الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طائرات من دون طيار... نتائج متواضعة في محاربة الإرهاب

طائرات من دون طيار... نتائج متواضعة في محاربة الإرهاب
22 فبراير 2011 21:39
قتلت الطائرات الأميركية من دون طيار ما لا يقل عن 581 مسلحاً في العام الماضي وذلك حسب بعض التقديرات المستقلة، لكن من بين هؤلاء جميعاً لم يسقط سوى مسلحين اثنين من الذين تضعهم الولايات المتحدة على رأس قائمتها للإرهابيين المطلوبين في العالم. فرغم التصعيد الملحوظ في عمليات القصف الجوي التي تنفذها الطائرات التابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية تحت إدارة أوباما تشير البيانات الصادرة عن مصادر حكومية وأخرى مستقلة أن عدد كبار المسؤولين في الجماعات الإرهابية التي تقتلها تلك العلميات إما ضئيل، أو في تراجع مستمر، وحتى التقديرات الأكثر تفاؤلاً التي تقول إن الوكالة تمكنت من قتل 13 هدفاً كبيراً في التنظيمات الإرهابية يعترفون بأن برنامج الطائرات من دون طيار لم ينجح سوى في عمليات محدودة، فبعد عام من العمليات التي نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية والتي وصل عددها الإجمالي إلى 118 عملية بكلفة تفوق مليون دولار لكل عملية أثارت النتائج المتواضعة العديد من الأسئلة حول أهداف الحملة ومحدداتها، لا سيما بعدما طالب مسؤولون بارزون في باكستان الإدارة الأميركية بوضع قيود على برنامج الاستهداف بالقتل الذي سمحت به الحكومة في إسلام أباد لسنوات سراً. وفي هذا السياق يقول مسؤول باكستاني بارز إن عمليات القتل التي تنفذها الوكالة تستهدف بشكل متنام "الجنود العاديين"، مضيفاً أن الموضوع نوقش في واشنطن خلال الزيارات التي قام بها الرئيس الباكستاني إلى الولايات المتحدة، وأكد المسؤول الباكستاني أيضاً أن بلاده تضغط على الأميركيين "لإيجاد أهداف أفضل والتقليل من العمليات والقيام بها دون صخب أو جلبة". ويعتقد الخبراء الذين يتابعون عمليات القصف عن كثب أن البرنامج الذي انطلق في البداية وبشكل متقطع ضد أهداف كبرى من قادة تنظيم "القاعدة" تحول على ما يبدو إلى حملة مكثفة تركز أساساً على صغار المقاتلين، وهو ما يؤكده "بيتر بيرجر"، مدير مؤسسة "نيوفاونديشن"، قائلاً إن 94 في المئة من الهجمات التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية من خلال القصف الجوي تستهدف مقاتلين صغاراً، مضيفاً أنه "من الصعب إقناع أحد بأن هؤلاء المقاتلين العاديين يشكلون أية خطورة على الأمن القومي الأميركي، ذلك أن الاستهداف بالقتل يفترض أن يكون موجهاً لكبار القادة وليس للجنود"، وحتى المسؤولون في الوكالة من الذين يدافعون عن برنامج القتل لاحظوا صعوبة التعرف إلى أسماء المقاتلين الذين يسقطون في الهجمات الجوية، ومع أن الوكالة امتنعت عن التعليق على برنامج لا تعترف بوجوده رسمياً، إلا أن المسؤولين الأميركيين المطلعين على تلك العمليات يؤكدون أهمية الهجمات التي تستهدف رؤوساً كبيرة في "القاعدة". وهذا الرأي يعبر عنه أحد المسؤولين الأميركيين الذي رفض الإفصاح عن اسمه قائلاً: "لقد تطور هذا الجهد بفضل تحسن المعلومات الاستخباراتية عبر السنوات، بحيث لم نعد قادرين فقط على التعرف إلى كبار الإرهابيين، بل حتى الجنود العاديين الذين يخططون لشن هجمات داخل أميركا أو استهداف جنودنا في أفغانستان"، مضيفاً "وإذا لم نلاحق الأشخاص الذين قتلوا جنودنا في أي مكان فإن ذلك سيكون نوعاً من التقاعس في القيام بمهامنا". والحقيقة أنه لا يمكن الاعتماد كلياً على الأرقام والبيانات بشأن الهجمات الجوية التي تقوم بها الوكالة في باكستان، لأن مصادرها تنحصر في وسائل الإعلام الباكستانية، أو جهات مجهولة ضمن الحكومة الأميركية. لكن رغم الصورة الضبابية تشير البيانات المتوفرة أن نسبة كبار الإرهابيين الذين يقتلون في القصف الجوي للطائرات من دون طيار في تراجع كبير، حيث خلصت مؤسسة "نيوفاونديشن" إلى أن من قُتل من المسلحين البارزين في العام 2010 لا يتعدى 12 شخصاً مقارنة بعشر مسلحين في العام 2008 رغم أن عدد العمليات ارتفع في الفترة نفسها، ويرصد المركز الوطني لمكافحة الإرهاب الذي يتابع العمليات الجوية وحصيلتها أن السنة الماضية شهدت سقوط اثنين من كبار المطلوبين للولايات المتحدة من خلال القصف الجوي، أحدهما هو الشيخ سعيد المصري، الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة"، أما الثاني فهو أحمد محمد حمد علي الذي اتهم بالضلوع في تفجيرات السفارتين الأميركيتين بشرق أفريقيا عام 1998؛ ويذكر أن الطائرات من دون طيار عندما أدخلت إلى الخدمة أول مرة كان الهدف منها استهداف قيادات المنظمات الإرهابية وليس الجنود العاديين، وعلى رأسهم هؤلاء القيادات أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري ويبرر المسؤولون الأميركيون توسع عمليات القصف الجوي بتوفر المزيد من المعلومات الاستخباراتية حول أهداف أقل شأناً. ومع أن الطائرات من دون طيار لم تقرب الأميركيين من بن لادن ودائرته المخلصة، إلا أنها ساعدت بلا شك في مواصلة الضغوط على تنظيم "القاعدة" ودفع عناصرها إلى الاختباء بعيداً عن الأنظار, وبالإضافة إلى توسيع قائمة المطلوبين يرى الخبراء أن التغيير طال أيضاً ما يسمى "نمط الحياة"، إذ لم يعد التركيز فقط على أسماء بعينها، بل على كل من يتحرك بطريقة مريبة، مثل قوافل تحمل السلاح في معاقل "القاعدة"، أو أماكن التجمع التي تثير الانتباه. وأخيراً يفسر المراقبون توسع عمليات وكالة الاستخبارات المركزية في استهداف أعداد كبيرة من المسلحين إلى عدم حصر التركيز على عناصر "القاعدة"، بل تمديده إلى التنظيمات المتحالفة مثل "طالبان" وغيرها من الذين ينشطون في المناطق القبلية الباكستانية والأفغانية ويستهدفون القوات الأميركية. جريج ميلر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©