السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبو العباس: الكتابة للطفل من أصعب أنماط التأليف

أبو العباس: الكتابة للطفل من أصعب أنماط التأليف
22 فبراير 2011 21:05
أكد المخرج والمؤلف المسرحي العراقي محمود أبو العباس أن الكتابة للطفل هي من أصعب أنماط التأليف في مجال المسرح. وأشار أبو العباس في محاضرة له مساء أمس الأول، ضمن فعاليات منتدى الاثنين المسرحي بالشارقة، والذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، إلى أن الكتابة المسرحية للطفل عليها أن توازن بين المضمون العميق، وبين الأسلوب المشوق الذي يخاطب حواس الطفل، وأن لغة الكتابة الموجهة للطفل عليها أن تقترب من اللغة البيضاء التي لا تنحاز بشكل كامل للهجة الشعبية ولا تميل تماماً للفصحى الصعبة والمقعرة. وحملت المحاضرة، التي حضرها أحمد أبو رحيمة مدير إدارة المسرح، ولفيف من المسرحيين العرب والمحليين، عنوان «اللغة في مسرح الطفل بين العامية والفصحى»، وأدارها المسرحي السوداني محمد السيد أحمد، الذي أشاد بإسهامات المحاضر في تخصصات مسرحية عدة، مثل الإخراج والتأليف والتمثيل وتصميم السينوغرافيا وتقديم محاضرات وورش مسرحية تتعلق بمسرح الكبار والصغار على السواء. ونوه أبو العباس في بداية محاضرته إلى أن مسرح الطفل هو اتجاه مهم في عالم المسرح، على الرغم من أنه ظهر أول مرة في الأوساط البورجوازية في فرنسا، وقال إنه مع تراكم العروض الموجهة للطفل في أنحاء العالم والتي تبين للمتابعين أن الكتابة للطفل هي أكثر صعوبة وتعقيداً مما هو متصور، خصوصاً أن المؤلفين غالباً ما يميلون لرؤاهم وعوالمهم الشخصية، وتتحول لغتهم بذلك إلى لغة عالية وذات نبرة ثقافية وفلسفية مكتنزة. وعن خيارات الكتابة المسرحية للطفل في الوطن العربي، والموزعة بين اللغة العربية الفصحى وبين الدارجة المحلية، أشار أبو العباس إلى أن أغلب الكتاب يميلون للفصحى، لأنها تتوافر على زخم لفظي وعلى مفردات كثيرة ومتعددة، أما اللهجة العامية فهي لهجة مشروطة بالبيئة المحيطة بالكاتب، وبالتالي فإن المفردات المستخدمة هنا هي مفردات مبسطة وقريبة من تفاصيل وانشغالات الحياة اليومية. وشدد أبو العباس على ضرورة أن تكون الكتابة لمسرح الطفل بعيدة عن التبسيط المبالغ به، والذي يمكن أن يصل لدرجة السذاجة في الطرح، لأن الطفل يملك حاسة نقدية خطيرة ويستطيع أن يميز بين الطرح الرديء والهش وبين الطرح القوي المتماسك، وأضاف أبو العباس إلى أن هناك فهماً مغلوطاً على الرغم من أنه شائع، يرى أن الطفل هو مجرد كائن ضعيف، وأن على الكبار أن يمارسوا وصايتهم عليه، ولذلك فإن أغلب الكتابات المسرحية الموجهة له تميل للجانب الوعظي والإرشادي، ولا تترك للطفل مجالاً لإشباع ذائقته الخاصة وتحريك خياله من خلال التأويل والتفسير الذاتي لمكونات ومشاهد وحوارات العرض المسرحي. وفي نهاية المحاضرة، دارت نقاشات ثرية بين الضيف والحضور، وركزت معظم الآراء على أهمية الموازنة بين اللغة الفصحى واللهجة العامية عند الكتابة للطفل، خصوصاً أن الأجيال الحالية من الأطفال تمتلك عدة كافية من التواصل البصري والسمعي مع التقنيات الحديثة والوسائط السريعة التي تحتاج للغة جديدة ومبتكرة من أجل خلق التواصل المطلوب مع هذه الشريحة المهمة في المجتمعات العربية المعاصرة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©