الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اتحاد الكتاب في يوبيله الفضي يناقش دور المؤسسات في تنمية الثقافة المحلية

28 مايو 2009 01:37
أرجع حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات سبب الخلل والتذبذب في الخط البياني الذي يعاني منه الاتحاد منذ فترة طويلة إلى قانون الجمعيات ذات النفع العام، لأنه قانون ــ كما قال الصايغ - «يقيّد أكثر مما يسمح بالعافية والانطلاق، وعندما استبدل بقانون جديد جاء أسوأ من سابقه، ومرت بنوده عبر دورته المستندة سريعا تحت طائلة الهاجس الأمني خصوصاً، وهو هاجس مفتعل يقيناً في هذا السياق». جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الصايغ بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس اتحاد الكتاب، والتي تزامنت مع الندوة التي استضافها الاتحاد مساء أمس الأول بمقره الرئيسي على ضفاف قناة القصباء بالشارقة بمشاركة إبراهيم سعيد الظاهري مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بعجمان، وصالحة غابش المستشارة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ــ رابطة الأديبات ــ وشيخة المهيري مشرفة المراكز الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وذلك لمناقشة دور المؤسسات الثقافية والأهلية في تنمية الثقافة الإماراتية. وعود وأسئلة ففي كلمته التي نثرت الملح على جروح وانتكاسات المرحلة السابقة من عمر الاتحاد أشار الصايغ إلى أن الدولة تحتاج إلى نهضة في مؤسسات المجتمع المدني تضاهي وتماثل النهضة الاقتصادية والتكنولوجية والتعليمية والصحية التي بان تأثيرها في منظومة المكان. وطرح الصايغ عدة أسئلة محفوفة بالحرقة والأمل في ذات الوقت، منها: «كيف نستخلص من تجربتنا في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وفي جمعيات النفع العام ما يساعد على صناعة مستقبل يليق بنا وبطموحاتنا؟ كيف نسهم، كما تنادي الأدبيات الرسمية باعتزاز، في تمكين المواطن، وتمكين المؤسسة الوطنية؟ كيف نقدم شيئاً ولو يسيراً لتأصيل الهوية الوطنية؟ كيف نكتب ونبدع ونحلق؟ كيف تسهم كتاباتنا في تعزيز اتحاد الإمارات العربية المتحدة، وتقوية مؤسساته؟ وأردف الصايغ: «هذه الأسئلة لها أجوبتها المعروفة وفي مقدمها هذا الجواب: العمل على تحقيق أهداف النظام الأساسي لاتحاد الكتاب، وعندما قلنا أن السبب يعود ولو جزئياً إلى قانون الجمعيات، فإن السبب جزئياً أيضاً وربما كلياً يعود لنا نحن، أعضاء اتحاد الكتاب، وأنصاره وتلاميذه، لقد قصر كل منا بقدر، وتعاملنا معه بجدية، عاما بعد عام، ولم نكمل، ولم نهيئ من أنفسنا ومن الظروف الموضوعية المحيطة بنا شروط الاكتمال». ونادى الصايغ في كلمته إلى أن تكون الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب هي السلطة الأعلى بالفعل، كما نادى بعودة الأعضاء القدماء إلى بيتهم، لأنه وكما قال الصايغ: «البيت الذي حملناه على ظهورنا المنحنية من قرن إلى قرن». وفي ختام كلمته المأهولة بالوعود قال الصايغ: «دورنا معاً أن نرتفع بكتابتنا قيمة وشكلاً ومضموناً، وأن نجوّد عملنا أكثر، أن نخلق علاقات جديدة مع مؤسساتنا الثقافية الرسمية، وأن نمد جسورا قوية وواثقة نحو الصحافة والإعلام، نحو عودة المثقف الإماراتي إلى صدر الصفحات الثقافية، ونحو أن يكون الكاتب الإماراتي والعربي هو الـ (vip) في الصفحات الثقافية». وبعد كلمة الصايغ بدأت الندوة التي ناقشت دور المؤسسات الثقافية في تنمية الثقافة في الدولة، بنبذة تعريفية عن المشاركين قدمتها جميلة الرويحي المسؤول الثقافي في اتحاد الكتاب، ثم قدم إبراهيم الظاهري مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بعجمان قراءة حول المشهد الثقافي وأشار إلى أنه مر بثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى التي تمتد من السبعينيات وإلى نهاية الثمانينيات ثم المرحلة الوسطى من نهاية الثمانينيات وإلى نهاية التسعينيات، وأخيرا المرحلة المعاصرة، وقال الظاهري إن المرحلة الأولى اتسمت بالعديد من الإيجابيات التي واكبت نشوء المؤسسات الثقافية الرسمية مثل وزارة الإعلام والثقافة التي لعبت دورا فاعلا على المستويين المحلي والخارجي، وكذلك المراكز والجمعيات الثقافية في إمارات الدولة المختلفة والتي ساهمت في دعم المواسم الثقافية والفرق المسرحية والفنون الشعبية والبرامج التراثية. ونوه الظاهري إلى الملاحق والصفحات الثقافية التي كان لها دور كبير في السابق عندما تبنت العديد من المبدعين والنخب الثقافية، على عكس ما يحدث في الحياة الثقافية الراهنة التي لم تشهد ظهور أصوات جديدة ومتوهجة خلال العشر سنوات الماضية. أما صالحة غابش من رابطة الأديبات فتحدثت عن ضرورة التنسيق بين المؤسسات الثقافية المختلفة في الدولة حتى لا يحدث نوع من الإرباك والتكرار في الأنشطة. ودعت غابش إلى إعلاء المصلحة الثقافية العامة على المصلحة الخاصة، لأن القطاع الثقافي عليه أن يشمل كافة مناطق الدولة دون تحيز للمركز على حساب الهامش، كما دعت إلى خلق حالة مستمرة من التواصل الثقافي بين المؤسسات الاتحادية مثل وزارة الثقافة مثلا وبين المؤسسات الأهلية مثل اتحاد الكتاب. وتطرقت غابش إلى قضية غياب الجمهور عن الأنشطة الثقافية واقترحت أن تذهب المؤسسة إلى هذا الجمهور وأن تتفاعل وتتواصل معه حتى في الحارات والضواحي حتى تتشكل حالة من الحراك والوعي المتبادل بين الطرفين. أما شيخة المهيري رئيس لجنة تطوير المراكز الثقافية بوزارة الثقافة فأشارت إلى أن الوزارة من خلال مراكزها الموزعة على مختلف أرجاء الدولة تسعى إلى إبراز الهوية الوطنية وتنمية المشاريع الثقافية وطرح الرؤى والأفكار والمبادرات الخلاقة لتحريك المناخ الثقافي وترغيب الشباب في العمل الثقافي والإبداع النوعي والفردي كما في مجالات الشعر والقصة والرواية والفنون البصرية والتشكيلية التي لم تعد تملك ذات السحر الذي تملكه التقنيات الرقمية الجديدة. ودعت المهيري في ختام حديثها إلى ضرورة توحيد الجهود الثقافية وتعميم ثقافة القراءة بين الأطفال والناشئة ووضع خيارات إبداعية بديلة للخيار الأوحد المتمثل في إغواءات الفضاء الإلكتروني التي تسرق وهج الإبداع الفردي وتلغي قيمة الوعي الجمالي والثقافي للمكان وللهوية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©