الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الذاتوية بين الأمل والعون

11 مارس 2018 01:26
لعل مصطلح «الذاتوية» أكثر دقة من «التوحد» كمقابل عربي لمصطلح «Autism» سواء من حيث إن كلمة الذاتوية تشير إلى الميل للعزلة بشكلها المرضي، والتوحد إيحاءات معاني لا تتناسب مع طبيعة هذا المرض. على أي حال، هذا التفاوت يظل أمراً غير ذي بال، طالما هناك اتفاق على المعنى بين مختلف المختصين؛ وقديماً قيل أن «الخطأ المستعمل خير من صواب مهمل». لقد توسعت دوائر الاهتمام بهذا المرض خلال السنوات الأخيرة في الوطن العربي،على الرغم من اكتشافه منذ بداية الأربعينات من القرن العشرين، ومع إطلالة الألفية الثالثة ظهرت كثير من المراكز العربية المتخصصة لمتابعة المرض، وكلها جهود طيبة تصب في مصلحة الرصد المبكر لهذا المرض والوعي عليه، وتخفيف آثاره على المريض وأسرته. ولا شك أن الوعي العام هو البداية السليمة لتحسين وضع مجتمعاتنا العربية في هذا المجال، فهناك أحياناً مفهوم خاطئ يشيع في أوساط بعض المجتمعات المحلية، يقوم على التذمر من أمراض العصر، وعلى أساس أن كثرة الأمراض ناجمة عن التقدم العلمي والتقني الذي وصلته البشرية، وكثيراً ما نسمع عبارة «إننا لم نكن نعاني من مثل هذه الأمراض في السابق». أن هذه الأمراض موجودة منذ الأزل، ولكننا كنا نموت أحيانا دون أن نعرف السبب. فكيف نقبل العلاج إذا كانت لدينا تصورات مغلوطة تقول إن هذه هي ضريبة العصر وإحدى نواتج العلم!! التقدم العلمي والتقني لم يبتدع هذه الأمراض، بل اكتشفها وسيعالجها بإذن الله. من هذا المنطلق؛ يحق لنا أن نأمل في التوصل إلى حالة نخفف فيها من أعداد ومعاناة المتوحدين أو «الذاتويين»، بالطب الوقائي والعلاجي معاً، ضمن بيئة أجتماعية واعية تتقبل الداء، وتعرف كيف ترصده كعدو حقيقي يتسلل إلى حماها، وكيف تقاومه بشكل علمي مدروس. «إن مرض التوحد هو اختلاف وليس اضطراباً». وهذا ما أكد عليه أحد التوحديين الذي يبلغ من العمر الآن 34 سنة وحاصل على شهادتي ماجستير، ويعمل كأستاذ جامعي. ...مثل هذه الشخصية أحيطت بكل رعاية واهتمام وتدريب وتعليم واستطاعت أن تقدم الكثير لنفسها ولمجتمعها... ساره ذعار العصيمي المملكة العربية السعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©