الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دبي العطاء» تطلق برنامجين تعليميين في تنزانيا وزنجبار

«دبي العطاء» تطلق برنامجين تعليميين في تنزانيا وزنجبار
3 مايو 2016 01:20
عمر الأحمد (دار السلام) أطلقت مؤسسة دبي العطاء، وهي إحدى مؤسسات مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، «رسمياً» برنامجين تعليميين جديدين في تنزانيا وإقليم زنجبار، حول تنمية الطفولة المبكرة، وزار وفد من «دبي العطاء» المدارس المطبق فيها البرنامجين، ويهدف البرنامجان للوصول إلى 54,400 مستفيد في 4 سنوات مع استثمار بقيمة إجمالية وقدرها 27 مليون درهم. وقام وفد من «دبي العطاء» برئاسة طارق القرق الرئيس التنفيذي للمؤسسة ويضم عدداً من موظفي «دبي العطاء»، بزيارة تنزانيا وزنجبار للإطلاق الرسمي للبرنامجين. وخلال المؤتمر الصحفي الذي في العاصمة التنزانية دار السلام، قال طارق القرق الرئيس التنفيذي لـ«دبي العطاء»: حققت حكومة تنزانيا تقدماً كبيراً في تسهيل الوصول إلى برامج التعليم المبكر للأطفال. وبناءً على هذا التقدم، يجب علينا أن نوجه اهتمامنا إلى جودة هذه التجهيزات ومعالجة تحديات مثل نقص المعلمين المؤهلين في مرحلة ما قبل المدرسة، وتوفير المواد المناسبة، وبعد انتهاء البرنامج سيتم جمع نتائجه ومدى فعاليته ليتم تقديمها للحكومة التنزانية لتتخذ الإجراءات اللازمة لاستكمال البرنامج بشكل مستمر، كما أننا لا نقف عند هذا الحد، بل إننا نسعى لاستدامة البرنامج ليشمل الأجيال القادمة، هذه التجربة الناجحة قد تقودنا إلى تكرارها في دول أخرى سواء في أفريقيا أو حتى في شرق آسيا. وأشار القرق إلى أن مهمة برنامج «فرصة للأطفال» تدور حول تحسين الاستعداد للمدرسة ومخرجات التعلم للأطفال في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، خصوصاً الأطفال الذين يعيشون في المجتمعات النائية أو المهمشة. ومن خلال البرنامج، تعمل «دبي العطاء» على زيادة القدرة المؤسسية لبرامج تنمية الطفولة المبكرة من خلال ضمان أن يكون إطار العمل فعّالاً من ناحية التكلفة واستراتيجيات تمويل قابلة للتحقيق، وأن يتم تخصيص ذلك بشكل مناسب من قبل المناطق التعليمية واللجان الإدارية بما يساعد على التوسع بهذه البرامج على صعيد الدولة ككل. كما تقوم «دبي العطاء» بمراقبة نجاح البرنامج، وسوف تستخدم الدلائل على فوائد تدخلات تنمية الطفولة المبكرة لإخطار صانعي السياسات والبرامج في تنزانيا، وبقية أفريقيا بشكل مباشر. كما تتضمن أنشطة البرنامج الذي يطلق عليه «البر الرئيسي في تنزانيا» تصميم واختبار مجموعة من حزم تعزيز مرحلة التعليم ما قبل الأساسي، وهي تهدف إلى تحسين الجودة والمشاركة المدرسية للأطفال، ويتم تنفيذها عن طريق تنظيم صفوف ما قبل مرحلة التعليم الأساسي الملحقة بالمدارس الأساسية، وبالنسبة للأطفال الذين يعيشون في المناطق النائية، فسيتم تطوير مراكز مجتمعية فرعية تتبع المدارس الأساسية لتنمية الطفولة المبكرة، واختبارها لدمج المجتمعات التي يصعب الوصول إليها، كما سيتم إجراء تقييم بشكل متواصل لقياس مدى نجاح حزم التعزيز على مخرجات التعلم لدى الأطفال عند دخولهم مرحلة التعليم الأساسي، ومرة أخرى في نهاية مرحلة السنة الثانية من التعليم الابتدائي. من جانبه قال كريج فيرلا، رئيس مؤسسة «الأطفال تحت القصف» (Children in Crossfire): «يعتبر برنامج (فرصة للأطفال) مبادرة مثيرة وفريدة من نوعها في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي في تنزانيا، حيث يوفر البرنامج فرصة الحصول على التعليم السليم لـ29,400 من أطفال المدارس في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، بالإضافة إلى توفير نماذج تهدف إلى تحسين مخرجات التعليم لدى الأطفال، مع منح الفرص أمام الجهات الحكومية وشركاء التنمية للاستثمار فيه، كما سيساعد البرنامج على تحقيق رؤية السياسة العامة للتعليم والتدريب في تنزانيا لبناء مجتمع متعلم ولديه المعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة في مسيرة التنمية الوطنية». وأكد القرق وجود حاجة ملحة لموارد التعليم المبكر في البر الرئيسي لتنزانيا، لا سيما مع وجود العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات لا يذهبون إلى المدرسة ما قبل مرحلة التعليم الأساسي، خاصة في المناطق النائية نظراً لنقص المرافق التعليمية المناسبة، ونتيجة لذلك، فإن غالبية الأطفال غير مؤهلين للتعليم الأساسي، وليس لديهم الأساس اللازم للتعلم الفعّال. وأضاف القرق: بالمثل في زنجبار، لا تزال هناك محدودية في الاستثمار العام والجودة في التعليم ما قبل الأساسي، وهو ما يشكل عائقاً في ظل وجود أعداد محدودة من الأطفال الذين يدرسون في المدارس الحكومية، كما تفتقر زنجبار أيضاً إلى دورات تدريبية لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي المخصصة للمعلمين في مراكز التدريب، حيث تصل نسبة الطالب/‏‏ المعلم الحالية إلى 1:115. كما أن غالبية الأطفال الذين يدخلون مرحلة التعليم الأساسي ليس لديهم أي أساس في التعلم وهم غير مهيئين للبيئة المدرسية. وخلال المؤتمر الصحفي في زنجبار، قال القرق: «منعت الظروف الاجتماعية والاقتصادية العديد من الأطفال من الحصول على بداية سليمة لتعليمهم، خاصة في المناطق النائية، حيث توجد أعداد قليلة من المعلمين المؤهلين لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي. ومع ذلك، أنا واثق من أنه مع العمل الجاد وبدعم من وزارة التربية والتعليم والتدريب المهني في زنجبار والشركاء المنفذين لدينا، يمكن للمزيد من الأطفال الحصول على تجربة تعليمية غنية أكثر من أي وقت مضى». ومن أجل معالجة هذه المشكلة، تعمل «دبي العطاء» وبالشراكة مع الوزارة، وبرنامج مدرسة للطفولة المبكرة في زنجبار، ومؤسسة الآغا خان لزيادة فرص الأطفال للحصول على تعليم أساسي سليم للأطفال في عمر 4 و5 سنوات. ومن جانبه، أكد عبد مالك، مدير مؤسسة الآغا خان في تنزانيا، بأن نجاح البرنامج يُعزى إلى الشراكة القوية والتزام جميع الأطراف المعنية في البرنامج، قائلاً: «تمتلك مؤسسة الآغا خان خبرة تزيد على أكثر من 3 عقود في تقديم دعم شامل لتنمية الطفولة المبكرة على مستوى العالم. ونودّ التأكيد لـ(دبي العطاء) ووزارة التربية والتعليم في زنجبار بأن البرنامج قيد التنفيذ، وسيحقق أهدافه المتمثلة بتحسين فرص الحصول على تعليم سليم في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي. كما أننا نعمل على وضح حجر الأساس للتوسع بالبرنامج في أنحاء زنجبار كافة من خلال اتباع نهج أكثر شمولية». وأوضح أنه يستفيد من البرنامج 25,000 طفل من خلال مناهج لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي مرتبطة بالموضوع، وفعّالة من حيث التكلفة وقابلة للتوسعة. وتشمل هذه المناهج 3 عناصر رئيسة هي: التطوير المهني للمعلمين، وخلق بيئات تعلم وتعليم مواتية وبنّاءة، وتعزيز أنظمة المدرسة والمجتمع المحلي والدعم الحكومي. ويستهدف التدخل 100 مدرسة، ويتضمن تدريب 900 معلم من القطاع العام والمجتمع لمرحلة الطفولة المبكرة. وفي تصريحه لـ«الاتحاد»، قال سعيد الإسماعيلي مدير البرنامج: «(دبي العطاء) تسعى للوصول إلى أكبر شريحة مهمشة والأقل نمواً، كما في إقليم (موشي) وإقليم (موانزا)، اللذين بدأ فيهما البرنامج، في نهاية 2018 سيتم تقديم نتائج الدراسات والأبحاث الخاصة بالتعليم للحكومة التنزانية». تجدر الإشارة إلى أن برنامجي «دبي العطاء» لتنمية الطفولة المبكرة في «البر الرئيسي» في تنزانيا وزنجبار يتبعان برامج تعليم ناجحة أطلقتها «دبي العطاء» سابقاً في 41 بلدا نامياً حول العالم. نشر التعليم في المناطق النائية قال عبدالله إبراهيم غانم السويدي، سفير دولة الإمارات لدى تنزانيا: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحرص على نشر التعليم والمعرفة، خصوصاً في المناطق النائية عبر إطلاق مثل هذه المبادرات التي توفر الأساس الجيد للوصول لشباب فاعل في المجتمعات في أنحاء العالم كافة، والشكر موصول لـ (دبي العطاء) لمبادراتها المثمرة والمستمرة، ولشركائها في هذا البرنامج، وندعو الله لـ (دبي العطاء) بالتوفيق والسداد في برامجها القاصدة لحصول الأطفال على التعليم السليم والمساواة بين الجنسين في كل العالم، فهي قدمت المساعدات لأكثر من 14 مليون مستفيد في 14 بلداً نامياً، ولا تزال تقدم». البر الرئيسي يسعى البرنامج «في البر الرئيسي في تنزانيا» ، تحت مسمى «فرص للأطفال»، إلى تحسين فرص الوصول إلى جودة التعليم في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي من خلال بناء الدلائل حول نماذج فعالة من حيث التكلفة، والتي يمكن التوسع بها، والبرنامج هو نتاج شراكة مؤسسة دبي العطاء مع عدة منظمات منها وزارة التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والتدريب المهني بتنزانيا، ومؤسسة «الأطفال تحت القصف» ، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وجامعة الآغا خان، وبحوث سياسات الرياضيات، ومن خلال هذا الجهد المشترك، سيستفيد من برنامج «فرص للأطفال» أكثر من 29,400 مستفيد. أيادي الإمارات رصدت «الاتحاد» فرحة الأهالي والطلبة بهذا البرنامج، وأعربوا جميعاً عن سعادتهم بتنفيذه في بلادهم، راجين المولى عز وجل أن يكلل جهود قيادتنا الرشيدة بالتوفيق والسداد، وأكدوا أن أيادي الإمارات البيضاء ستظل حاضرة في ديارهم، تنشر المعرفة وتبدد ظلام الجهل، وتفتح أبواب المستقبل أمام أبنائهم. وأكدت «أم إسلام» لـ «الاتحاد»، وهي والدة أحد الأطفال الذين يدرسون في مدرسة «الكريم» في زنجبار، أنها تحلم بأن يحظى طفلها بالتعليم الذي لم تحظ به هي ونظيراتها، مشيرة إلى التغير الإيجابي في سلوك ابنها بعد التحاقه بالبرنامج، ليصبح على طريق المستقبل، وأحلم بأن يصبح ابني مهندساً يسهم في بناء وطنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©