وزيران يحملان نجاد مسؤولية ارتفاع الأسعار في إيران

كشف داوود دانيش جعفري وزير الاقتصاد الايراني الذي أقيل في التاسع من أبريل الحالي، أن خروجه من الحكومة سببه هذه التوترات السياسية والاقتصادية في وقت تتجه أسعار السلع للخروج عن السيطرة· في حين أرسل وزير العمل محمد جهرومي أمس رسالة مفتوحة إلى الرئيس المحافظ محمود نجاد يطالبه فيها بعدم تطبيق الاجراءات التي أعلن عنها حاكم المصرف المركزي طهمسب مزهري للسيطرة على التضخم والارتفاع الهائل لحجم الكتلة النقدية والأسعار· وبدورهم، كثف الاصلاحيون في حملاتهم الدعائية للانتخابات البرلمانية الثانية المقرر إجراؤها في 25 الجاري، على الموضوعات السياسة الخارجية والاقتصادية محملين الرئيس نجاد مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد· وكان البنك المركزي أعلن الخميس الماضي أن معدل الفوائد على القروض المصرفية سيلحق من الآن فصاعدا معدلات التضخم الذي بلغت أرقامه الرسمية العام الفائت 18,4%، ولكن عددا من الخبراء يجزم بأ الأرقام الحقيقية هي أعلى من هذا بكثير· وقال جهرومي في رسالته إن ''هذه السياسة لا تساعد أبدا في خفض التضخم بل تؤدي إلى ارتفاع الأسعار''· ولكن حاكم المصرف المركزي أعلن مساء أمس الأول للتلفزيون الرسمي أن تطبيق هذه الإجراءات ''أمر الزامي''· وفي مقابلة مع مجلة ''شهروند ايمروز'' الاسبوعية انتقد جعفري الحكومة مؤكدا أن ''العديد من أعضاء الحكومة لا يزالون معارضين لتحرير الاقتصاد''· وقال المرشح الاصلاحي إلياس حضرتي إن الرئيس نجاد بدلا من مواجهة المشاكل، فإنه يجلب للبلاد مشاكل جديدة· وأشار إلى أنه ليس صحيحا اتهام الفريق الحكومي بالعجز ولكن المتهم الرئيس هو الرئيس نجاد· من جانبه انتقد محمد صدر المرشح الاصلاحي والمساعد السابق لوزير الخارجية في عهد الرئيس خاتمي، عمل وزارة الخارجية الايرانية في ظل حكومة الرئيس نجاد ووصف السياسة الخارجية الحالية بأنها ''غير متزنه ومنفعلة'' وأنها جلبت أضرارا لمصالح إيران القومية· وكان الرئيس نجاد حمل مؤخرا مسؤولية التضخم إلى من وصفهم بـ''أعداء الداخل''· وقال الخميس الماضي إن هؤلاء ''مافيا اقتصادية'' تمنعه من تطبيق برنامجه الاقتصادي· ومن دون أن يسميهم، استهدف نجاد بهجومه مسؤولين مقربين من سلفه المحافظ هاشمي رفسنجاني· وبدوره أطلــــق رفسنجاني، الـــــذي ما يزال يحتفظ بمفتاح اساسي في الحكم، تحذيرا بقوله إن ''ارتفاع أسعار السلع الغذائية يصيب بالدرجة الأولى الفقراء''· وأضاف رفسنجاني الذي لم تعد خصومته لنجاد خافية على أحد بقوله ''الناس في العالم واعون· إذا ازداد الظلم يثورون وهذا حقهم لأنه لا خيار آخر أمامهم''· على الصعيد النووي، نفت طهران أمس المزاعم التي تم تقديمها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تدرس كيفية استخدام برنامجها النووي لتطوير سلاح نووي وذلك قبل يوم من زيارة احد مسؤولي الوكالة إلى إيران· وصرح محمد علي حسين المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين بأن ''هذه مجرد مزاعم لا اساس لها من الصحة· لقد ثبتت بالفعل الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي''· ومن المقرر أن يزور أولي هاينونن نائب المدير العام للوكالة، طهران اليوم لإجراء محادثات مع مسؤولين حول الدراسات الايرانية المزعومة لتطوير أسلحة نووية· كما رفض حسيني الاتهامات التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش مع ضيفه رئيس الحكومة البريطانية الخميس الماضي، حول نشاطات إيران النووية وقال إن بلاده لا تملك برنامجا سريا وإنها تخضع كافة عملياتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية·