الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد القدسي: أربعون عاماً في رحاب الإعلام ومازلت في «البدايات»

محمد القدسي: أربعون عاماً في رحاب الإعلام ومازلت في «البدايات»
27 مايو 2009 00:25
يصعب اختصار سنوات من العمل والعطاء في سطور معدودة، خاصة إذا كان الحديث يدور عن تجربة شخصية لشاهد عصر رأى بأم عينيه قيام دولة، وكان الإعلامي الأول الذي بدأ مع تلفزيون أبوظبي عام 1969. لم يكن محمد سعيد القدسي مجرد شاهد عيان أو أول مذيع تلفزيوني فقط، بل تبعاً لطبيعة عمله كان قريبا من الوالد زايد -رحمه الله- وحظي بتغطية معظم جولاته وزياراته الرسمية، مما مكنه من توثيق معظم الأحداث المهمة في الدولة. وجعل في جعبته معلومات وذكريات لا تنضب. ما قبل البدايات درس القدسي في جامعة دمشق، وحمل شهادة عليا في اللغة الإنجليزية وآدابها، وقدم إلى أبوظبي التي ذاع صيتها في أواخر الستينيات كمدينة يافعة تعقد عليها الآمال. يقول القدسي: «جئت إلى أبوظبي عام 1969 للعمل في دائرة الإعلام والسياحة، عملت في الإذاعة منذ بدايات تأسيسها، وكانت تقتصر على إذاعة نشرات إخبارية وبرامج محليات (ركن الشرطة، ركن الصحة، ركن الزراعة، ركن التعليم) تدار من شخصيات مثقفة، وكان مدير دائرة الإعلام توفيق الغصين». في شهر مارس من العام نفسه 1969 حدث تطور مهم مع القدسي، يشير إليه بقوله: «جاء وفد بريطاني من مؤسسة «طومسون» للقاء الشيخ زايد -رحمه الله- وتم الاتفاق معهم على إقامة محطة تلفزيون أبوظبي، فتعاقدت معهم لأذيع برامج في اللغة العربية، وباشرت العمل في اليوم التالي براتب (220) ديناراً بحرينياً». الانطلاقة كان مقر التلفزيون في موقع «مركز اللولو» ذاته حالياً، وتم فيه إنشاء استوديوهات ومكاتب وأقسام التلفزيون، واستمرت عمليات التحضير إلى يوم 6 أغسطس، يقول القدسي: «في الذكرى الثالثة لعيد الجلوس، قام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (بصفته وليا للعهد آنذاك) بافتتاح مقر التلفزيون، وانطلق البث الذي كان يعتمد على نشرات إخبارية وتغطية لجولات واجتماعات الشيخ زايد -رحمه الله- والحكام، ومواد سينمائية وبرامج في رياضتي القدم والمصارعة وأغان متنوعة وأفلام وثائقية. وكان من ضمن المذيعين معي ناصر العتيبة وعلي ياسين». التطوير اتسعت آفاق التلفزيون وطبيعة البرامج، واستجدّت أمور عديدة في أروقته، يقول عنها القدسي: «أُتبع التلفزيون بدائرة الإعلام التي كان الشيخ أحمد بن حامد يرأس إدارتها، وتم تطوير التلفزيون وأدخلنا جهاز الفيديو لأول مرة بهدف عرض برامج عربية، وزيادة عدد المصورين وفي مقدمتهم محمد الخالدي الذي أصبح فيما بعد مصور الشيخ زايد -رحمه الله- ودخلت عناصر جديدة من مذيعين ومذيعات ربط الفقرات من بينهم: سعيد الغيث (أصبح فيما بعد وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء)، وسميرة بلطجي من لبنان، وعفاف عبد الرازق من مصر، وكلفت بالإشراف عليهم. وصرنا نغطي اجتماعات الحكام في كل المناطق». ولطبيعة عمل القدسي من خلال الشاشة بات على صلة قريبة من كافة الأحداث المتسارعة التي حدثت مطلع السبعينيات، يقول: «من حسن حظي أنني حضرت معظم اجتماعات الشيوخ قبل قيام الاتحاد وكان لي شرف تغطية إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ورفع رايتها يوم 2 ديسمبر عام 1971 وما تبع ذلك من بناء لمؤسسات الدولة مثل التشكيل الوزاري الأول والمجلس الوطني الاتحادي وغير ذلك من الأجهزة الحكومية وتغطية المشاريع الضخمة التي بدأت عجلتها تدور في أنحاء الدولة». «الشروق» في عام 1974 واصل القدسي إنجاز البرامج التسجيلية التي تتطلب منه زيارات دائمة إلى إمارات الدولة، يقول: « كنا نغطي إنشاء البنى التحتية والطرق والمرافق والمشافي والمساكن الشعبية والتعليم والخدمات العامة، فشهدت بناء الدولة في كل قطاعاتها، ورافقت الشيخ زايد -رحمه الله- في جولاته التي طاف فيها إمارات ومدن وقرى وجبال وسفوح ومياه الإمارات. كما تمت إعارتي لديوان رئيس الدولة لأرافق فريقاً ألمانياً خلال إنجاز أول فيلم وثائقي عن الدولة بعنوان «الشروق» فقمنا بمسح كل مناطق الدولة والمواقع والمكونات والمشاريع ولم نترك شبراً واحداً لم نصوره». «مراقب الشؤون الفنية» دفع تميز القدسي في عمله إلى أن يتسلم مهام جديدة، يقول عن تلك الفترة: «انتقلنا إلى مقر التلفزيون في موقعه الحالي عام 1975 وانطلقنا في البث الملون، وتم رفد التلفزيون بوجوه جديدة من المذيعات والمذيعين: عبد المنعم سلاّم، وفوزية العباسي، سعاد دباح. وأصبح مسماي الوظيفي «مراقب الشؤون الفنية» أي كل ما يشمل: المكتبات، والاستوديوهات، وخطة البرامج، وشؤون المذيعين والمذيعات، إلى جانب قراءتي النشرة الإخبارية، وإعداد وتقديم البرامج التسجيلية. وتم تطوير كافة البرامج، منها على سبيل المثال: (ركن الصحة، ركن الزراعة، العين الساهرة، الذهب الأسود). كما أشرفت على قسم اللغة الإنجليزية الذي اعتمد على النشرة اليومية وبرامج مرئية منوعة». صرح إعلامي مع مرور الوقت بات تلفزيون أبوظبي صرحاً من الصروح الإعلامية بين محطات التلفزيون في الخليج، بفضل توجيهات الشيخ زايد -رحمه الله- فقد وجه إلى الاهتمام بالماضي والتراث، وبالحاضر والمشاريع، وبكل ما يتصل ببناء الإمارات وإنسانها. يقول القدسي: «بدأت في الثمانينيات عملية الدراما بشكل أوسع وبتنا ننفذ أعمالاً درامية في استوديوهات التلفزيون، ومسلسلات للممثلين سعيد النعيمي وأحمد منقوش وغيرهم. كما تعاقبت الإدارات المختلفة وتم دعم الشاشة بالوجوه المحلية والخليجية، وتألق التلفزيون كثيراً على صعيد الخليج العربي، وكلفت بتغطية نشاطات مجلس التعاون الذي انطلق في مايو 1980، واستمررت بعدها في تقديم مزيد من الأفلام التسجيلية، ورافقت الشيخ زايد -رحمه الله- في أسفاره إلى بعض الدول العربية ومؤتمرات القمة». الإرسال الفضائي خاض تلفزيون أبوظبي مرحلة جديدة أخرى تمثلت في«الإرسال الفضائي» فاتجه القدسي إلى إعداد وتقديم برامج تغطي نهضة الدولة، يشير إلى بعضها قائلاً: «تألقت في تلك الآونة برامج مثل «بلادنا الجميلة» و«أرضنا الخضراء» وجزر «دلما» و«صير بني ياس» والمنطقة الغربية». يضيف: «على الرغم من انتقالي بعد ذلك للعمل في إحدى شركات البترول، استمر عملي الإعلامي في التلفزيون حيث واظبت على إعداد وتقديم برنامج تلفزيوني وأفلام خاصة بمشاريع النهضة الشاملة وبرامج العيد الوطني. وكان آخر فيلم وثائقي أنجزته عام 2004 يحمل رقم 380 ، خاص عن جزيرة دلما استكملته قبل أسابيع من وفاة الوالد زايد -رحمه الله- وأسعدني أنه تمكن من رؤية الفيلم ونال رضاه». «بدايات» مجدداً اليوم بعد انقضاء 40 سنة، عاد القدسي إلى «بدايات» عمله! كيف ذلك؟ طُلب منه أن يعد ويقدم لبرنامج يغطي المراحل الأولى لبناء الدولة، يبث على قناة الإمارات» يحمل عنوان «بدايات» قوامه لقاءات وذكريات أشخاص عاصروا قيام الاتحاد ونهضة الدولة، يلقي البرنامج الضوء على تطور حياتهم من خلال تطور أبوظبي. فيما يقول القدسي عن إحدى أجمل ذكريات ما بعد البدايات، ذلك اللقاء الجميل الذي جمعه مع أنجال الشيخ زايد الكرام، يقول: «في منتصف السبعينيات كنت أقدم برنامجاً رمضانيا بعنوان «ضيف اليوم» . فاستضفت فيه ثلاثة أطفال هم أنجال زايد الكرام: سمو الشيوخ محمد و حمدان وهزاع.. وأذكر أنني آنذاك سألت الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن أحلامه وطموحاته، فقال سموه «إنه يحب الطيران وسيسعى أن يحقق طموحه ويصبح طياراً في المستقبل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©