الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلوى زيدان: الفن مشغول بهواجس التغيير

سلوى زيدان: الفن مشغول بهواجس التغيير
22 فبراير 2011 21:05
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي الفنَّانة التشكيلية اللبنانية سلوى زيدان في أمسية تشكيلية تحدثت فيها عن تجربتها البصرية في مجال الفن التشكيلي وعن أعمالها والمراحل التي مرَّت بها. وقال الشاعر والتشكيلي محمد المزروعي في تقديمه لسلوى زيدان «إنّ تجربة سلوى زيدان من خلال ما يقرب من 50 معرضاً جماعياً وفردياً تمخضت عن مشروع إدخال الفن المعاصر إلى مدينة أبوظبي، حيث تنقلت بين عوالم واقعية تجريدية جديدة عبر التجريب المستمر والتي انتهت بها إلى استخدام اللون الأسود». واستعرض المزروعي سيرة سلوى زيدان التشكيلية ومعارضها في لبنان، والكويت، وهولندا، وفرنسا، وتركيا، والإمارات، وسويسرا، وأهم مصادر مقتنياتها من اللوحات والجوائز العالمية التي فازت بها. واستهلت سلوى زيدان الأمسية بالحديث عن البدايات التي أرجعتها إلى زمن مبكر من حياتها، حيث طفولتها الغنية باللامألوف في شخصيتها وعلاقة الفنّان بالكبت والحرية وخوض التجربة والاكتشافات الأولى في زمن الطفولة التي وصفتها بالحرية الكاملة، وأشارت إلى دور الهاجس الإبداعي الذي ينمو داخل الأفراد في تنشيط الطاقة المتفجرة أو التي قد تكبت عند الكثيرين. وتحدثت عن مفهوم الاستقرار بالفن وهاجس التغيير وأكدت على أن كل مبدع يمتلك هذا الهاجس، حيث ترى أن الفن يعني اللااستقرار. وتحولت سلوى زيدان في عرض تجربتها إلى المراحل التي مرَّت بها والمفاصل التي طبعت أعمالها، واستعانت بصور على الشاشة للمعرض الثاني في تجربتها الإبداعية والذي أقامته في أبوظبي. وقسمت تجربتها إلى مراحل إبداعية وفقاً لنوع الفن الذي اشتغلت عليه وأولها مرحلة «الطبيعة الصامتة» ثم مرحلة التحرير ومرحلة تأثرها بالمدرسة الأميركية الداعية إلى الحرية في الفن ومرحلة استخدامات الحبر الصيني والمرحلة الروحية وأخيراً تجربتها في الفن النحتي الجديد. واعتبرت انتقالها إلى التجريد يجسد حاجة إلى فضاء أوسع من أجل كسر التقليد عبر الإحساس بالأشياء بشكل مجرد، وفي مرحلة التأثر بالمدرسة الأميركية تناولت مفهوم سطح اللوحة والاشتغال على مواد مختلفة ومتعددة. وتطرقت سلوى زيدان إلى مفصل مهم في تجربتها التشكيلية وهو ما يتعلق بهجرتها الألوان وكيفية التعامل مع فضاء اللوحة. وأشارت إلى أهمية تجربة «استخدامات الحبر الصيني» وكيفية تفريغ طاقتها بأقل الرموز والضربات باعتبار الحبر الصيني لديها مغامرة جديدة كونه -من وجهة نظرها- يمتلك تكنيكاً سريعاً وعفوية مفرطة ويتخلق بسرعة في امتلاء الموضوع مع ما يتميز به اللون الأسود من طاقة تعبيرية واسعة. وأكدت أنها تحولت ضمن هذا النسق إلى شكل جديد من أشكال الاشتغال بالحبر الصيني عبر حركة الأجسام والفضاء النقي والتناول غير المتكرر من خلال الضربة الواحدة والضربتين فقط. وتساءلت سلوى زيدان عن ماهية الفراغ ومدى امتلاك دلالته، وعرضت من ضمن هذه المرحلة لوحات تمثلت فيها أجساداً نسوية بعباءات سوداء في حركة واحدة وحركتين . أما عن المرحلة الروحية التي أشارت لها فقد تمثلت لديها في عدد من اللوحات التي استخدمت فيها المفهوم الجمالي والتعبيري للحروف العربية عبر لوحتها السداسية عبر استخدام لفظ الجلالة والضمير المنفصل والحرف وتحدثت عن الفن النحتي الذي بدأت مهتمة به أخيراً وعرضت ما يقرب من 12 نموذجاً «موكيتا» من الرخام وهي مقترحات لأعمال كبيرة ستنفذ قريباً بمادة الحديد في اشتغال واضح على الفراغ والحركة الدائرية. وأشارت إلى أن أعمالها تمتلك كما وصفتها ازدواجية العلاقة بين الرقة الشفافة من جهة والقوة الصلبة من جهة أخرى. ولم تنه سلوى زيدان تجربتها التشكيلية والنحتية الجديدة إلا وكان لجاليري سلوى زيدان الذي أعيد افتتاحه قبل 3 سنوات في أبوظبي بعد انقطاع طويل، نصيب من عرض تجربتها ومدى مساهمة الجاليري في اغناء الحركة التشكيلية في الإمارات بالطروحات الجديدة، وعلاقة الجاليري بالحركة التشكيلية الشبابية واحتضانه لها. واعتبرت عملها في الجاليري نشاطاً فنياً صرفاً لم تتوخ منه التجارة بل يكرس جلّ وقته إلى تكريس مفهوم الفن المعاصر والمعاصرة الشبابية الخلاقة التي بدأت تجد في الجاليري أهدافها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©