السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زاهي وهبي: أبوظبي تعطي حيزاً واسعاً للثقافة والفنون وتساهم في نهضة الحضارات

زاهي وهبي: أبوظبي تعطي حيزاً واسعاً للثقافة والفنون وتساهم في نهضة الحضارات
22 فبراير 2011 19:31
الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي له مكانة متميزة في المشهد الإعلامي العربي بما قدمه من برامج جريئة ومميزة، استضاف فيها رموز الأدب والثقافة والفن والسياسة في عالمنا العربي، واتسمت حواراته بالخوض في موضوعات وهموم وقضايا تمس كل إنسان يعيش على هذه البقعة الممتدة من المحيط إلى الخليج عبر وطننا العربي. في حوار مع “الاتحاد” تحدث وهبي عن مفهوم الحياد الإعلامي قائلاً، إنه يؤمن بالموضوعية في العمل الإعلامي، غير أنه لا يوجد ما يسمى حياداً في الإعلام، وفي الفكر أو في الأدب وسواها من المجالات النابعة من أعماق التجربة الإنسانية. وفي هذا السياق تساءل وهبي.. كيف تكون محايداً بين الطفل الفلسطيني والدبابة الإسرائيلية؟.. كيف تكون محايداً بين شجرة الزيتون وجرافة الاحتلال؟ مؤكداً أنه ينحاز بشكل مطلق وعلني للقضايا العربية العادلة، غير أن هذا لا يتعارض مع الصدق والموضوعية التامة في ممارسته للعمل الإعلامي وكيفية طرح الحقائق على المشاهدين. استيراد التقنيات وبالحديث عن الفجوة بين الإعلام العربي والغربي وكيفية التغلب عليها، شدد وهبي على أن ذلك لا يتم سوى بالعمل الجاد والحثيث على تخريج أجيال وطلاب من كليات الإعلام في العالم العربي يتسلحون بالمعرفة والثقافة والإلمام بما يحيط بنا هنا في مجتمعنا العربي وأيضاً في هذا الكوكب الذي تحول إلى قرية صغيرة. ولفت إلى أنه من الضروري على أي عامل في هذا المجال أن يعرف أن الإعلام ليس مجرد وسيلة للظهور أو الشهرة أو للنجومية، وإنما هو أعمق وأبعد من ذلك بكثير. وقال وهبي: “حين نؤسس إنساناً علمياً وفكرياً بشكل جيد، نكون قد بدأنا برد الفجوة ولا نكتفي فقط بمجرد استيراد التقنيات العالية، وهذا يستدعي منا القول إن تطور الفرد العربي الذي يساهم فيه الإعلام بدرجة كبيرة حتما يؤدي إلى تطور الجماعة”. شعور الهاوي وفيما يتعلق بكيفية استعداده لبرامجه الحوارية، أوضح أنه يتعامل مع كل حلقة وكأنها الحلقة الأولى. قائلاً “مع كل حوار أعتبره وكأنه الأول في حياتي، حتى لو كان الضيف صديقاً لي، ألتقيه على المقهى يومياً، حين أتفق على استضافته أذهب إلى الأرشيف والكتب كمن يقرأ عنه لأول مرة، ولا استخف بعملي ولا استرخي أبداً، ولا أشعر لحظة بأني محترف، ودائماً يخالجني شعور الهاوي الذي يتعلم باستمرار في كل لحظة ومن كل حوار، هكذا استعد وأعمل وسأظل أعتبر نفسي تلميذاً حتى لو بقيت 25 عاماً أخرى في المجال الإعلامي، فهذا ما تعلمته من كبار حاورتهم خلال مسيرتي الإعلامية”. وبالإشارة إلى أبرز الضيوف الذين حاورهم وهبي، قال إنهم كثيرون ولا يتسع المجال بالطبع لذكرهم، وإن كان منهم أدونيس، محمود عقل، محمود درويش، يوسف شاهين، فتحية الشال، صباح، وسميحة أيوب، وغيرهم من النجوم الساطعة في ساحة الفكر والإبداع العربي. وبالسؤال عن أكثر ضيوفه مراوغة، أجاب قائلاً، إنه يتجنب إعطاء أحكام شخصية على الضيوف كون ذلك يخل بصميم مبدأ الموضوعية في العمل الإعلامي، الذي يعطي له أهمية خاصة في حياته المهنية. صداقات ممتدة أما عن صداقاته التي كونها عبر حواراته، فأوضح أنها عديدة وممتدة في أرجاء العالم العربي، وعلى سبيل المثال هناك مارسيل خليفة، رفيق على أحمد، ويسرا، وهناك العشرات غيرهم، ولكن على مستوى البرنامج قد يكون الأقرب من الفنانين هو أحمد زكي رحمه الله، معلومة بنت المداح (مطربة موريتانية معروفة تسمى “بيت الشعب”)، والشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش. وعن خريطة الطريق التي ارتأها زاهي وهبي، لإعداد المذيع الناجح، قال إن أهم ما فيها، الصدق مع الذات ومع الآخر، وعدم الاستعلاء على أي إنسان، أو أي شيء أو أمر من أمور الحياة، فالخفر والتواضع سمتان أساسيتان لأي نجاح، وقبل هذا تحصين الذات بالثقافة والإطلاع والاهتمام بما يجرى حولنا، ولا يستطيع الإعلامي أن يكون كذلك من دون قراءة صحيفة أو كتاب، أو متابعة نشرات الأخبار على الأقل. نموذج أبوظبي وحول النهضة الثقافية الشاملة التي تشهدها العاصمة الإماراتية أبوظبي، شجع وهبي هذا الأمر، وطالب جميع المدن العربية أن تعطي حيزاً واسعاً للثقافة والفنون، موضحاً أن أبوظبي تعد نموذجاً لبناء الإنسان ثقافياً واجتماعياً، وتساهم في إثراء الثقافات والحضارات، فالذي يحمي العمران والبنيان، هو الأسس المعرفية قبل الأسس الأسمنتية، وفي نهاية الأمر الوقت سيغربل الوقائع ويرسو المشاهد على كل ما هو مثمر وأكثر قابلية للعيش، المهم ألا تفتر الحماسة، وألا يفتر الشغف، وأن يكون الاهتمام بالبعد الثقافي جزءاً من الاستراتيجية وليس من التكتيك. زاهي الشاعر وحول المواقف التي تستدعي دموعه وبكاءه، قال وهبي، إنه بكى كثيراً، وأكثر ما يستدعي ذلك هو العجز عن مسح دمعة طفل، أو عجوز، وفي رأييه بأن شعور العجز هو أسوأ شعور يمكن أن يعيشه الإنسان، وهنا يذكر وهبي، إنه شخص عاطفي إلى حد كبير وقد يبكي لمسألة شخصية، أو مشهد تليفزيوني يتناول مأساة العراق أو فلسطين. وبالإجابة على سؤال، عمّن هو الأقرب إلى ذاته، زاهي وهبي الشاعر، أم زاهي وهبي الإعلامي، قال: “ أؤمن بأن الإنسان كالنهر يحمل كل الصفات، والسمات التي يحملها بمثابة روافد، ولكن أرى أن الشعر خيار استراتيجي في الحياة، والإعلام هو مهنتي، الشعر هو ذاتي، وشاشتي الشخصية هي الورقة البيضاء، الورقة البيضاء هي أفضل اختراع قدمته البشرية على الرغم من كل التقلبات. وعن لحظات الإبداع لديه، أوضح أن الإبداع يولد من الحياة بكل ما فيها من أفراح وأتراح، أحياناً تولد القصيدة من ابتسامة عابرة؟، أو من قصة حب ملتهبة، ومرات من حدث إنساني هائي. وعن المرأة قال “هي حياتي ولا أتصور الوجود في الأرض بلا أنوثة، فالأنوثة تجعل هذا الكوكب أخف وطأة”. أما الحب فهو أغلى الأشياء وهو المحرك والمحرض على الحياة والشعر والكتابة. إضاءات زاهي وهبي إعلامى وشاعر- ولد بلبنان وبدأ مشواره الإعلامي بالعمل في مجال الصحافة ثم اتجه إلى تقديم البرامج التليفزيونية بالقنوات الفضائية ومنها برنامج (خليك بالبيت) والذي حـقـق نجاحاً كبيراً. - تميز زاهي وهبي في برامجه التلفزيونية بالابتكار الدائم والمزج بين الإيقاعين الشرقي والغربي في شكل جديد. ? اختارته مجلة أميركية من بين أفضل 100 شخصية مؤثرة في العالم العربي للعام 2010، وقد منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جواز سفر فلسطيني، تقديراً لموقفه من قضية فلسطين، وذلك بعد إعلانه عن رغبته في حمل جواز سفر فلسطيني، في أحد البرامج التي استضافه فيها المذيع اللبناني نيشان ? اشتهر زاهي وهبي بتأليف العديد من المؤلفات الشعرية ومنها: - في مهب النساء - حطاب الحيرة. - صادقـوا قمراً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©