الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأنيق» يصطدم بـ «البدلة السوداء» في «قمة المصير» !!

2 مايو 2016 22:31
محمد حامد (دبي) «المدربان أكثر شعبية من اللاعبين»، هذا ما يقال عن مواجهة بيب جوارديولا المدير الفني للبايرن، ونظيره في أتلتيكو مدريد دييجو سيميوني، حيث يصطدم البايرن مع الفريق المدريدي الليلة في قمة تقرير المصير، حيث يسعى كل منهما للتأهل إلى نهائي دوري الأبطال، وعلى الرغم من الاختلاف الذي يصل إلى حد التناقض بين جوارديولا وسيميوني، فإنهما يتمتعان بشعبية كبيرة، ولكل عشاقه، سواء فيما يتعلق بالفلسفة الكروية أو الجوانب الشخصية. وقبل المواجهة أكد جوارديولا أن فريقه يحتاج لمزيج من السرعة والسيطرة لكي يعبر إلى النهائي القاري، في إشارة إلى أن السيطرة وحدها لا تكفي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة سيطرة الفريق البافاري على المباريات تصل إلى 70 %، بينما لا تصل نسبة سيطرة أتلتيكو إلى 50 %، وعلى الرغم من ذلك نجح الفريق المدريدي في بلوغ نصف النهائي، مما يؤكد أن الاستحواذ ليس مقياساً للتفوق. وفي مقارنة شاملة بين «بيب» و «دييجو»، نشرت تفاصيلها صحيفة «دايلي ميل»، حقق المدرب الإسباني تفوقاً بهامش بسيط على نظيره الأرجنتيني، ومن بين عناصر المقارنة، طريقة كل منهما في الاحتفال، والمظهر العام، والمسيرة التدريبية، ومن قبلها تاريخه لاعباً، وعلاقته مع الجماهير، والتصرفات التي تسيطر عليه أثناء المباريات، فضلاً عن الأمر الأكثر أهمية، وهو الفكر التدريبي. ويعتمد سيميوني على الانضباط الدفاعي في المقام الأول، حيث يقوم كل لاعب بدوره حينما تكون الكرة مع الفريق المنافس، وهو ما يجعل أتلتيكو من أفضل الأندية التي تلعب من دون كرة، وقد تلقى مرماه في النسخة الحالية لدوري الأبطال 5 أهداف، وسجل هجومه 14 هدفاً، وتبلغ نسبة السيطرة 48 %، كما لا تتجاوز التمريرات 5000 تمريرة، وهو ما يؤشر إلى طريقة أداء الفريق الأكثر انضباطاً. في المقابل، وعلى النقيض، يعتمد جوارديولا على الهجوم والتحكم والسيطرة طوال المباراة، وتبلغ نسبة سيطرة البايرن على الكرة 70 %، وقد اهتزت شباك الفريق 10 مرات في النسخة الحالية للبطولة القارية، وسجل هجومه 28 هدفاً، أما تمريرات البايرن فقد بلغت 8 آلاف، مما يؤكد أن هناك تناقضاً كبيراً بين عقلية سيميوني وفلسفة جوارديولا. الشعبية يتمتع سيميوني بمكانة خاصة في قلوب جماهير أتلتيكو مدريد منذ أن كان لاعباً، وقد ارتفعت شعبيته كثيراً خلال 5 سنوات أمضاها مدرباً، فقد كانت تجربته ملهمة للجميع، وخاصة بعد أن نجح في انتزاع لقب الليجا من البارسا والريال بإمكانيات أقل، ويكفي أنه يقف على الخط الجانبي للملعب، ويقوم ببث الحماس في المدرجات. أما المدير الفني للبايرن، فقد كان أكثر شعبية مع البارسا، فقد صنع الفريق الذي يقول عنه البعض إنه من بين الأفضل في تاريخ كرة القدم، ولكن تجربته مع جماهير البايرن لم تكن جيدة إجمالاً، حيث لا يعد الفوز ببطولة الدوري كافياً لعشاق البافاري، ولم ينجح «بيب» في الظفر بلقب دوري الأبطال مع البافاري حتى الآن، كما أن رحيله إلى مان سيتي أثار غضب عشاق البايرن. السلوكيات يمكن الحكم على سلوكيات المدربين من خلال ردود الأفعال أثناء المباريات، ويتمتع سيميوني بدرجة عالية من الحماس طوال المباراة، ولا يتوقف عن الحركة وإلقاء التعليمات والركض، إلى حد أن البعض يرى أنه يتحرك أكثر من بعض اللاعبين، وتم إيقافه أكثر من مرة بسبب الحماس الزائد ومشاحناته مع الحكام. بدوره، لا يتوقف جوارديولا عن إلقاء التعليمات، ولكنه يستغرق في المباراة وتفاصيلها بعيداً عن أي مؤثرات أخرى، ونادراً ما يصطدم مع الحكام أو الجماهير، كما أنه يشعر بالخجل من المبالغة في الاحتفال، سواء بتسجيل فريقه هدفاً أو حتى حصوله على البطولات، وعلى العكس من ذلك يظهر سيميوني في قمة الفرحة حينما يحتفل بأي إنجاز لفريقه. البطولات حصد سيميوني 7 بطولات في مسيرته التدريبية، أي أقل بكثير من إنجازات منافسه جوارديولا، لكن الأول فعلها مع أندية لديها قدرات أقل، ويكفي أنه بطل الليجا 2014، في واحدة من المفاجآت التي لم يتوقعها أحد في ظل سيطرة البارسا المطلقة على مقاليد الأمور في السنوات الأخيرة، وكذلك الريال، كما حصل سيميوني على لقب يوروبا ليج، وغيره من البطولات. جوارديولا هو من أكثر نجوم التدريب تحقيقاً للبطولات، فقد حصد 20 لقباً، منها ثنائية دوري الأبطال مع البارسا، فضلاً عن 5 بطولات للدوري الإسباني والألماني وغيرها من البطولات، وإن كان البعض يشكك في قدرات المدرب الإسباني، باعتباره تولى تدريب البارسا والبايرن وهما الأكثر استحواذاً على أفضل النجوم. المظهر يبدو أن المظهر غالباً ما يعبر بطريقة أو بأخرى عن الشخصية وطريقة التفكير، حيث يظهر سيميوني ببدلة سوداء طوال الوقت، ولا يميل إلى التنوع، أو الظهور بألوان أخرى، وقد يكون لذلك علاقة بشخصيته الحادة القوية الحماسية، وأسلوبه الكروي الذي لا يتغير كثيراً، ويروق هذا المظهر لعشاق سيميوني، على الرغم من افتقاره للتنوع. أما جوارديولا، فإنه يتمتع بشهرة كبيرة في عالم الأناقة، وفي أكثر من مناسبة حصل على لقب المدير الفني الأكثر أناقة، كما أنه يرتدي ماركات ملابس بعينها، ثقة من تلك الشركات في أنه أداة تسويقية ناجحة، وغالباً ما يظهر المدرب الإسباني بمظهر كلاسيكي أنيق يحظى بإعجاب الملايين حول العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©