الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تضارب المصالح» يهدد اتفاقية التبادل الحر عبر الأطلسي

«تضارب المصالح» يهدد اتفاقية التبادل الحر عبر الأطلسي
3 مايو 2016 22:46
واشنطن (أ ف ب) لا تزال «اتفاقية الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار» مجرد أفق بعيد لا يعرف ما إذا كان سيتجسد يوماً، فيما تتزايد الشكوك حيالها من جانبي الأطلسي، بحسب تسريبات ظهرت أمس الأول من كواليس المفاوضات الجارية بشأنها. وكشفت منظمة جرينبيس، أمس، وثائق سرية حول الاتفاقية الأميركية الأوروبية حصلت عليها خلال الدورة الثالثة عشرة من المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في نيويورك، تعزز، براي المنظمات غير الحكومية، المخاوف من أن تؤدي الاتفاقية إلى إزالة القيود المنظمة للتجارة، لمصلحة الشركات الكبرى. وأبرزت هذه الوثائق خلافات لا تزال جوهرية بين الطرفين، مهددة بإضافة تعقيدات جديدة إلى المفاوضات الجارية، والتي لا تزال محاطة بسرية تامة. وسارعت بروكسل وواشنطن، اللتان تخوضان محادثات تجارية شائكة منذ منتصف 2013 حول اتفاق التبادل التجاري الحر هذا، إلى التقليل من أبعاد الوثائق المسربة، مع إبدائهما الأسف لما وصفتاه بأنه «سوء تفاهم» وتفسيرات «خاطئة» مبنية على نصوص تخطاها الزمن. لكن الواقع أن احتمال نجاح المفاوضات في التوصل إلى اتفاقية يتضاءل، على الرغم من عزيمة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يأمل في إنجاز المفاوضات بحلول نهاية السنة. وقال ادوارد آلدن من «مجلس العلاقات الخارجية» للدراسات في واشنطن أن «أكثر ما يدهش في هذه التسريبات ليس مضمونها تحديداً، بل كون الطرفين ما زالا متباعدين جداً في المفاوضات وأن المسائل المحورية تبقى عالقة». وتهدف اتفاقية التبادل التجاري الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى إزالة الحواجز الجمركية والتنظيمية بين الطرفين، غير أن ثمة نقاط خلاف كثيرة بينهما سواء بالنسبة لفتح الأسواق أو لمبدأ الحيطة أو حتى آلية حماية المستثمرين التي تطالب بها واشنطن. وفي ختام الجولة الثالثة عشرة من المحادثات الأسبوع الماضي، أشاد مفاوضو الطرفين كالعادة بحوار «بناء» وبتحقيق تقدم، غير أنه كان من الممكن لمس استياء من الجانب الأوروبي بشأن رفض الولايات المتحدة فتح مناقصاتها العامة أمام المنافسة الخارجية. غير أن الوقت ينفد لتحقيق اختراق، مع اقتراب موعد يناير 2017، حين تنتهي ولاية الرئيس باراك أوباما المدافع بشدة عن الاتفاقية، ويخلفه رئيس ينتخب في نوفمبر المقبل، لن يكون بالضرورة مؤيداً للتبادل التجاري الحر الذي يهول به السياسيون في الولايات المتحدة في خضم الحملة الانتخابية. ولا يبدو الأفق أفضل في أوروبا، وقال أستاذ القانون في جامعة هارفرد والمسؤول السابق في مكتب المندوب التجاري الأميركي مارك وو، لوكالة فرانس برس «إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق في عهد إدارة أوباما، فسيترتب حتما عندها انتظار مختلف الاستحقاقات الانتخابية في أوروبا عام 2017 لإحراز أي تقدم في المستقبل». وتجري انتخابات العام المقبل في القوتين الأوروبيتين الكبريين ألمانيا وفرنسا، حيث الجدل حول اتفاقية الشراكة الأطلسية على أشده، وقد يشعل الحملتين الانتخابيتين. ويبدو أن الشكوك باتت تساور القادة الفرنسيين، ما ينذر بمزيد من العقبات في وجه المفاوضات. وخلال أسبوع واحد شدد كلا رئيس الوزراء مانويل فالس، والرئيس فرنسوا هولاند اللهجة ووعدا بمعارضة اتفاق لا يترافق مع «ضمانات» حول البيئة والزراعة. وأعلن وزير الدولة للتجارة الخارجية ماتياس فريكل، أمس، أن وقف المفاوضات هو اليوم «الخيار الأرجح»، بسبب «ذهنية الولايات المتحدة». وأضاف: «إنني أندد منذ سنة بموقف الولايات المتحدة، نريد معاملة بالمثل. أوروبا تعرض الكثير وتتلقى القليل في المقابل»، مؤكداً أن الاتفاق غير مقبول «إطلاقاً بصيغته» الحالية. كما صعدت برلين اللهجة متوقعة «فشل» المفاوضات، إذا لم تقدم الولايات المتحدة المزيد من التنازلات. ومع احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي سيتم البت فيه خلال استفتاء في 23 يونيو المقبل، يزداد الوضع تعقيدا. وقال آلدن: «إنها مرحلة من الغموض الكبير بالنسبة للسياسات التجارية سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا». وتهدد تسريبات «جرينبيس» من جهة أخرى بدفع المواقف إلى المزيد من التصلب، ولا سيما في المجتمعات المدنية. وقال وو ان «محاولة تسوية التباينات بين الطرفين ستزداد تعقيداً». وعلى غرار نظيرتها الأوروبية، نددت منظمة «سييرا كلاب» البيئية الأميركية باتفاق يسير «في الاتجاه الخاطئ للتاريخ»، فيما رأت منظمة «بابليك سيتيزن» غير الحكومية في التسريبات تأكيدا «للسلطة الهائلة» الممنوحة للشركات المتعددة الجنسية. وليست هذه أول عقبة تواجهها اتفاقية التبادل الحر، وهي عانت في 2014 من التسريبات التي كشفت عن برامج التجسس الواسعة النطاق التي تطبقها وكالة الأمن القومي الأميركية في أوروبا. غير أن العقبة الحالية تبدو أكبر وقد تقود إلى تخفيض طموحات الاتفاقية، ولو أن واشنطن وبروكسل تؤكدان معارضتهما لذلك. وقال الدن: «إن الطرفين سيفضلان بالتأكيد اتفاقية خفيفة على فشل تام». تشكك أوروبي برلين (د ب أ) أعرب رئيس لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي برند لانجه، عن تشككه في إتمام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية المعروفة باسم «الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي». وقال السياسي الألماني البارز أمس، في تصريحات لإذاعة (برلين براندنبورج) الألمانية «أر بي بي»: «على الرغم من أننا نتحدث حاليا منذ ثلاثة أعوام، فإن مواقف الطرفين لا تزال تتعارض». وأشار إلى أنه كان يأمل أن يتم دفع المفاوضات إلى حد ما من خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا لمدينة هانوفر الألمانية، ولكن لم يحدث ذلك. وأوضح لانجه أنه لا يزال هناك سلسلة من القضايا التي لم يتم حلها مثل الاعتراف المتبادل بالمعايير وحقوق العمال والملكية الفكرية، وقال: «لهذا السبب لم يعد ممكنا على الإطلاق التوصل لنتيجة مجدية خلال هذا العام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©