخرى عبر الأفكار مباشرة دون اللجوء إلى لوحة المفاتيح، وذلك باستخدام ماسحات حساسة قادرة على قراءة الموجات العصبية الدماغية وتحويلها من أفكار إلى أوامر على شاشات الأجهزة باستخدام وسائط لاسلكية. وقال تادايوشي كونو، خبير أمن المعلومات لدى جامعة واشنطن إن الأجهزة التي تعتمد قراءة موجات أعصاب الدماغ لتحرك الكمبيوتر أو الكراسي المتحركة مثلاً تتطور بشكل سريع وتحمل الكثير من الفرص الإيجابية للمستقبل. فالمخاطر الأمنية لهذه التكنولوجيا لا تزال محدودة، لكنها قد تتزايد مستقبلاً، الأمر الذي يتيح للقراصنة «الهاكرز» ليس الوصول إلى المعلومات في الدماغ فحسب، بل تحفيز أو تعطيل مراكز فيه، كتلك المسؤولة عن حالات أمراض مثل الاكتئاب أو الزهايمر أو التي تتحكم بالحركة. فإذا كان من الصعب تصميم نظام ليس به ثغرات، إلا أن تطور هذه الأجهزة قد يصبح التسلل إلى الأدمغة أمراً ليس صعباً.أعلم أن ما أقوله يبدو وكأنه من وحي قصص الخيال العلمي، لكن الناس قبل نصف قرن مثلاً لم تكن لتصدق أن البشر سيصلون إلى القمر، ولم يكن بوسعهم حتى في الأحلام أن تغزو وتتحكم التكنولوجيا الرقمية، وتقنيات الاتصال بتفاصيل حياتهم كما نرى اليوم. فعالم الإنترنت شهد خلال السنوات الماضية حالات تنذر بإمكانية السيطرة على العقول، أو على الأقل التأثير عليها، وذلك عندما عمد بعض القراصنة إلى مهاجمة مواقع مخصصة لمساعدة مرضى الصرع، وبثوا عبرها إعلانات وامضة، ما تسبب بآلام حادة لمن يعانون حساسية تجاه هذا النوع من الصور. .. لا نعرف إلى أي مدى يمكن أن تصدق هذه التوقعات، فلا أتصور يوماً أن نجد من يشوش على عقول البشر لمجرد أنه يعبث. أو نرى من يعطل عمل عقول الناس، ويتحكم في كافة العمليات العقلية في المخ بلمسة زر على «ريموت كنترول». ربنا يستر.. وسلامتك عزيزي القارئ من هذا العبث! خورشيد حرفوش khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©