السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب··· فرصة الديمقراطيين

22 ابريل 2008 01:20
عندما يتحرك الشباب يتحدد معهم مستقبل الأحزاب السياسية، هذه هي القاعدة الذهبية التي يتعين على الحزب الديمقراطي تذكرها، ففي خضم المعركة الشرسة والممتدة بين ''أوباما'' و''هيلاري'' يشكل الانخراط الحماسي لعدد كبير من الشباب، يقدرون بحوالي 14 بالمائة من ناخبي الحزب الديمقراطي مقارنة مع 9 بالمائة في انتخابات عام ،2004 فرصة لا تعوض بالنسبة للديمقراطيين لإعادة صياغة السياسة الأميركية في السنوات المقبلة، والحقيقة أن الأمر اليوم في ملعب الحزب الديمقراطي بين حسن استغلال الانتخابات الحالية، أو تضييع فرصة رسم ملامح المستقبل السياسي في الولايات المتحدة· فقد أظهرت الدراسات على مدى النصف الأخير من القرن الماضي، أن الميول الانتخابية للناخبين اليافعين، أو من هم في العشرينيات من عمرهم غالباً ما تكون غير واضحة ولم تحدد بعد، وهو النمط الذي يصفه علماء الاجتماع ''بالسنوات الخالية من الانطباعات''، لكن عند تفاعلهم مع أحداث تاريخية مهمة يبدأ جيل الشباب ممن هم في أواخر المراهقة في تطوير آراء سياسية مستقرة ويحددون توجهاتهم الحزبية، والغالب الأعم أن تلك التوجهات التي تكونت في مرحلة الشباب تصاحب الناخبين طيلة حياتهم· بالرجوع إلى التاريخ، نجد أن الانتماءات السياسية للناخبين تبدأ في مرحلة الشباب، وقد لعب الشباب دورا ضروريا في هيمنة الحزب الديمقراطي على السياسة الأميركية حتى الستينيات وبحلول 2006 ظل الجيل القديم الذي صوت في شبابه لصالح ''روزفلت'' ديمقراطياً حتى الرمق الأخير، أما التحول الآخر الذي استفاد منه هذه المرة الحزب الجمهوري فقد حصل خلال الثمانينيات عندما تمكن ''رونالد ريجان'' من جذب شباب تلك المرحلة الذين صوتوا في غالبيتهم لصالح الجمهوريين، وهم الذين أصبحوا لاحقاً القاعدة الأساسية للحزب في الانتخابات التالية وضمنوا سيطرة الحزب الجمهوري على مقاليد السلطة طيلة الربع الأخير من القرن الماضي· لذا فإن مستقبل الولاءات السياسية لمن هم اليوم في عمر 18 و19 سنة -يصل عددهم تقريبا إلى 42 مليون نسمة- ستكون محط صراع بين الحزبين السياسيين، لكن يبدو أن التوجهات العامة لتلك الشريحة العمرية المهمة في الانتخابات التمهيدية الأخيرة باتت واضحة للجميع، فمن بين الانتخابات التمهيدية التي أجريت حتى الآن فاز ''أوباما'' بـ 22 منها فيما يتعلق بأصوات الشباب، وفي 13 ولاية حقق فوزاً بفارق مع منافسته أكثر من 30 نقطة يرجع الفضل فيها إلى أصوات الشباب، وحتى في الولايات التي فازت فيها ''هيلاري'' مثل أوهايو وتكساس تقدم عليها ''أوباما'' في استقطابه لأصوات الشباب بهامش يتراوح بين 19 و29 على التوالي، والحقيقة أنه لو كان للناخبين بين سن 18 و29 اختيار مرشح الحزب الديمقراطي لكان الفائز بلا منازع هو ''باراك أوباما''· لقد أحدث ''أوباما'' تأثيرا على شرائح واسعة من الشباب الذين شاركوا بأعداد كبيرة خلال الانتخابات التمهيدية، وما لذلك من دور في رسم ملامح المشهد السياسي الأميركي في المستقبل، والواقع أن الحزب الديمقراطي يتوفر من خلال ''أوباما'' على فرصة فريدة لإدخال فئات عريضة من الشباب إلى المعترك السياسي، وضمان ولائهم في المستقبل للحزب الديمقراطي، ولضمان توجهاتهم السياسية مستقبلا· لكن في ظل النتائج المتقاربة للانتخابات التمهيدية بين ''أوباما'' و''هيلاري''، واستمرارها على مدى عشر محطات أخرى يبقى الاحتمال قائماً بألا يفوز باراك ويظفر بالترشيح، ومع أن ''هيلاري'' تتمتع بمزايا عديدة وتتوفر على نقاط قوة كثيرة، إلا أن القدرة على استمالة الشباب ليست واحدة منها· وإذا نجحت ''هيلاري'' في نيل ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية سيفقد الحزب الديمقراطي تعاطف الشباب، لا سيما إذا جاء انتصارها رغماً عن فوز ''أوباما'' بالتصويت الشعبي، حينها قد يقرر الناخبون الشباب، تعبيراً عن استيائهم، الانسحاب بشكل كامل من الحياة السياسية والانقلاب على الحزب الديمقراطي، ومن الواضح اليوم أن المرشحين الديمقراطيين لن يستطيعا حسم السباق بالاعتماد على أصوات مندوبي الحزب العاديين، مما يعني تدخل المندوبين الكبار لحسم الخيار، ولذا فعليهم أن يتذكروا جيداً بأن شباب اليوم في حال كسبهم سيشكلون قوة انتخابية مهمة بعد خمسين عاماً من اليوم، أما خسارة هذه القاعدة الانتخابية الكبيرة فسيكون خطأ ستمتد تداعياته لعقود قادمة· جيروم كارابيل أستاذ علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©