الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: المؤمن الحق يعمل للآخرة ولا ينشغل بعلامات الساعة

العلماء: المؤمن الحق يعمل للآخرة ولا ينشغل بعلامات الساعة
19 فبراير 2015 23:26
أحمد مراد (القاهرة) بين الحين والآخر، يخرج عالم دين ليؤكد ظهور علامة جديدة من العلامات الكبرى ليوم القيامة، حيث ذكر أحدهم أن هناك 3 علامات تعد مدخلاً للعلامات الكبرى وقعت وتحققت، ومنها هلاك نخل بيسان بالأراضي الفلسطينية، وانخفاض بحيرة طبرية، وانخفاض عين«زغر»، وهي قرية صغيرة بجوار البحر الميت. وخرج آخر ليعلن عن ظهور علامة جديدة من علامات يوم القيامة متمثلة في موجة البرد وسقوط الثلوج، موضحاً أن هذه العاصفة الثلجية جاءت تحقيقاً لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر أن الساعة لا تقوم حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً. فكيف يتعمل المسلم مع هذه القضية؟ أداء الطاعات في البداية أكدت الدكتور إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر أنه يجب على المسلم ألا ينشغل بما يتردد عن ظهور علامات ليوم القيامة، موضحة أن الساعة علمها عند الله، وينبغي على المسلم الانشغال بالعمل الصالح والطاعة لله تعالى، ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً، ويعمل لأخرته كأنه يموت غداً. وقالت: علامات الساعة من أهم الموضوعات التي تشغل الفكر الإنساني في الأديان السماوية، ولذلك تخرج الكتابات والمؤلفات لتشبع حاجة الناس وتجيب عن تساؤلاتهم ليستعد كل إنسان لتلك الساعة، وليعمل الناس صالحاً، ويبتعدون عن المعاصى، والله تعالى لم يطلع أحداً من خلقه على موعد قيام الساعة، ومن ثم لا داعي للانشغال بها وبعلاماتها أو بقرب ظهورها، فقط ينبغي أن يعمل الإنسان ما هو مطلوب منه على أكمل وجه، وعليه أن يعلم أن الإيمان بيوم القيامة والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار ركن من أركان الإيمان. وأوضحت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن للساعة علامات كثيرة، منها الصغرى وكلها ظهرت وانقضت، وذلك مثل مولد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وفتح البلاد بالإسلام، وتطاول الناس في البنيان، وكثرة الهرج أي القتل حتى أنه لايدري القاتل لما قَتَل والمقتول فيما قُتِل، وإنتشار الزنا، والربا، والخمور، وانتشار العازفات والأغاني والمغنيات والراقصات، وخروج نار من الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى «الشام»، وقد حصل ذلك العام 654 هجرية، وتقارب الزمان حتى «صارت السنة كشهر والشهر كأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة والساعة كحرق السعفة»، وكثرة الأموال، وإعانة الزوجة زوجها بالتجارة، وظهور موت الفجأة، وأن ينقلب الناس وتبدل المفاهيم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب الصادق ويخون الأمين ويؤمن الخائن وينطق الرويبضة»، والرويبضة هو الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. علامات تظهر وتختفي وأشارت إلى أن هناك من العلامات التي تظل تظهر وتختفى بين الحين والآخر، فتجدها في الصغرى والكبرى معا مثل انتشار الزلازل والخسف، وانتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات، مع كثرة الحروب والقتل، مؤكدة أن العلامة التى تتوسط العلامات الصغرى والكبرى التي لم تظهر بعد تتمثل في الهدنة الكبرى التي تكون بين المسلمين والغرب، والتي يظهر على إثرها المهدي المنتظر، وهو أول العلامات الكبرى، ولكن سيظهر قبله أو مصاحباً له وبعده كثير من الدجالين والأدعياء للنبوة، وكثير منهم يدعى أنه نبي، والبعض الآخر يدعي أنه المسيح المنتظر، وصفة هؤلاء الكذبة أنهم يظهرون في ثياب الحملان مدعين الصلاح، ولكنهم يرغبون في الدنيا. علمها عند الله ويتفق الدكتور القصبي زلط أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الازهر مع أهمية ألا ينشغل المسلم بمسألة علامات يوم القيامة، وعليه فقط الانشغال بالأعمال الصالحة والطاعات وأداء العبادات، وفي نفس الوقت الانشغال بعمله الدنيوي الذي يتكسب منه، ويعول من خلاله أسرته وعياله. وقال: من المعروف أن الساعة علمها عند الله تعالى وحده، فهي من الأمور الغيبية، وقد جاءت أحاديث نبوية وآيات قرآنية كثيرة حول هذا الأمر، فقال الله عز وجل في قرآنه العظيم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم «قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون»، وعندما سأل جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل؟»، ولتحديد علامات الساعة لابد من أن نرجع إلى النصوص النبوية والقرآنية. وأكد ضرورة أن يستعد كل مسلم للقاء الله تعالى، ويسعى بكل إخلاص وإيمان إلى الفوز بنعيم الآخرة، ولا ينبغي أن نسأل أو ننشغل بالأمور الغيبية، لأن الغيب قد لا تستوعبه عقولنا، موضحاً أن من أركان الإيمان أن يكون الفرد مؤمنا بالله تعالى وباليوم الأخر وكتبه ورسله والملائكة دون أن تشغله الغيبيات عن أداء ما عليه من واجبات نحو ربه ودينه وأمته ووطنه. اقتراب الساعة وأكد الدكتور عبدالحليم منصور أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن الساعة اقتربت بنص قول الله تعالى في قرآنه العظيم «اقتربت الساعة وانشق القمر»، موضحاً أن من العلامات الصغرى ليوم القيامة بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ووفاته، وانشقاق القمر، وفتح بيت المقدس، ووقوع موت كثير أشبه ما يكون بالوباء الذي يقضي على الناس جماعات جماعات، وقد قيل هذا في انتشار الطاعون، وكثرة ظهور الفتن بأنواعها، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن معركة صفين، وظهور الخوارج، وخروج أدعياء النبوة والدجالين الكذابين. أما العلامات الكبرى فهي خروج الدجال، وظهور الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وظهور يأجوج ومأجوج، وحدوث ثلاثة خسوف، خسوف بالمغرب، وخسوف بالمشرق، وخسوف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تخرج الناس الى محشرهم. ويؤكد أن الدنيا دار عمل وبناء، وينبغي على الإنسان المسلم طالما تدب فيه الحياة أن يعمل لكي يعمر الأرض، ويسعد في حياته، وفي الوقت نفسه يستعد للآخرة بالعمل الصالح والطاعة لله، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويترك كل الأمور المتعلقة بالغيب لله تعالى، فلا ينشغل بمتى تقوم الساعة أو بظهور علاماتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©