بحث إقامة مركز تجاري دائم لجنوب أفريقيا في الشارقة

ناقش وفد اقتصادي جنوب أفريقي إمكانية تخصيص قطعة أرض في مدينة اكسبو الشارقة لإقامة مركز ومعرض تجاري دائم لجنوب أفريقيا بالشارقة، فيما أكد أحمد محمد المدفع رئيس «تجارة وصناعة الشارقة» دعم الغرفة لتنفيذ اقتراح تأسيس مجلس أعمال إماراتي جنوب أفريقي، وذلك خلال اللقاء الذي جمعه بالوفد الزائر أمس. ونظمت الغرفة أمس لقاء عمل موسعا بمقرها الرئيسي مع وفد اقتصادي رفيع المستوى من المنتدى الاقتصادي التقدمي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جمهورية جنوب أفريقيا برئاسة جوان فوبز رئيسة لجنة التجارة والصناعة في برلمان جنوب أفريقيا يرافقها أكثر من 85 رجال أعمال يمثلون قطاعات اقتصادية مختلفة. وأكد المدفع حرص الغرفة بالمساهمة في الارتقاء بالعلاقات المتنامية في كافة المجالات بين الدولة عامة، والشارقة خاصة، وجمهورية جنوب أفريقيا، وذلك من خلال العمل الدؤوب على الإسهام بمبادرات فاعلة تجسد قيمة وحجم العلاقات العربية الأفريقية التاريخية في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتعزز من نمو وتطوير التعاون المشترك، ومن ضمن هذه المبادرات الدعوة لإقامة مركز تجاري دائم لجنوب أفريقيا بالشارقة. من جهتها أعربت جوان فوبز رغبة بلادها في توسيع وتنمية حجم التعاون الاقتصادي والاستثماري مع دولة الإمارات وفي كافة المجالات وان هناك العديد من الجوانب المشتركة التي تمكن الجانبين إلى الاستناد عليها في تحقيق ذلك كما تشكل الجهود المبذولة من الطرفين في بناء شراكة مستدامة عامل رئيسي في إعطاء قيمة مضافة للتعاون ورفع نسبة الاستثمارات لدى كل جانب. وقال المدفع إن الأزمة المالية العالمية قد ألقت بظلالها على مسيرة نمو الاقتصاد العالمي وأصابت الكثير من القطاعات بتراجع وتباطؤ في حجم مشروعاتها الاستثمارية ومعدل نموها، إلا أن تعدد مقومات الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات وطبيعة المناخ الاستثماري وبيئة الأعمال التنافسية المتنوعة الحوافز واتخاذ إجراءات احترازية ووقائية في توقيت مثالي مكنت من تحجم تداعيات الأزمة داخليا وأسهمت في تعافي القطاعات ومتابعة تنفيذ المشروعات بمعدلات مرضية أكدتها المؤشرات وعكستها ديناميكية العمل في القطاع المالي والمصرفي بشكل خاص. التبادل التجاري أشار المدفع إلى أن الشارقة ومن خلال التنوع الصناعي الذي تمتاز به تشكل فرصا واعدة لتعزيز الشراكة الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية ولتنمية حجم المبادلات التجارية وإقامة مشروعات اقتصادية مشتركة، خاصة أن دولة الإمارات تحتل المرتبة 24 في قائمة صادرات جنوب أفريقيا والمرتبة 29 في قائمة الواردات منها وبحجم تبادل تجاري قارب الأربعة مليارات دولار في العام الماضي. واكد رئيس مجلس الإدارة استعداد الغرفة لتقديم التسهيلات والحوافز التي تمكن من بلورة هذه الشراكة في مشروعات صناعية وتجارية وخدمية تخدم احتياجات أسواق البلدين بل وتمتد إلى الأسواق الأخرى المجاورة وذلك بحكم الدور المؤثر الذي تلعبه كل دولة في حركة التجارة الخارجية والاستثمار إقليميا ودوليا وأيضا لطبيعة نهج السياسة الاقتصادية الحرة المعمول بها في البلدين والتي تستهدف الانفتاح وزيادة حجم المبادلات التجارية ومضاعفة جذب الاستثمارات المباشرة في مشاريع ذات جدوى اقتصادية مؤكدة. وأبرزت المسؤولة الجنوب أفريقية استراتيجية حكومة بلاده للسنوات القادمة بالارتقاء بقطاعات اقتصادية محددة في السنوات القادمة، خاصة المشاريع التي تخلق فرصا حقيقية وتسهم في تخفيض معدل البطالة، ومن أبرزها القطاع الصناعي الذي يعد احد اكبر القطاعات المساهمة في الناتج القومي لجنوب أفريقيا وبنسبة تصل إلي 54.4% في عام 2008 حيث شهدت صناعة المركبات تحديدا نموا مضاعفا منذ سنة 1994 وحتى الآن. وأشادت جوان فوبز بالنهضة الحضارية التي وصلت دولة الإمارات وعلى كافة الصعد باعتباره مثلا يجب أن يحتذى به في الإيمان والإصرار على البناء والتعمير والتنمية خاصة في تنمية الموارد البشرية وخلق جيل متأهب للتحديات القادمة ومتسلحا بالعلم والمعرفة ، مرحبة بالرجال الأعمال والمستثمرين من الإمارات في الاستفادة من المزايا والفرص الاستثمارية المتعددة بجنوب أفريقيا. بيئة ملائمة للأعمال بعدها قدم حسين المحمودي مدير عام الغرفة نبذه تعريفية عن المزايا والفرص الاستثمارية السانحة في الشارقة والمقومات التي تمتاز بها والتي جعلتها بيئة ملائمة لأداء الأعمال التجارية من حيث الموقع الجغرافي وتوفر البنية التحتية القوية والمناخ الاستثماري الجاذب والاقتصاد المنفتح كما تم التعريف خلال العرض إلى التسهيلات والخدمات التي توفرها غرفة الشارقة لمجتمع رجال الأعمال. ثم قدم أعضاء الوفد الزائر عروضا متنوعة تمثل عددا من القطاعات الاستثمارية بجنوب أفريقيا ومن أبرزها قطاع الاستثمارات العقارية، قطاع الاستشارات المالية والإدارية وقطاع معالجة المياه، قطاع الصناعات البترولية وقطاع منتجات المحافظة على الطاقة، قطاع الفنادق والسياحة، تقنية المعلومات، الاتصالات، المنتجات البتروكيمائية، هندسة المواصلات، منتجات البلاستيك، إضافة إلي القطاع الصحي والطبي، المفروشات والأثاث، الأجهزة والمعدات الذكية، الطاقة المتجددة، الأجهزة الكهربائية. كما تم إلقاء الضوء على الفرص الاستثمارية والتجارية لجنوب أفريقيا وما تتمتع به من فرص هائلة في مجالات التجارة والاستثمار في مختلف القطاعات منها قطاع الزراعة والأمن الغذائي بجانب الاستثمارات الخاصة في محميات الصيد والمحميات الطبيعية والفرص التي توفرها المناطق الساحلية الجذابة، كما بين العرض ما تملكه جنوب أفريقيا من مؤسسات اقتصادية قوية في قطاع التصنيع العسكري والمدني حيث تسعى الدولة إلى خصخصة بعضها مما يشكل فرصا استثمارية هائلة تلقى اهتماما واضحا من القطاع الخاص لعديد من دول العالم، وتطرق العرض إلى الازدهار المطرد الذي يشهد القطاع السياحي في الفترة الحالية والذي يعززه استضافة جنوب أفريقيا في يونيو القادم لبطولة كاس العالم لكرة القدم. جولة تفقدية عقب ذلك نظمت جولة تفقدية في المعرض الدائم للمنتجات الصناعية المحلية والمرافق الخدمية الأخرى المتنوعة التي يوفرها مبنى الغرفة إلى عملائه. كما تم عقد على هامش اللقاء اجتماعات عمل ثنائية بين رجال الأعمال من الجانبين تدارسوا من خلالها عددا من الأفكار والموضوعات الهادفة بمجملها في تفعيل الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة والمتنوعة بما يسهم في إقامة شراكات استثمارية مجدية وبما ينعكس على زيادة من حجم التبادل التجاري بين البلديين . ونظمت الغرفة للوفد الجنوب أفريقي الزائر جولة تعريفية لبعض معالم مدينة الشارقة شملت مربى الشارقة للأحياء المائية وقناة القصباء تعرفوا على جوانب من النهضة الحضارية التي تشهدها الإمارة واختتم البرنامج بزيارة الوفد إلي معرض المجوهرات والساعات التي سيستضيفها مركز اكسبو الشارقة وافتتح يوم أمس الأول. حضر اللقاء حسين محمد المحمودي مدير عام الغرفة خالد بن بطي بن عبيد مساعد المدير العام لشؤون العضوية والفروع ومحمد جمعة المشرخ مدير إدارة الشؤون الدولية بالوكالة وفانوس شومان قنصل عام جنوب أفريقيا بدبي وممثلو عدد من الدوائر والهيئات الحكومية والمناطق الحرة بالشارقة ورؤساء مجموعات العمل التي تعمل تحت مظلة الغرفة إضافة إلى مديري وممثلي الشركات والمؤسسات الاقتصادية بالشارقة.