«أدجاز» تنجز مشروعات لتلبية احتياجات أبوظبي المستقبلية من الغاز

تعتزم شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة (أدجاز) المساهمة في مشاريع عملاقة تستهدف تلبية احتياجات أبوظبي المستقبلية من الغاز الطبيعي، باعتباره مصدراً نظيفاً للطاقة يلبي رؤية قيادة الدولة لمستقبل الإمارة كمدينة ذات بيئة نظيفة بمعايير عالمية. وقال فهيم كاظم، المدير العام للشركة، إن «أدجاز» تمضي قدماً في المشاريع التي تستهدف تحقيق هذا الهدف، ومنها مشروع الغازات البحرية المصاحبة الذي اكتمل نحو 85% منه بكلفة تصل إلى 685 مليون دولار، والمنتظر تدشينه في الربع الأخير من هذا العام. وأوضح كاظم لـ»الاتحاد» على هامش مؤتمر ومعرض «جازتك 2009» أن هذا المشروع يستهدف ضغط وتجفيف الكميات الإضافية من الغازات البحرية المصاحبة الناتجة عن زيادة شركة أدما إنتاجها من النفط، ونقل ما يقرب من 211 مليون قدم قياسي مكعب منها إلى مجمع الغاز في حبشان عبر أنابيب بحجم 30 بوصة. أما المشروع الآخر الذي يصب في هذا الهدف فهو مشروع (تطوير الغاز المتكامل)، والذي يستهدف نقل ما يصل إلى مليار قدم قياسي مكعب من الغاز ذي الضغط العالي من حقل أم الشيف إلى مجمع حبشان عبر جزيرة داس، باستخدام أنابيب قطرها 30 بوصة أيضاً. وتبلغ تكاليف المشروع الذي يتم بناء منشآته في جزيرة داس حالياً نحو 1.5 مليار دولار. وأشار كاظم إلى أن أدجاز قامت قبل عامين بإعادة صياغة رؤيتها ورسالتها بحيث تستطيع ممارسة دور أكبر في استراتيجية الطاقة في الدولة. واستخدام خبراتها الواسعة والعريقة في إنتاج الطاقة النظيفة لخدمة المجتمع المحلي وخطط القيادة لتطوير أبوظبي ومساعدتها على تحقيق الريادة العالمية في مختلف الميادين. البيئة والسلامة وحول المسائل التي توليها الشركة جل اهتمامها، قال كاظم «تولي الشركة أهمية قصوى لمسائل الصحة والسلامة والبيئة، باعتبارها شركة قامت أساساً على رؤية بيئية رائدة». وتطبق الشركة أرقى معايير السلامة في عملياتها الصناعية، الأمر الذي أوصلها إلى تحقيق إنجاز باهر في العام الماضي تمثل في تحقيق نحو 35 مليون ساعة عمل دون أية إصابة تؤدي إلى هدر في وقت العمل، وهو رقم قياسي على مستوى صناعة الغاز، حتى بالمقاييس العالمية. وإضافة إلى ذلك، نالت الشركة عام 2004 شهادة الآيزو 14001 الخاصة بالبيئة، وذلك لنظام إدارة الصحة والسلامة والبيئة المتبع ضمن الشركة. ويتم تجديد هذه الشهادة كل ثلاث سنوات بعد قيام الجهات الخارجية المستقلة التي منحت تلك الجائزة بأعمال تدقيق حول استمرار الالتزام بالمعايير الثابتة لهذه الشهادة. وإلى جانب ذلك، بقيت شركة أدجاز موجودة دوماً على قائمة المكرمين في جوائز أدنوك السنوية للصحة والسلامة والبيئة، بحسب كاظم. وحول سياسة الشركة فيما يخص تطوير الكوادر البشرية، قال كاظم إن «أدجاز» تحرص على اتباع سياسة نشيطة في مجال توطين الوظائف، حيث تجاوزت نسبة التوطين في السنوات الأخيرة الأهداف الموضوعة للشركة، باتجاه تحقيق الهدف العام لمجموعة أدنوك فيما يخص توطين الوظائف وتدريب وتأهيل الشباب المواطن. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، تعمل «أدجاز» عن كثب مع المؤسسات التعليمية في وضع البرامج لتعريف الطلبة والخريجين الجدد بالشركة وأنشطتها تمهيداً لاستقطابهم وتأهيلهم. وحول مشاركة «أدجاز» في مؤتمر ومعرض «جازتك 2009»، قال كاظم إن الشركة معنية مباشرة بهذا المؤتمر، وبذلت جهوداً كبيرة في الإعداد له وبما يكفل نجاحه كملتقى عالمي فريد لخبراء صناعة الغاز في العالم. تطور أدجاز وكانت أدجاز قد تأسست عام 1971 كأول شركة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في عموم منطقة الشرق الأوسط، وذلك بتوجيهات من المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك لوقف حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام، والاستفادة منه كمصدر نظيف للطاقة. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت «أدجاز» باتفاقيات استراتيجية مع شركة كهرباء طوكيو (تبكو) لإمداد الشركة اليابانية بالغاز وفق اتفاقيات طويلة المدى تنتهي آخرها عام 2019. وطورت الشركة مرافقها الصناعية وأضافت عام 1994 وحدة إنتاج ثالثة كانت الأكبر من نوعها عالمياً في ذلك الحين، مما أدى إلى مضاعفة إنتاج الشركة إلى 680 طناً في الساعة، وذلك لتلبية الطلب على منتجاتها من قبل شركائها اليابانيين. وقامت الشركة بالعديد من التحسينات والإضافات على منشآتها لتحقيق منتجات أفضل وأقل أثراً على البيئة. وقال كاظم إن صادرات أدجاز منذ أول شحنة تم تصديرها في أواخر شهر أبريل عام 1977، بلغت نحو 120 مليون طن متري من منتجات الغاز بأنواعه، إضافة إلى الكبريت. وبلغت إيرادات هذه الصادرات ما يقرب من 41 مليار دولار.