الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فشل العبادي.. والقرار الأميركي

2 مايو 2016 22:51
تبدو خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما الرامية إلى محاربة تنظيم «داعش» مرهونة بوجود حليف عراقي يتمتع بالمصداقية والفاعلية على الأرض، ومن المفترض أن يكون هذا في رئيس الوزراء حيدر العبادي. وفي الأيام الأخيرة أبدت الإدارة الأميركية تفاؤلاً بشأن تلك الشراكة المحورية، على رغم الاضطرابات السياسية المتزايدة في بغداد. بيد أن ذلك التفاؤل، إلى جانب استراتيجية الإدارة الخاصة بمحاربة تنظيم «داعش» في العراق، وقعا فريسة لشكوك عميقة، بعد أن اقتحم المحتجون البرلمان العراقي يوم السبت الماضي، وتم إعلان حالة الطوارئ في بغداد. ويبقى السؤال المهم الذي يواجه المسؤولين في البيت الأبيض هو: ماذا سيحدث إذا لم ينجُ العبادي، الذي يمثل حجر زاوية في المعركة ضد «داعش»، من الاضطرابات التي اجتاحت العاصمة العراقية؟ وقد عمت الفوضى بعيد زيارة للعراق أداها نائب الرئيس «جو بايدن» كان الغرض منها تهدئة الاضطرابات السياسية والحفاظ على مسار المعركة ضد «داعش». ومع اقتراب طائرة «بايدن» من بغداد يوم الخميس الماضي، وصف مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية زيارة نائب الرئيس، التي أحيطت بالسرية قبيل وصوله، بأنها «ترمز لمدى الثقة التي توليها الولايات المتحدة لرئيس الوزراء العبادي». وبعد عشر ساعات على الأرض في بغداد وإربيل، توجه «بايدن» إلى محطته التالية روما. وكان الشعور السائد بين نائب الرئيس ومستشاريه هو أن المشهد السياسي العراقي يتجه نحو هدوء مطلوب، وأن المعركة ضد تنظيم «داعش» ستواصل اكتساب زخم، بل إن بعض المستشارين الحالمين على طائرة «بايدن» أشاروا إلى أن العبادي سيخرج من الأزمة أقوى مما كان. ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك الآن، وإنما يوجد إدراك بأن الحكومة، بهيكلها الحالي، لا يمكن أن تصمد، وليس من الواضح كيف سيخرج العراق من هذا المأزق. وأقل وضوحاً من ذلك أيضاً كيف ستمضي الإدارة الأميركية قدماً إذا عجز العبادي عن تعزيز قبضته الهشة على السلطة، ولاسيما أن بقاء رئيس الوزراء العراقي تم التعامل معه على أنه أمر مفروغ منه من قبل المسؤولين في البيت الأبيض، الذين ركزوا بدرجة أكبر على تحديات المعركة العسكرية ضد «داعش». وقد أشار الرئيس أوباما وكبار معاونيه، مراراً وتكراراً، إلى المكاسب التي تحققت في ميدان المعركة ضد «داعش»، كدليل على أن استراتيجية الإدارة التي تعرضت لانتقادات كبيرة تجدي نفعاً في النهاية. وبدوره، أشار مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إلى أن جهود مكافحة الإرهاب الأميركية دائماً ما تستفيد من وجود شريك مستقر على الأرض، وأن حكومة العبادي لا تزال تحظى بدعم أميركي كامل، وعلى رغم أحوال زعزعة الاستقرار الحالية في بغداد، ستستمر الحملة العسكرية ضد «داعش». وقد بدأت الأزمة السياسية في بغداد، عندما دفع العبادي إلى استبدال أعضاء حكومته ممن لهم ارتباطات سياسية بآخرين تكنوقراط، بيد أن المقترحات استبعدت تكتلات قوية، وأثارت سجالات نارية داخل البرلمان العراقي، ومن ثم هدد محتجون باجتياح المنطقة الخضراء المحصنة بشدة، التي تعتبر مقراً للسلطة العراقية، ولكنهم تراجعوا قبيل أيام من زيارة «بايدن». وركزت اجتماعات «بايدن» يوم الخميس الماضي مع العبادي ومسؤولين عراقيين آخرين بصورة أساسية على التأكد من أن الصراع السياسي في بغداد لن يؤثر على التجهيزات العسكرية لاستعادة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، من قبضة «داعش». وقال «بايدن» للصحفيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي: «تحدثنا عن خطط استعادة الموصل والتنسيق الدائر مع كافة أصدقائنا هنا»، مضيفاً: «إنني متفائل جداً». وأثناء حديثه، كان نائب الرئيس الأميركي يقف إلى جوار سليم الجبوري، رئيس البرلمان العراقي، وأشار إلى الجبوري، موضحاً أنهما تحدثا في الماضي في مكتبه «بايدن» في واشنطن، قائلاً: «إنه صديق قديم». وبعد أقل من 36 ساعة، كان المحتجون يرقصون ويقفزون على مكتب الجبوري في مقر البرلمان، بعد أن غادر المبنى! ويشي المنعطف الخطير الذي اتخذته الأحداث بوجود خطأ جوهري في طريقة إدارة أوباما في التعامل مع المعركة ضد «داعش»، حيث جعلت أولويتها هزيمة التنظيم المسلح بدلاً من الاضطلاع بمهمة صعبة هي مساعدة العبادي. *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©