الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان «برلين السينمائي الدولي» يتحول إلى كرنفال للفرح والإبداع

مهرجان «برلين السينمائي الدولي» يتحول إلى كرنفال للفرح والإبداع
22 فبراير 2011 19:30
تتنوع أوجه الجذب السياحي في العاصمة الألمانية مما يجعلها تحتل قائمة البلدان المفضلة لاكتشاف آخر خطوط التطور الحضاري. وكل من يتابع الفعاليات التي تقام على أرضها سنوياً، يلمس عن قرب أجندة قطاعاتها الحيوية المكتظة بالأحداث المثيرة. وكان آخر موعد استقطب حوله فئات السياح من النخبة، مهرجان “برلين السينمائي الدولي” المعروف بـ “برليناله” والذي أقيم من 10 حتى 20 فبراير الجاري في دورته الحادية والستين والتي تميزت بالغنى والتنوع أكثر من أي وقت مضى. ولا يعتبر هذا المهرجان المتألق مجرد حدث ثقافي في المدينة، وإنما أحد أهم الأحداث في صناعة السينما العالمية، حيث يزور المهرجان سنوياً أكثر من 19000 من الزوار المختصين من 128 بلداً، بما في ذلك نحو 4000 صحفي معتمد. عندما ينتصف الشتاء في برلين الغارقة في طبيعة أرستقراطية، تتجه أنظار عشاق صناعة السينما إلى تلك البلاد الآسرة في تنظيم الأحداث، إذ إن مهرجان “برليناله” يشكل مكاناً للقاءات والتواصل والنقاشات المتخصصة. وهو ليس مهرجاناً للأفلام وحسب، بل كرنفالاً للمدينة بأكملها ودعوة إلى الاستمتاع بالحياة. والواضح أن حمى هذا الحدث المبتهج لا تصيب سكان برلين فقط، وإنما تطال ضيوفها من نجوم السينما وعشاقها. ويكفي القيام بجولة بسيطة على أهم المعالم السياحية في المدينة ومن بينها جدار برلين وبوابة “براندنبرج”، حتى يتعرف الزائر إلى حجم الإقبال الذي تشهده العاصمة الألمانية في هذا الوقت من السنة. الأكثر شعبية ومع ما يقرب من 300 ألف تذكرة مباعة، فإنه يتعدى كونه موعداً ثابتاً لطرح كل جديد في عالم النجوم. وهو لا يقتصر على اعتباره نقطة تجمع للمتخصصين في هذا المجال وحسب، وإنما تتسع رقعته ليستحق عن جدارة لقب أحد أكبر المهرجانات الشعبية في العالم. والدليل أنه أصبح حجة مناسبة لتنشيط الحركة السياحية في العاصمة الألمانية في هذا الوقت من السنة مع ما يرافقه من فعاليات أخرى. ويزخر “برليناله” على مدى 10 أيام بمجموعة واسعة من المجالات المترابطة كالفنون والأجواء الاحتفالية والترفيه والأعمال. ويصنف مهرجان برلين السينمائي الدولي “برليناله” ضمن أكثر المهرجانات السينمائية أهمية في العالم، كما أنه من أكثر المهرجانات السينمائية زواراً. ويضم سنوياً البرنامج العام للمهرجان نحو 400 فيلم من أنحاء العالم كافة، إذ يمكن من خلاله التقدم بأفلام من مختلف الأنواع والأشكال ليتم النظر فيها. وعـادة ما يقـوم كبار المخـرجين السـينمائيين العالميين برئاسية لجنة التحكيم الدولية التي تمنح الجوائز للأفلام الفائزة، حيث تعد هذه الجوائز من بين أهم الجوائز في عالم السينما. وتتوزع جوائز المهرجان الكبرى بين جائزتي “الدب الذهبي” و”الدب الفضي”، ويمثل شعار الدب رمزاً للعاصمة الألمانية. وإلى جانب جائزة “الدببة”، فإن اللجنة تمنح جائزة “ألفريد باور” لأحد الأفلام الذي يساهم في فتح آفاق جديدة للفن السينمائي. وأكثر ما يجذب انتباه السياح إليه تلك الجوائز الخاصة التي تمنح للذين قدموا خدمات للمهرجان. حيوية وحراك ووسط الأجواء المفعمة بالحركة في شوارع برلين أيام المهرجان، يمكن للمتجول في أحيائها أن يلتقي مصادفة بمشاهير الفن السابع، أو حتى يجلس في المقهى نفسه الذي يختارونه للاستراحة بين جولة وأخرى. وليس سراً أن العاصمة الألمانية باتت تمثل في السنوات الأخيرة مدينة جاذبة لأبرز نجوم هوليوود وبوليوود، الذين لا يقتصر وجودهم في برلين على المشاركة في المهرجانات الســينمائية والفعـاليات الفنية وحسب. وإنما كذلك بهدف اكتشاف هذه المدينة الساحرة سياحياً واجتماعياً وثقافياً، وبهدف تصوير أفلامهم فيها والترويج لها كل على طريقته. وعلى الرغم من أن برلين لا تمثل مركزاً مالياً، إلا أن الكثير من المبدعين والممثلين والمصممين يقصدونها سواء للزيارة أو للعيش فيها، لا سيما أنها غير مكلفة بالنسبة لهم. ويبدو أن القوة الفنية والإبداعية لهذه العاصمة تجعلها تتخطى بقية المدن الألمانية في هذا المجال، نظراً لتركيبتها الخاصة، بحيث تضم عدداً كبيراً من المصممين والمؤسسات التعليمية الخاصة بالمهن الإبداعية، وكذلك بباقة من المعارض الدولية. وهي تمثل بلا منازع أسطورة المدينة التي تتوهج بالحرية والانفتاح والعالمية. وقد شكل سقوط جدار برلين شرارة انطلاقة هذه الأسطورة، حيث بدأت الحيوية والحراك فيها بعد سقوطه بفترة وجيزة. ويعلم المطلعون على الأجواء العامة في هذه المدينة أنها تفتح ذراعيها لكل من يزورها، لا سيما للهواة والمبدعين. وكل مبدع يطرق أبوابها، يأخذ حصته منها. وفيها يستطيع الجميع أن يحصلوا على فرصة إظهار ما يحلمون به ويسعون إليه. برنامج ضم برنامج المهرجان لهذا العام 385 فيلماً من 58 بلداً. وقد رئس لجنة التحكيم الدولية الممثلة الشهيرة إيزابيلا روسيليني، ابنة الممثلة السويدية إنغريد بيرغمان والمخرج الإيطالي روبرتو روسيليني. وشملت اللجنة أيضاً المخرج الإيراني الشهير جعفر بناهي، المنتجة الأسترالية يان شابمان، الممثلة الألمانية نينا هوس، نجم بوليوود أمير خان، المخرج الكندي غي مادن، ومصصمة الأزياء البريطانية ساندي باول.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©