الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدي الرحباني: «عأرض الغجر» كوميديا سوداء ترصد علاقة الإنسان بالأرض

غدي الرحباني: «عأرض الغجر» كوميديا سوداء ترصد علاقة الإنسان بالأرض
22 فبراير 2012
ميراي برق (بيروت) - تعرض حالياً على مسرح كازينو لبنان، المسرحية الجديدة «عأرض الغجر» من تأليف وتلحين وإنتاج غدي الرحباني، والتي تحمل الكثير من التشويق والإبداع، والمزج بين الواقع واللاواقع، وتروي قصة رجل مهاجر ولد وترعرع في البرازيل، من أصل لبناني ليكتشف أنه يمتلك قطعة أرض في لبنان وحين يصل إلى أرضه يصطدم بأن الغجر احتلوها وتبدأ المشاكل. ويقول غدي الرحباني تنتهي المسرحية بصدمة غير منتظرة. والمعادلة في هذه المسرحية: من الأهم.. الأرض أم الإنسان..؟ فالمسرحية مليئة بالمواقف الطريفة والدرامية في الوقت نفسه. موسيقى شرقية وغجرية ويضيف الرحباني: موضوع المسرحية اجتماعي ولكن من الطبيعي أن يمرر رسائل سياسية ووطنية ولكن ليس بالمطلق فأرض الغجر ليست قصة ثورة وعنفوان.. ولكن اخترت هذا الموضوع الاجتماعي لأنه عالمياً، فالغجر هم عالميون ففي أوروبا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وسوريا والعراق.. وفي كل دول العالم نلتقي بالغجر، والملفت أن جميعهم يتقنون اللهجة نفسها والموسيقى نفسها وأعرافهم وتقاليدهم هي نفسها. وعن الموسيقى يقول غدي: الموسيقى من تأليفي وهي تضم الموسيقى الشرقية والغجرية وهي في خدمة النّص. ويشرح: الموسيقى مسجلة في كييف مع الفرقة السمفونية لمدينة كييف بقيادة المايسترو فلاديمير سيرنكو، إنها مسرحية غنائية بامتياز وفرت لها كل الطاقات لخدمة النص من ضمن الجوهر والمضمون لإيصال رسالة النص الأساسية وفي إخراج وتصميم جديدين. وعن الفرق بين مسرحية «دون كيشوت» و»عأرض الغجر» يؤكد غدي قائلاً: المسرحيتان مختلفتان تماماً، فمسرحية «دون كيشوت» عمل من الخيال وهو عمل سياسي بامتياز، أما مسرحية «عأرض الغجر» فالسياسة تمر مرور الكرام. باعتبارها مشاعر يومية فالمشاهد مهما تكون ميوله السياسية سيرى نفسه معنياً بالمسرحية وسيقول: «فعلاً، هذه الأمور تحدث معي خلال النهار». صراع وحب ويوضح الرحباني: المسرحية بطولة، غسان صليبا، ألين لحود، بول سليمان، بالاشتراك مع بيار شمعون، أسعد حداد، طوني عيسى، مايا يامين، بطرس حنا، جهاد خوري، وإيلي خاطر ... إلى جانب فرقة كبيرة راقصة، وهي من تأليف وتلحين وإنتاج غدي الرحباني، إخراج مروان الرحباني، شارك في التلحين والتوزيع مروان وأسامة وعمر الرحباني. وتصميم الدبكات لسامي خوري. ويشرح الرحباني: غسان صليبا هو المغترب واسمه سلفادو قزحيا حسين الذي يعود إلى أرضه ليبني فيلا لخطيبته، فيكتشف أن الغجر وضعوا أيديهم على أرضه. كما يقع ضحية أحد السماسرة «بيار شمعون». وتتطوّر الأحداث فيقع في غرام زينة «ألين لحّود» ابنة شيخ القبيلة مصبّح «بول سليمان». ولا يتأخر حتى يكتشف أنه سيتنافس على حبّ الجميلة مع حارس القبيلة ساري «طوني عيسى». وتتواصل الأحداث بين الدراما والكوميديا والاستعراض، ليجد سلفادور نفسه مجبراً على اختيار حلّ من اثنين، إما العودة إلى البرازيل، أو استرجاع كل ما أخذ منه، فيختار الحل الثاني، ويتعرف معه إلى حياة التنجيم والتبصير والحياة الغجرية ورقصاتها وأغنياتها، وإلى المصالح النيابيّة والانتخابيّة لسياسيي المنطقة مع هذه القبيلة. وعن الفنانة ألين لحود يقول غدي الرحباني: هذا التعاون الأول مع ألين لحود، وألين «دم جديد» وترى نفسها بشكل آخر، وهي فنانة منضبطة، ومحترفة جداً، وتملك صوتاً رائعاً وحضوراً مميزاً. وضع المسرح سيئ ويقول غدي الرحباني: أنتظر تأثير هذه المسرحية على الجمهور لأنه عمل جديد من جميع النواحي، «النص، الموسيقى»، الإخراج، التمثيل، الملابس، ديكور ... وأيضاً جريء جداً وساخر. وعن وضع المسرح يقول الرحباني: الوضع سيء جداً مسرحياً، وهذا لا يعني أن المسرحيين سيئين، بل وضع المسرح نفسه سيئ، فالعديد من المسارح أقفلت وكان العديد منها تستغيث وليس هناك من مغيث، ويتابع: الشعب اللبناني لم يعد يحضر المسرح، بعد تأثر الطبقة الوسطى بالأوضاع السياسية والاقتصادية، والتي لم تعد ملائمة للاهتمام بالمسرح كثيراً، وهذا أمر محزن خطر، فالتكاليف باهظة والخسارة كبيرة. ويضيف: يهمني جداً أن تصل المسرحية إلى الجمهور العربي والخليجي، بل وتسافر إلى العالم أجمع لأنها مسرحية عالمية، وقصة يمكن أن تحدث في أي بقعة من بقع الأرض. إبداع إخراجي ومن جانبه، يقول مروان الرحباني مخرج مسرحية «عأرض الغجر»: أسلوب المسرحية جديد، فالنص في غاية الأهمية وعميق وقوي، والمخرج يستطيع أن يخلق أبعادا جديدة من خلال رموز معينة، كما أن النص جيد، ونحن نعلم أن الكلمة هي أساس الإبداع الإخراجي. ويضيف: «عأرض الغجر» مختلفة من حيث طريقة التمثيل واللّهجات، ويمكن وصفها بالكوميديا السوداء، أي نجد فيها المنطق واللامنطق، ونلمس فيها علاقة الإنسان بالأرض، كما أن النهاية مفاجأة كبرى للمشاهد وأدعو الجميع لمشاهدتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©