الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مراهق فريسة للمخدرات وصديقه يموت بجرعة زائدة

مراهق فريسة للمخدرات وصديقه يموت بجرعة زائدة
3 مايو 2016 10:21
تحرير الأمير (دبي) وقع مراهق في براثن المخدرات حيث مارس هذه التجربة وهو لم يتجاوز الـ 16 من عمره، اذ اقتاده رفاق السوء إلى طريق محفوف بالمخاطر، ممزوج بوهم اللذة، تفاصيل القصة المأساوية ترويها الأخصائية الاجتماعية أمل عبد الرحمن الفقاعي، رئيس شعبة التواصل الاجتماعي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، لتأكيد خطورة رفاق السوء.وتقول الفقاعي: كان (راشد) طالبا مجتهدا ومتفوقا في دراسته مندفعا للحياة يعي ما يريده ويخطط لمستقبل عظيم كما أن علاقته بأسرته رائعة. وتتابع الاخصائية قائلة: انقاد الفتى إلى رفاق وأصدقاء السوء الذين كانت سمعتهم سيئة لدى أسرته ولدى « الفريج» حيث كانت طريقة جذبهم واغوائهم عجيبة للدخول إلى عالمهم، ولكن تم اكتشاف أمره بسهولة، حيث بدأت الشكوك والمراقبة تزداد وأيضا المحاسبة على الخروج والدخول إلا أنه وللأسف استسلم لرفاق السوء وانقاد لهم إلا أن أسرته لعبت دورا مهما ومحوريا في تخلصه من المخدرات.يتحدث (راشد) عن تجربته قائلا: في رحلتي إلى عالم المخدرات رأيت مشاهد كثيرة، الدخان والكأس والبودرة البيضاء، كل هذه المشاهد تركت في ذاكرتي الكثير من التساؤلات عن تلك النشوة الزائفة التي يعيشونها، حقيقة إنني غصت في هذا العالم المليء بالمتعة والمخاوف والمرض. ويتابع: بدايتي كانت بتدخين سجائر الحشيش، حيث أخبرني أصدقائي إنها مجرد سيجارة ذات مفعول سحري، تحلق بك عاليا وتأخذك إلى عوالم مختلفة وبالفعل هذا ما حدث كما انني أيقنت أن أهلي بالغوا في وصف مخاطر المخدرات ولكنني لم أكن أدرك أنها البداية إلى طريق محفوف بالمخاطر والهلاك والضياع. ويكمل حكايته: جاء الصيف وأغلقت المدارس أبوابها فقرر أفراد أسرتي السفر إلى خارج الدولة وبقيت فقط شقيقتي الكبرى برفقتي، حيث لم نغادر ولكني غادرت إلى دنيا المخدرات بكل قوتي ورغبتي، حيث كنت أخرج يوميا مع رفقة السوء والضلال واستمررت معهم بالتعاطي، حتى بدأت علامات التعود على المخدرات تظهر علي وتزداد حالتي سوءا يوما بعد يوم خصوصا أنني جربت الأنواع الأكثر تأثيرا وهكذا أدركت بأنني أمشي في طريق مسدود بلا رجعة حيث ساءت علاقتي بأسرتي وحاصرتني المشكلات من كل صوب ومستواي الدراسي انحدر وسط حيرة الاساتذة والزملاء.ويقول: كنت أتوقف أحيانا عن المخدر إلا أنني أصاب بأعراض صحية ونفسية وجسدية سيئة، فما ألبث أن أعود مجددا بصورة جنونية. حتى دخلت مرحلة جديدة من الادمان المستمر وافترسني هذا الوحش القاتل، ولم أعرف كيف الخلاص منه فقد نخر عظمي وسلبني قوتي وصحتي وأنهكني وقيد حريتي وسلب إرادتي.ويقول: اشتدت الأزمة بيني وبين أسرتي فخيروني بين الخضوع للعلاج، أو ابلاغ الشرطة فهربت من المنزل إلى أحد الأصدقاء لفترة من الزمن ولكن أموالي بدأت تنفد كنت احتاج لجرعات دائمة، فعرض علي صديقي الترويج فخفت وترددت إلى أن وصلني خبر أن أسرتي تبحث عني فعدت إلى ملاذي الآمن إلى أسرتي وأخبرتهم بأنني سأعالج نفسي بنفسي، وفعلا بدأت ولكني بعد فترة شعرت بالضعف ودعوت أحد الأصدقاء إلى غرفتي، وقضينا ليلة جهنمية وبدأنا بشرب الكحول والتعاطي، حتى فقدنا الوعي ودخلنا غيبوبة، وبقينا على هذا الحال حتى مساء اليوم التالي، واستفقت في اليوم الثاني بصعوبة شديدة كنت مثقل الجسد والرأس نظرت إلى صديقي رأيته منكبا على وجههوكان لونه أزرق مائلا للسواد دون حراك، ودخلت أنا إلى الحمام حيث وضعت جسدي تحت الماء البارد في محاولة لأستفيق.ويقول سمعت طرقا عاليا على باب غرفتي ثم صوت تحطيم باب فأصاب أهلي الرعب والخوف الشديد والصدمة من منظر صديقي الذي مات بجرعة زائدة، فيما كان أبنهم خارج من الموت، فقد أخي وعيه وأصيب بالاغماء ثم تم الاتصال بالشرطة وبعدها خضعت للعلاج وقضيت محكوميتي وكانت المرة الأولى والأخيرة. أهمية دور الأسرة وتؤكد الأخصائية الاجتماعية أمل الفقاعي، أهمية دور الأسرة في الحفاظ على كيانها وأفرادها عبر المتابعة المستمرة، وخطورة رفاق السوء، لافتة إلى أن الاصدقاء احتلوا المرتبة الأولى بنسبة 29% كأهم أسباب التعاطي. وقالت إن الشاب لا يزال مستمرا في طريق اللاعودة للمخدرات، وأكمل دراسته الثانوية والجامعية والتحق بوظيفة مرموقة وتزوج. وبينت الفقاعي أن شعبة وقسم الرعاية الاجتماعية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، يقدمان الدعم للمتعاطين، وأسرهم بهدف منع عودتهم الى المخدرات، وتمكين المفرج عنهم والمدانين في قضايا تعاطي مخدرات من تخطي الأزمات، مشيرة إلى أنه يمكن لأي شخص التواصل مع إدارة مكافحة المخدرات للمساعدة عبر الرقم المجاني (800400400) وسيتم التواصل مع كل الحالات بسرية تامة. وأبدت شعبة التواصل الاجتماعي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اهتماماً كبيراً في المحافظة على الشاب والعمل على تأهيله النفسي، حيث ساندته في العودة إلى الحياة الطبيعية كما ساعدته بإعطائه شهادة حسن سيرة وسلوك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©