الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية وشح المساعدات الغذائية

22 فبراير 2011 21:39
أقدمت كوريا الشمالية مؤخراً على خطوة غير مألوفة تتمثل في استجداء المساعدات الغذائية من الحكومات الغربية، التي كانت تهددها عادة؛ حيث وجهت الحكومةُ، المبتلية بالفيضانات وانتشار مرض يصيب قطعان الماشية وشتاء قارس، لسفاراتها ومكاتبها الدبلوماسية عبر العالم أمراً بطلب المساعدة. غير أن الطلب وضع الولايات المتحدة وبلداناً غربية أخرى في موقف غير مريح، إذ سيتعين عليها أن تقرر ما إن كان عليها أن تتجاهل نداءات الاستغاثة الصادرة عن بلد يعاني من الجوع أو أن تهب لتلبي النداء، وتضخ مساعدات غذائية في نظام توزيع فاسد كثيراً ما كان يمنح المساعدات الغذائية لأشخاص هم أقل احتياجاً إليها. وفي هذا الإطار، يقول "كرت كامبل"، مسؤول شؤون شرق آسيا في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة، التي علقت مساعداتها الغذائية لكوريا الشمالية قبل عامين بسبب بواعث قلق تتعلق بالشفافية، "ليس لديها مخططات بشأن أي مساهمات في الوقت الراهن". وفي الأثناء، قال "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة، وهو المسؤول عن معظم المساعدات الغذائية في كوريا الشمالية، إن إمداداته الغذائية الحالية تكفي لدعم عملياته في هذا البلد الشيوعي لشهر آخر فقط؛ حيث قال المتحدث باسم "برنامج الغذاء العالمي" في آسيا ماركوس بريور: "إننا نأمل أن تأتي التبرعات الجديدة خلال الأسابيع القادمة". ويذكر هنا أن برنامج الغذاء العالمي من المرتقب أن يستكمل الشهر المقبل تقييم الوضع الغذائي في كوريا الشمالية - وهو تقرير يمكن أن يؤثر في الطريقة التي سترد بها الحكومات الأجنبية على طلب المساعدة الذي أطلقته بيونج يانج، وإن كان لا أحد تقريباً يشكك في أن سكان كوريا الشمالية البالغ تعدادهم 24 مليون نسمة يحتاجون فعلًا للغذاء. ذلك أنه منذ انهيار نظام توزيع عام للحصص الغذائية، أهملت حكومة "كيم جونج إيل الاعتناء بشعبها على مدى عقدين من الزمن حيث توفي في مطلع ومنتصف التسعينيات ما يقدر بمليون شخص بسبب المجاعة. ومنذ ذلك الوقت طورت كوريا الشمالية شبكة من الأسواق الخاصة على مستوى القاعدة- كبديل لإخفاقات الحكومة، وإن شكلت أيضاً هدفاً لحملات قمع من قيادة تنظر إلى نشاط السوق الحرة باعتباره تهديداً. غير أنه وسط استمرار نقص المواد الغذائية، أخذ الخبراء الإنسانيون يتحدثون عن فشل آخر: جهود المساعدات الدولية؛ ذلك أن الأجانب لم يطوروا حتى الآن صيغة تستوفي المعايير الأساسية للمراقبة والفعالية. فبعد 15 عاماً وحوالي ملياري دولار من جهود المساعدات، مازالت واحدة من بين أربع نساء حوامل تعاني سوء التغذية، وواحد من بين ثلاثة أطفال يعاني مشاكل تتعلق بالنمو بسبب سوء التغذية. وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة تضع عراقيل في كل خطوة من عملية التوزيع – وهي الشكوى الرئيسية للمسؤولين الأميركيين، الذين يطالبون بقدر أكبر من الشفافية قبل استئناف المساعدات. وفي هذا الإطار، أفرج "ريتشارد لوجر"، العضو "الجمهوري" الأبرز في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، بياناً هذا الأسبوع يعتبر فيه أنه من "المهم والضروري أن تصل المساعدات الأميركية بالفعل إلى الأطفال الكوريين الشماليين وعائلاتهم، بدلًا من تقوية الجيش الكوري الشمالي الذي يُعد الاهتمام به أولوية على بقية السكان". غير أن الباحثين والمنظمات غير الحكومية يختلفون حول حجم المساعدات الغذائية، الذي تحوله الحكومة الكورية الشمالية، بتقديرات تتراوح ما بين 10 و50 في المئة؛ حيث يشير عدد من الخبراء إلى أن المساعدات الغذائية التي يتم تحويلها تُعطى للجيش، أو يعاد توزيعها كهدايا للنخبة، أو يعاد بيعها. وفي هذا الإطار، يقول "جون إيفارارد"، السفير البريطاني في بيونج يانج من 2006 إلى 2008، إنه كان يرى أحياناً أكياساً من الأرز مكتوباً عليها "برنامج الغذاء العالمي" معروضة للبيع في الأسواق. والجدير بالذكر هنا أن كوريا الشمالية كثيراً ما كانت تمنع مراقبي المساعدات الغذائية خلال السنوات الأخيرة من السفر إلى الأقاليم الأكثر معاناة وتشترط عدم معرفتهم باللغة الكورية. وفي هذا الإطار، يقول "بريور" إنه على الرغم من بعض الاستثناءات، يتطلب الأمر عادة إشعاراً بسبعة أيام قبل أن يستطيع المراقبون زيارة منطقة ما. ومن جانبه، يقول كيم سيونج مين، وهو ضابط سابق كان مكلفاً بالبروباجندا في الجيش الكوري الشمالي، إنه رأى ذات مرة طناً من مساعدات الأرز يصل إلى أحد مراكز التوزيع، حيث قام الجيش فعلاً بتوزيع المساعدات الغذائية على السكان في إحدى القرى بطلب من مراقب دولي، ولكنه عاد لاحقاً ليستردها بعد ذهاب ذلك المراقب. وبعد تأثره جزئياً بتحديات تتعلق بعمليات التوزيع السابقة، طور برنامج الغذاء العالمي في يوليو الماضي عمليات في كوريا الشمالية خاصة بالنساء والأطفال حصرياً، مستهدفاً المستشفيات ودور الأيتام والمدارس بالخصوص؛ حيث قدم البرنامج خلائط من الحليب والأرز أو الحليب والحبوب - وهو اختراع من المستبعد أن يقدَّم كهدايا للكوادر الأكثر ولاء للنظام. لكن مشاكل الجوع تهدد بأن تتفاقم أكثر هذا العام، كما يقول الخبراء؛ حيث عرفت كوريا الشمالية أقسى شتاء منذ ستة عقود، ويخشى المزارعون محصولاً زراعياً دون المتوسط. وعلاوة على ذلك، فقد أكدت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي انتشار مرض الحمى القلاعية الذي يصيب الماشية، حيث أعلنت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للدولة أن "أكثر من 10 آلاف رأس من الثيران والأبقار والخنازير أصيبت حتى الآن بالمرض والآلاف منها قد نفقت". تشيكو هارلان طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©