الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية الاتصال الأول بالمخابرات الفرنسيّة.. والإيقاع بالرفاق

20 فبراير 2013 20:43
عن أول اتصال له بالمخابرات الفرنسية يقول المؤلف إنه اتصل بضابط الأمن لوقا الذي داهم منزلي فجرا وقام بتفتيشه، ثمّ ترك لي بطاقة زيارة لأتّصل به عند الحاجة! ومنذ بداية الكلام يخبره المؤلف إنه يعرف جيّدا القائمين بالتفجيرات في باريس، فسحب الضابط من جيبه آلة تسجيل صغيرة وبدأ بتسجيل المعلومات التي تتعلّق بالتّفجيرات. ثم طلب منه مرافقته إلى باريس للقاء المسؤولين، حيث بدأ من لحظتها مشاركا في خطط الإيقاع بأعضاء الخلايا. ومن هذه الخطط ما أبلغه لرجل مخابرات فرنسي: «سأكتري شقّة أستعملها كمدرسة صغيرة ألقنّ فيها العلوم الإسلاميّة واللّغة العربيّة، وسأزرعها بالتجهيزات الضروريّة للتصنّت وسأدعو فرات بن صالح ليجلب لي التّلاميذ للدّراسة وسأمنحه العناصر التي ترضيه لاستخدامها في جهازه اللّوجستي! وخلال القيام بتلك الإجراءات سوف أستدرجه حتّى يعترف بلسانه بقيامه بتلك العمليّات والكيفيّة التي استعملها لتنفيذها، ثمّ التعرّف على العناصر التي ساعدته على ذلك وكذلك الجهة التي كانت تدعمه... عند ذلك يمكننا القبض عليه». لكن الأمنيين الفرنسيين طلبوا منه تنفيذ خطة بديلة، وهي الأنداس في أوساط فرات وجماعته وذلك لالتقاط المعلومات الضروريّة عنهم خلال كلّ تحرّكاتهم واتّصالاتهم. وأفهموه أنه سيحصل على عشرين مليون فرنك وجواز سفر فرنسيّا، وأن له حق الاختيار في الإقامة في فرنسا أو البلد الذي يريد، وقالوا له: «إننّا سنتولّى حمايتك كما ينبغي، ثمّ سنخرج أستاذك من إيران ونعدك بأننا سنحيطه بالعناية والرعاية اللازمتين». وأوضح لطفي بأنه طلب إبرام عقد كتابي مع المخابرات الفرنسية لضمان حقوقه المالية مقابل خدماته ويعلل ذلك قائلا: «تعلقي بشكل العقد نابع من شعوري بوجوب تبرئة ذمّة الطرفين». ويحكي كيف إنه تناول الدفعة الأولى من رجل المخابرات تحت الطاولة في مطعم صغير. ثم يستعرض المؤلف الكيفية التي تم بها إقامة شبكة التنصت في المدرسة الإسلامية، يقول: «كانت آلات التنصّت تتمثّل في أسلاك نحيفة جدّا تنضاف إلى أسلاك التلفون حتّى يكون الصوت مبلورا وواضحا على الخطّ المتكوّن من عدّة أسلاك أخرى». وبعد بضعة أيّام اقترح عليّ فرات زيارة بيت صديق مغربيّ له يدعى حسين. وهو طالب في العلوم الاقتصاديّة بجامعة باريس. تجاذبنا أطراف الحديث المتعلّق بالثورة ومدى مستقبل الإسلام في هذا البلد وكذلك أوضاع المهاجرين. وعند خروجنا من عند مضيفنا المغربي أعلمني فرات أنّ هذا البيت هو الذي يصنع فيه الكعكة. طفق فرات يحدّثني قائلا: إنّ هذه الكعكة الجهنميّة تصيب كلّ من يتذوّقها لأوّل مرّة بداء السخط الربّاني! فيرسله بذلك إمّا إلى الاستعجاليّ أو إلى القبر! التقيت فرات ليلة الجمعة الموالية فعرّفني بشاب لبناني آخر اسمه بسّام. لقد كان هذا الشاب صانعا للمتفجّرات وقد أكّد لي فرات أنّه متميّز في هذه الصناعة وألمعي فيها. إنّه يشتغل لبضع ساعات في الشهر، وذلك مقابل مكافأة عالية جدّا! وقال له فرات: لقد قررت أن أعلمك بما يجري على الأرض لتكون إن شاء اللّه ممن شرفهم اللّه بنصره دينه. أنا في حاجة لمساندتك. فأجابته بسرعة: على قدر المستطاع! وتحدث فرات عن ما يسميه إساءات الفرنسيين للعرب والمسلمين، وقال: إنّي أفتخر بأنّي كنت وراء تفجيرات باريس! لقد زعزعت كيانها وأدخلت الهلع والرعب على متساكنيها! ثم بادر فرات قائلا: إنّي لا أخفي عليك سرّا. إنّنا بصدد الإعداد لضرب مفاعل نووي فرنسي! ونفد لطفي الخطة المتفق عليها، فتم إلقاء القبض على المجموعة صبيحة الأحد 22 مارس اذار 1987. وقد لزم الصمت ثلاثة أيّام ولم يتفوّه بكلمة واحدة. وبعد يومين تلقى لطفي مبلغ مائة وخمسين ألف فرنك فأبدى استغرابه واحتجاجه. وكان ذلك دافعا لابتزاز الفرنسيين وتهديدهم باللجوء إلى الأميركيين مرة، وبفضح ما يعرفه من أسرار مرة أخرى. وبالفعل يتصل المؤلف بالأميركيين، ويسافر إلى واشنطن، ويتفق معهم على راتب شهري وسكن مجاني، طالما هو مقيم في واشنطن. ويبدو إنه كان لفترة طويلة مصدر معلومات وفير للمخابرات الأميركية. فيذكر إنه تابع دراسته في جامعة تمبل وإن حالته المالية كانت جيدة لإعالة زوجته وأولاده. ثم ينصرف المؤلف إلى حديث عن مغامرات عاطفية على طريقة جيمس بوند، قبل أن تضطره الظروف للهرب إلى بريطانيا ومنها إلى تونس حيث سجن، وهو اليوم يعيش في مدينة القيروان وقد خانته زوجته الفرنسية واتهمته بالجنون وتنكرت له وانتحرت ابنته وبقية أبنائه بقوا على اتصال به رغم إقامتهم في فرنسا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©