الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الألماني غراس والتركي يشار كمال يطالبان بلديهما بعدم إنكار التنوع الثقافي

26 مايو 2009 04:00
شهدت أكاديمية الفنون في برلين مؤخراً لقاءً أدبياً بين الكاتبين الكبيرين التركي يشار كمال والألماني غونتر غراس، وقد شهد اللقاء حضورا جماهيريا كبيرا سواء على الجانب التركي أو الألماني لما يتمتع به الكاتبان من مكانة أدبية كبيرة في تركيا وألمانيا. ولا تجمع بين هذين الكاتبين الألماني والتركي فقط قدرتهما الروائية على السرد ولغتهما الواضحة، فهما وبسبب أصلهما خبيران بالبنى العرقية المختلطة وبتعايش الأجناس المختلفة وبالكراهية الأبدية بين مختلف الأقليات العرقية، حيث نقل هذا الشاعر الكردي التركي والكاتب الألماني تجاربهما المختلفة ثقافيا إلى الأدب، كما أنهما أثَّرا في المشهد الثقافي المعاصر في وطنيهما، فمع وجود الكثير من الأمور المشتركة بينهما ليس هناك ما يدعو إلى العجب من أن غونتر غراس ويشار كمال صديقان، ولا يربطهما أخيراً، مثلما قال غونتر غراس من دون تكلف أثناء لقائهما في برلين: «إننا نلقي بأنفسنا بصفتنا أدباء في قيعان السياسة»، وغونتر غراس ألقى أيضا كلمة الشكر عندما حصل يشار كمال في عام 1997 على جائزة السلام من اتحاد الناشرين الألمان. ونشر كبيرا الأدب المعاصر في أثناء لقائهما في برلين روح الحيوية وحماسة الشباب للكفاح، وفي القاعة المكتظة وكذلك في فترة توقيعهما على نسخ رواياتهما احتفى بهما القراء، وغونتر غراس الذي يبلغ من العمر واحدا وثمانين عاما انتقد قبل كل شيء الحكومة الألمانية الاتِّحادية وشهَّر بتعامل تركيا مع مسألة المذابح التي تعرض لها الأرمن والتي وصفها هذا الكاتب الحاصل على جائزة نوبل بأنها «إبادة جماعية». وذكر يشار كمال أن «السجن مدرسة الكتاب الأتراك» فقد تم سجنه عدة مرات بسبب قناعاته وآرائه، وحكمت عليه أخيرا في عام 1995 محكمة تركية بمنعه من الكتابة حول القضية الكردية لخمسة أعوام، لذلك قال الكاتب يشار كمال الذي يبلغ من العمر خمسة وثمانين عاما: «سوف نكون دائما شوكة في عين الأقوياء»، وأضاف مستندا على قدوته ومثاله جواد شكير، قائلاً: «الذين يكتبون أغاني الشعب هم أقوى بكثير من الذين يصنعون القوانين». وقال الكاتبان إن الوقت قد حان في كل من تركيا وألمانيا من أجل الابتعاد عن «التصورات الأحادية في المجتمع»، وأوضحا أنه لم يكن يوجد لا هنا ولا هناك في أي عصر تجانس لغوي أو ثقافي، واتفق الكاتبان على أنه من الأجدر أن لا يتم إنكار هذا التنوع، بل يجب النظر إليه باعتباره إثراء، وأشار غونتر غراس إلى مدى إثراء الأدب الألماني من خلال أعمال المهاجرين وأبنائهم، وأضاف غراس قائلاً: «لكن الأدب والمجتمع يفقدان الكثير من هذه الإمكانات الكبيرة من خلال العزل والاستبعاد». وأوضح يشار كمال أن اعتراف تركيا بمختلف مجموعات سكانها وأقلّياتها العرقية يشكل بالنسبة لتركيا مسألة بقاء، وقال إن «هذا ينطبق على الأتراك وكذلك على الأكراد». وأضاف يشار كمال أنه يستطيع بصفته كاتبا أن يُقدر وبشكل جيد حجم الضرر الذي لحق باللغة الكردية من خلال حظرها الذي استمر فترة طويلة في تركيا. وقال يشار كمال: «لهذا السبب لا توجد في تركيا أعمال مهمة مكتوبة باللغة الكردية»، وأضاف أنه اضطر بنفسه للتوجه إلى ثقافة اللغة التركمانية الغنية من أجل إنجاز أعماله. وكان مضمون كلام هذين الروائيين أن المجتمع والأدب مرتبطان ارتباطا وثيقا. وقال غراس إن «الأدب كان يعالج دائما الرفض الاجتماعي والسياسة».
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©