مجلس الأمن يتجه لفرض عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية

أطلقت كوريا الشمالية امس صاروخين قريبي المدى غداة قيامها بتجربة نووية واطلاق ثلاثة صواريخ اخرى، اثارا ادانة دولية. وقالت وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب نقلا عن مصدر في الحكومة الكورية الجنوبية ان بيونج يانج اطلقت صاروخ ارض-جو وصاروخ ارض-بحر قبالة سواحلها الشرقية قرب مدينة هامهونج. وقال المصدر ان «اجهزة الاستخبارات تقوم بتحليل الدوافع خلف عملية الاطلاق»، مشيرة الى ان الصاروخين مداهما 130 كلم. ورفض مسؤولون عسكريون التعليق على ما اعتبروه مسائل استخباراتية. وكانت يونهاب افادت في وقت سابق ان كوريا الشمالية اعلنت منطقة في البحر الاصفر قبالة سواحلها الغربية محظورة على الملاحة. واوردت نقلا عن مصدر ان «كوريا الشمالية اعلنت منطقة محظورة على السفن في البحر الاصفر قبالة مقاطعة جونجسان في ولاية بيونجان الجنوبية». وتابعت ان «الشمال سيطلق على الارجح صواريخ قريبة المدى اليوم او غدا». وقالت كوريا الشمالية امس ان الحكومة الاميركية في عهد الرئيس باراك اوباما مازالت معادية وانها مستعدة استعدادا كاملا لأي هجوم من جانب الولايات المتحدة. وقالت وكالة الانباء المركزية الكورية في مقال ينتقد تحركات الولايات المتحدة في الاونة الاخيرة لتغيير مواقع طائراتها المقاتلة «من الواضح انه لا شيء تغير في السياسة الاميركية المعادية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حتى في ظل الحكومة الاميركية الجديدة». واضافت قولها «جيشنا وشعبنا مستعدون استعدادا كاملا للمعركة لصد اي محاولة اميركية طائشة لشن هجوم وقائي». من جانبه ادان مجلس الامن الدولي التجربة النووية وقرر اعداد قرار ينص على عقوبات جديدة بحق بيونج يانج. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس في شهر مايو ان «اعضاء مجلس الامن اعربوا عن معارضتهم الصارمة وادانتهم للتجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية والتي تشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الامن الرقم 1718». واضاف تشوركين ان اعضاء المجلس قرروا خلال اجتماعهم الطارىء الذي دعت اليه اليابان «البدء فورا بالعمل على قرار يصدر عن المجلس بهذا الشأن». واعلن بعد ذلك عدد من الدبلوماسيين الغربيين للصحافيين سواء صراحة او تلميحا انهم يودون تضمين القرار المزمع اصداره عقوبات جديدة ضد نظام بيونج يانج. وقال نائب السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جان بيار لاكروا ان «القرار يجب ان يتضمن عقوبات جديدة تضاف الى تلك المفروضة سابقا». من جانبه اكد سفير اليابان لدى الامم المتحدة يوكيو تاكاسو ان التجربة النووية الكورية الشمالية تشكل «تهديدا مباشرا لامن اليابان وآسيا». وردا على سؤال بشأن القرار المرتقب امتنع السفير الياباني عن الدخول في التفاصيل. واعتبار ان القرار المتوقع صدوره ليس «عقابا» لبيونج يانج بل «نتيجة» لافعال النظام الشيوعي. واوضح تشوركين ان اعضاء مجلس الامن «يطالبون» في بيانهم، الذي تطلب صدوره إجماع اعضاء المجلس الخمسة عشر، كوريا الشمالية «بالالتزام الكامل بالواجبات المفروضة عليها في قرارات المجلس». ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الدولي الى اتخاذ «الاجراءات اللازمة» بعد تنفيذ كوريا الشمالية تجربتها النووية الثانية. وقال بان كي مون في كلمة امام البرلمان الفنلندي في هلسنكي «آمل بكل صدق ان يتمكن مجلس الامن الدولي من اتخاذ الاجراءات الضرورية المتلائمة مع خطورة الموقف». وصرح بان كي مون ان «خطوة كوريا الشمالية تسير في عكس الجهود الدولية من اجل الحد من انتشار الاسلحة النووية». واضاف «علينا التحلي بالحزم في مواجهة هذه الانتهاكات الجدية التي تهدد السلام والامن في العالم».