الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الديلي ميل: أوضاع السجون بقطر الأسوأ في العالم

الديلي ميل: أوضاع السجون بقطر الأسوأ في العالم
11 مارس 2018 01:47
شادي صلاح الدين (لندن) أعرب رجل أعمال بريطاني عن مخاوفه من عدم قدرته من رؤية عائلته مجدداً بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة 37 عاماً في قطر بسبب اتهامه بإصدار شيك من دون رصيد، مشيراً إلى سوء المعاملة التي يلقاها داخل السجن القطري، وعدم منحه القدرة على الدفاع عن نفسه أو استئناف الأحكام الصادرة ضده. ويخشى جوناثان ناش من الموت داخل السجن بعد أن حكم عليه بهذه العقوبة القاسية رغم جريمته البسيطة، طبقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية. وأضافت الصحيفة، أن رجل الأعمال البالغ من العمر 48 عاماً من منطقة «هاي ويكومب» في مقاطعة باكينجهامشير أعرب عن شعوره باليأس من رؤية طفليه وأمه، حيث أبلغ صديقاً له في محادثة هاتفية الأسبوع الماضي «لست متأكداً من أنني سأخرج أبدا.» وقال «تم تجاهل جميع دعواتي حتى الآن وقد توصلت إلى إدراك أنني قد أموت في السجن أو أن أكون رجلاً مسناً جداً إذا غادرت هذا المكان». وأفادت الصحيفة، أن ناش يقبع في السجن المركزي، في العاصمة القطرية الدوحة، لمدة ثلاث سنوات. ويحتجز رجل الأعمال المحبوس مع 12 سجينا في زنزانة واحدة في أوضاع غير إنسانية. وقالت إيزابيلا ألكساندرا، مساعدة رجل الأعمال، إنها سلمت رسالة إلى السفارة القطرية في وسط لندن يوم الاثنين موجهة مباشرة إلى أمير قطر، الذي يملك سلطة العفو عن أي سجين لأسباب إنسانية. وأضافت ألكسندرا «الحكم الذي تلقاه ناش كان غير متناسب بشكل كبير، وأكثر قابلية للتطبيق على شخص أدين بجريمة عنيفة». وتابعت «كان هناك العديد من الأخطاء القانونية على مدار محاكماته، بما في ذلك حقيقة أنه حرم من حق استئناف الأحكام الصادرة ضده». وقالت إن جوناثان لديه عائلة، مؤكدة أنه لم يكن ينتوي أبداً كتابة شيك من دون رصيد ولم يستفد من هذا الموقف، مشددة على أنه ليس له يد في قرار عدم دفع الشيك. يذكر أن جوناثان ناش هو الرئيس التنفيذي لشركة توب هاوس، وهي شركة مقرها في الدوحة، تقدم الخدمات الفنية والتجارية والإدارية لصناعة البناء المحلية. ومن المعتاد في قطر كتابة شيكات مسبقة كضمان للدفع في المستقبل. ومع ذلك، يعتقد ناش أنه كان ضحية لخدعة قذرة وحملة من الأكاذيب روجت ضده، مما دفع العديد من عملائه إلى فقدان الثقة وسرعة صرف الشيكات التي كان قد كتبها نيابة عن الشركة. وأوضحت صحيفة «الديلي ميل»، أنه نظراً لوجود نزاع داخلي داخل شركة توب هاوس، تم حجب تسديد الشيكات ولأن ناش هو من كتبها بنفسه، فقد كان مسؤولًا شخصياً بموجب القانون القطري. وتم اعتقال ناش وإلقاءه في السجن في مارس 2015 ولم يمثل أمام المحكمة إلا مرة واحدة فقط منذ ذلك الحين عندما تحدث فقط لتأكيد أنه أصدر الشيك ووقع عليه، وأنه غير قادر على تسديد المدفوعات. ولم يتم منحه أي فرصة ليشرح موقفه. وحتى الآن لم يتم منح ناش أي تمثيل قانوني مناسب أو حتى رؤية الأدلة المقدمة ضده، طبقا للصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أنه وقبل أعياد الميلاد العام الماضي، قضت محكمة قطرية عليه بالسجن غيابياً لمدة 37 سنة بتهمة الاحتيال، لافتة إلى أنه في حال عاش لقضاء تلك المدة فانه سيغادر السجن ليناهز وقتها الـ80 عاماً. من جانبها، حذرت منظمة خيرية تدافع عن السجناء البريطانيين من أن سوء معاملة ناش تهدد بإلحاق الضرر بالعلاقات بين بريطانيا وقطر، التي من المقرر أن تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، مشيرة إلى أن البريطانيين يشعرون بالصدمة جراء قسوة الحكم المفروض على جوناثان ناش، إضافة إلى وجود العديد من المخالفات القانونية الخطيرة في قضيته، وهو ما أثار القلق بين رجال الأعمال والمستثمرين في المملكة المتحدة حول مدى صواب ممارسة الأعمال التجارية في قطر، حيث يمكن بسهولة أن يتم حبسهم مدى الحياة على ما هو في الأساس نزاع داخلي في الشركة. وفيما يتعلق بالظروف التي يحتجز فيها ناش، فان السجناء داخل السجن القطري يعانون من اكتظاظ لسجن وعدم نظافته، وهو ما يمثل خطراً على صحة نزلائه. وبعد ثلاثة أيام من اعتقاله، تفاوض ناش مع بنك المشرق على خمسة ملايين ريال قطري لتغطية ديونه، لكن الشرطة رفضت أخذ ذلك في الاعتبار، طبقاً للصحيفة، مضيفة أنه بينما كان عالقاً في أحد أقسى السجون في العالم، قال إنه أُبلغ بأن أصول شركة «توب هاوس»، بما في ذلك السيارات وأثاث المكاتب، يجري بيعها وأن الأموال قد اختفت. وناشدت عائلته كل الأطراف التدخل لنقض الحكم الظالم ضده وعودته إلى بلاده. ولا تعتبر قضية جوناثان ناش هي الأولى من نوعها في قطر، التي شهدت عبر السنوات الماضية العديد من الأحكام ضد أجانب دون منحهم الفرص الكافية للدفاع عن أنفسهم. كان موقع قطر إنفو الفرنسي، ذكر في تقرير له إن الوضع في السجون القطرية يقترب بخطوات سريعة من الانفجار، بسبب سياسة السلطات القطرية، التي تخلت عن واجباتها تجاه نزلاء المؤسسات العقابية، بعد تفشي الجوع، وغياب العناية بهم. وأكد الموقع أن السجناء في قطر يعانون الأمرين، خاصة بسبب الجوع، الذي دفع الوضع إلى التوتر بدرجة غير مسبوقة، خاصة في شهر رمضان الماضي، بعد اشتداد معاناة السجناء غير المسلمين، الذين حرموا تقريباً من الأكل بشكل طبيعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©