معرض يؤرخ لـ 52 شخصية مؤثرة من القادة العرب والفاتحين

لكبيرة التونسي (أبوظبي)- جسد معرض الشخصيات التاريخية الذي انطلق أمس الأول تحت رعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في مقر المسرح الوطني، 52 شخصية من القادة العرب والفاتحين من خلال لوحات لمجموعة من المسلمين والعالميين المؤثرين في سيرورة الحياة، مازال التاريخ ينطق بحِكمهم وأقوالهم وأفعالهم التي تأبى أن تشيخ . عنوان المعرض ومعرض«عندما نرسم التاريخ» هو عبارة عن لوحات للدكتور حسني مجاهد الحاصل على الدكتوراه في الرسوم المتحركة، استطاع من خلالها السفر بالمتلقي إلى عصور مثيرة وشيقة، حيث يلتقي بشخصيات تاريخية فريدة تركت أثراً لا يمحى، إلى ذلك قال الدكتور مجاهد: نحن نرسم التاريخ لأننا في مسيرتنا نحو التطوير نحتاج إلى أن نستلهم عبق الماضي وتاريخ الأجداد لنكمل مسيرتنا نحو مستقبل متميز. وعرف حسني مجاهد بولعه بالشخصيات التاريخية، حيث كان يقرأ أمهات الكتب التي تضيء على هذه الشخصيات منذ أن كان عمره 9 سنوات. في هذا السياق قال مجاهد: وأنا في إطار بحثي عن المعرفة منذ نعومة أظفاري، لم أكن أتوقع تجسيد هذه الشخصيات، لكن مع مرور الوقت زاد حبي وعشقي لهذه النماذج التي حاولت تأريخها، ودام ذلك عشر سنوات، وهي المدة التي استغرقتها لرسم هذه اللوحات، وهي كلها من تخييلي، وأكد مجاهد أنه لم يدرس تاريخ الأزياء، وإنما ربط الشخصية ووجودها ووضعها في زمنها التاريخي، فوصل بفكره إلى تجسيد ملابسها التي ربطها بتلك الفترة التاريخية، أما عن الكتاب الذين انبهر بهم مجاهد فقال: تأسرني كتابة خالد محمد خالد، ومؤلفه تحت عنوان «رجال حول الرسول» و«عبقريات العقاد» إلى جانب اطلاعي على كتب طارق سويدان، وغيرها من كتب الفكر والثقافة والتاريخ، خاصة أن هذا الأمر يعنيني لإنني كنت أبحث في كل اتجاه ومازلت عن الكتب التي تروي فضولي المعرفي وتغني بحثي في هذا الاتجاه. ويرجع صاحب المعرض عندما يرسم التاريخ بذاكرته إلى الوراء، ويقول إن أول شخصية رسمها هي القعقاع بن عمرو التميمي، وهو الذي قال فيه سعد بن أبي وقاص: لم أر فارساً مثل القعقاع بن عمرو حمل في يوم ثلاثين حملة ويقتل في كل حملة فارساً، أما آخر شخصية رسمها مجاهد فقال: ضُحى الضاحك الباكي ورسمها قبل أسبوع فقط. وأوضح مجاهد الفنان التشكيلي والعازف والكاتب والمنشد والمؤدي للغناء الديني والاجتماعي وأغاني الأطفال أنه قد تمر أيام دون أن يرسم أي شخصية، لكن تأتيه 4 أو 5 شخصيات في اليوم ليرسم معالمها دفعة واحدة، ويستعين في ذلك باللحن والموسيقى، ويؤمن مجاهد بأن هذه الشخصيات مازالت حية من خلال ما قدمته للناس على مر العصور. عن هذه الشخصيات التاريخية، يقول الدكتور حسني مجاهد، الحاصل على دكتوراه في الرسوم المتحركة، والذي كانت أطروحته تحت عنوان الكارتون العربي «إلى أين؟»، ومن مؤلفاته سحر الكارتون العربي: عندما نرسم التاريخ حكايات من زمن فات، جحا الضاحك الباكي حكايات عربية، بالإضافة لديوان شعر، عن أهم الشخصيات التي صممها مجاهد، قال: رأيت أن أصمم هذه الشخصية، كون زمننا مليء بالفتن، ونحن نحتاج لأن نستلهم الحكم منه. وأضاف: هناك أيضاً شخصية عقبة بن نافع، الذي وصلت فتوحاته إلى المحيط الأطلسي، وقال مقولته الشهيرة «لو كانت هناك أرض بعد هذه الأرض لجاهدت فيها لأنشر دين الله»، وصممت شخصية ألكسندر الأكبر، وشخصية ربعي بن عامر، المعروف بمقولته المشهورة «لقد ابتعثنا الله لنخرج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد». وأضاف مجاهد أنه صمم العديد من الشخصيات التاريخية التي يحاول أن يؤرخها في مطبوعات يستلهم منها الصغار العبرة والقدوة. شخصيات اعتبارية ويزيد «صممت أيضاً من الشخصيات المؤثرة شخصية رستم، الذي كان يؤمن بالنجوم، وهناك أيضاً الكثير من الشخصيات الاعتبارية التي عملت على تصميمها ومنها دبشة، وهي شخصية تأتي من قلب التاريخ لتمثل القوة الغاشمة مع العقل وكأنها تعكس حالة الديناصورات، أما ريشة، فهو صديقه ضعيف الجسد واسع الحيلة، والدهاء، مستقبل من خلال أولادنا فيرى الصغار في هؤلاء الأبطال قدوة حقيقية. ويحلم مجاهد بأن يجد من يحول هذه الرسومات إلى أفلام، والعمل على تسويقها.