الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيث إليسون: رواية «أن تقتل طائراً بريئاً» ما زالت حاضرة

كيث إليسون: رواية «أن تقتل طائراً بريئاً» ما زالت حاضرة
28 مايو 2009 01:17
عبر الفيديو كونفرانس كان اللقاء مع عضو الكونجرس الأميركي المسلم كيث إليسون الذي أجرى بالتعاون بين السفارة الأميركية بالقاهرة ومكتبة الإسكندرية، في إطار فعاليات مبادرة القراءة الكبرى بين مصر والولايات المتحدة، وقد أدارت اللقاء د. سهير وسطاوي، رئيس قطاع المكتبات بالمكتبة، ودارت المناقشة حول رواية «أن تقتل طائراً بريئاً» للكاتبة الأميركية هاربر لي، هذه الرواية التي نشرت لأول مرة عام 1960، وتعتبر من أهم الروايات الأميركية التي حققت أعلى معدل للمبيعات. وقد تمت ترجمتها إلى 40 لغة، وصارت من كلاسيكيات الأدب الأميركي. الرواية تجسد مفهوم العنصرية في الولايات المتحدة في فترة الثلاثينيات، وتروي قصة رجل أسود من ولاية ألاباما اتهم جوراً باغتصاب امرأة بيضاء. في بداية حديثه أكد أليسون تحمسه للمشاركة في مبادرة القراءة الكبرى، وحول الرواية قال إنها تعبر عن الجنوب الأميركي وهو الأكثر تحفظاً، وقد لاقت الرواية وقت صدورها رفضاً اجتماعياً خاصة أن الحقبة التي صدرت فيها كانت العلاقات بين البيض والسود شائكة للغاية، فلم يكن الرجل الملون يجرؤ على النظر لامرأة بيضاء. وأكد أن الكاتبة هاربر لي كتبت الرواية معتمدة فيها على ملاحظاتها الشخصية للمجتمع الأميركي وأخذت على عاتقها التحدث نيابة عن الزنوج في أميركا، وكانت تلك مخاطرة كبيرة منها. وقامت الدكتورة سهير وسطاوي بمداخلة ألمحت فيها إلى أن المكتبيين في العالم يعتبرون روايتها واحدة من أفضل 10 كتب يمكن قراءتها على مستوى العالم. وأشار إليسون إلى أن معظم كبار السن في أميركا ومنهم جدته التي تبلغ من العمر 86 عاماً يعتبرون قصة «أن تقتل طائراً بريئاً» أهم قصة في حياتهم، وأوضح أنهم يرون التغيرات التي طرأت على المجتمع الأميركي والذي أصبح رئيسه باراك أوباما فائقة ولا تصدق مقارنة بما مروا به من معاناة واضطهاد وتفرقة عنصرية، إلا أنه أشار إلى أن الملونين في أميركا ما زالوا يجسدون أعلى معدلات للفقر وتردي الأوضاع المعيشية. وأكد إليسون على أهمية الأعمال الأدبية في التعريف بواقع المجتمعات وتحليل الظواهر الاجتماعية التي تؤثر في مصائر شعوبها، وأعرب عن إعجابه برواية «اللص والكلاب» للأديب العالمي نجيب محفوظ موضحاً أنها تعكس أوضاع المجتمع المصري بدقة وأن قراءتها تروي حياة المصريين وتمكن من معرفتهم بشكل وثيق. وأشار السفير علي ماهر، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن كل روايات نجيب محفوظ تحمل رسالة إنسانية وتعبر عن رفض للفروق الطبقية. وطرحت السفيرة هاجر الإسلامبولي، رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمكتبة، إمكانية تطرق مشروع القراءة الكبرى للروايات المصرية الحديثة والتي تجسد الواقع المصري المعاصر. ورداً على تساؤل حول مسيرته السياسية ووصوله على الكونجرس، قال إليسون إن التغيير دائماً صعب وعشوائي، فهناك أناس متحفظون يرفضون التغيير ويحاولون كبح جماحه، إلا أنه لا يعتقد أن الملونين سيتوقفون عن الترشح للمناصب السياسية. واستدرك «كلنا يعلم أن التعددية قدرنا وأن التنوع أمر حتمي، وإذا كنا على وعي بذلك فإن العالم سيبلي بلاءً حسناً». وأضاف «إن الإسلام في تعاليمه يوضح أن الزواج إكمال لنصف الدين، لماذا؟ لأننا نتعرف على الجنس الآخر ونتعاون معه لإكمال مسيرة الحياة». وحول الصعاب التي واجهت الرئيس الأميركي للترشح للبيت الأبيض، قال: الكثير من الناس حاولوا عرقلته بسبب أصول والده ومصيره، لكنهم لم يفلحوا في ذلك!. وبصفته أول نائب منتخب من أصل أفريقي عن ولاية مينيسوتا، وكذلك يُعدّ أول نائب مسلم في الكونجرس الأميركي، أوضح إليسون أن المجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة يعمل على تعزيز حضوره السياسي لتغيير النظرة النمطية عن الإسلام وعلاقات أميركا الخارجية مع الدول العربية والإسلامية، مضيفاً أن المسلمين كان لهم دور كبير في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. إلا أنه ألمح إلى أن كثيرا من الملونين في أميركا يتخذون ذلك ذريعة للاستسلام لأوضاعهم المعيشية والتعليمية والاجتماعية. وذكر أن كل المجتمعات تنطوي على التنوع والتعدد وبها أقليات وأحزاب، وأوصى بضرورة مواصلة الكفاح من أجل التفاهم بين الحضارات والثقافات، وهو ما يحققه مشروع القراءة الكبرى الذي يصل إلى عامة الأميركيين، مؤكداً أن «الأدب يدفع المجتمع للأفضل». وأشار إليسون إلى أن مشروع القراءة الكبرى مهم ليوضح أن مصر وأميركا متشابهتان إلى حد كبير خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الاجتماعية، معرباً عن قدرة الكتاب على خلق الحوار بين الحضارات. ونوه إلى أن الكتب التي وقع عليها الاختيار ضمن مشروع القراءة الكبرى، هي الكتب التي لعبت دوراً اجتماعياً ولها تأثير كبير على نطاق واسع، وأخذت حظها من الجدل والدراسة والنقد، وتخطت الحدود والزمان وهو ما يسمح لنا بالحديث عن أفكار العالمية وتقديم أشياء نستطيع مشاركتها معاً. يشار إلى أن مبادرة القراءة الكبرى بين مصر والولايات المتحدة هي مبادرة بين صندوق المنح الوطنية للفنون ووزارة الخارجية الأميركية، في شراكة مع معهد خدمات المتاحف والمكتبات وهيئة الفنون للغرب الأوسط الأميركي والسفارة الأميركية بالقاهرة ومكتبة الإسكندرية والجامعة الأميركية والجمعية المصرية للمصادر التعليمية. وقد تم مؤخراً ضم عملين لكاتبين أجنبيين إلى مجموعة «القراءة الكبرى» هما «موت إيفان إلييتش» للأديب الروسي ليو تولستوي و»اللص والكلاب» للأديب المصري نجيب محفوظ. ومن ثم بدأ التفكير في تبادل القراءة بين الأميركيين والشعوب الأخرى، كمبادرة للتعاون الثقافي العالمي. فنشأت فكرة مشروع «القراءة الكبرى: مصر ـ الولايات المتحدة»، والذي يهدف إلى تعريف القارئ المصري بالأدب الأميركي وتعريف القارئ الأميركي بالأدب المصري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©