دعت المفوضية الأوروبية الى اجتماع لوزراء التجارة والاقتصاد الأوروبيين اليوم (الجمعة) لمناقشة مستقبل شركة أوبل الألمانية التابعة لجنرال موتورز الأميركية لصناعة السيارات، وذلك بعد أن فشلت محادثات في برلين بين السلطات الألمانية ومسؤولين من الشركة الام جنرال موتورز في التوصل لاتفاق بشأن التمويل الحكومي للإبقاء على عمليات اوبل إذا اضطرت الشركة الأميركية لتقديم طلب لاشهار الافلاس.
وقال متحدث باسم مفوض الصناعة بالاتحاد الاوروبي إن الدعوة وجهت الى وزراء من جميع دول الاتحاد السبع والعشرين لحضور الاجتماع، واضاف المتحدث انه لم توجه دعوة الى مسؤولين من جنرال موتورز للمشاركة في المحادثات التي تستهدف «مواصلة تبادل المعلومات واتاحة التنسيق» بين دول الاتحاد الأوروبي. وقال المتحدث للصحفيين «بالطبع فإن المفوضية تعيد ايضا التذكير بالحاجة الى احترام قواعد الاتحاد الأوروبي»، ووجهت المفوضية الأوروبية نداء هذا الشهر الى حكومات الدول الاعضاء للتقيد بقواعد الدعم الحكومي في الاتحاد وقالت إنه ينبغي لها ان تتفادى اتخاذ خطوات لضمان بقاء مصانع اوبل في أراضيها على حساب الآخرين، وقالت المفوضية إنها على اتصال مع الحكومات لتأكيد التقيد بقواعد الدعم الحكومي. وقال جونتر فيرهويجن مفوض شؤون الصناعة في المفوضية الأوروبية لوكالة الأنباء الألمانية إن الهدف من الاجتماع هو مناقشة مصير المجموعة الأميركية التي سيتخذ بشأنها قرارات حاسمة خلال الأيام المقبلة. من ناحية أخرى أبدى فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني تأييده للدخول في مفاوضات موضوعية مع الجهات التي ترغب في الاستحواذ على شركة أوبل الألمانية المتعثرة. وقال شتاينماير الذي يشغل كذلك منصب نائب المستشارة خلال كلمة ألقاها مساء أمس الأول «يجب أن نضع حداً للاستعراض أمام الرأي العام والدخول في مفاوضات محددة النقاط مع الراغبين في الاستحواذ على أوبل». وأضاف شتاينماير أنه من الضروري أن يعلم الجانب الأميركي مع أي شريك سيبدأ مستقبل أوبل المملوكة لمجموعة جنرال موتورز الأميركية المهددة بالإفلاس. وأضاف شتاينماير أنه على يقين من تنفيذ الضمانات المالية الحكومية للشركة المتعثرة قائلا «حتى في حالة إشهار جنرال موتورز فلن تطفأ الأنوار في أوبل» مطالباً بتجهيز تدابير لأوبل لإدارة مستقبلها بنفسها في تلك الحالة. وحسب عبارات شتاينماير فإن هناك عروضاً جادة خاصة بمستقبل أوبل موصياً بعدم الإساءة لهذه العروض. ومهدت مجموعة جنرال موتورز الأميركية لصناعة السيارات أمس الأول الطريق أمام بيع فرعها الأوروبي كشركة منفصلة بعد موافقتها على نقل كافة أصول الفرع وبراءات الاختراع الخاصة به خالية من الديون إلى شركة أدم أوبل التابعة للمجموعة في ألمانيا، كما وافق مجلس إدارة أدم أوبل على خطة الحكومة الألمانية لوضع الشركة تحت الوصاية انتظاراً لبيعها إلى مالك جديد. وبقي مصير شركة اوبل معلقاً بعد ان انتهت محادثات مكثفة بين الحكومة الألمانية وجنرال موتورز الأميركية دون الوصول إلى قرار. وقال وزراء ألمان للصحفيين بعد مفاوضات استمرت أكثر من 12 ساعة في برلين إن معركة تقديم عروض لشراء أوبل اقتصرت على سباق بين فيات الإيطالية وماجنا الكندية، لكنهم القوا اللوم على جنرال موتورز والخزانة الأميركية في الفشل في التوصل إلى اتفاق حتى على خطة لتصحيح أوضاع أوبل حتى يتم الاتفاق مع إحدى الشركتين اللتين تسعيان لشرائها. وقال وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو جوتنبرج «تقدمنا بطلبات للخزانة الأميركية ونتوقع ردوداً بحلول اليوم (الجمعة) وسنحتاج لهذه الردود من اجل الاتفاق على خطة»، وأضاف «لا نتمتع بعد بالضمانات المطلوبة لنلتزم بتصحيح الأوضاع المالية للشركة». وقد يستغرق اختيار مشتر للشركة وابرام الصفقة بضعة أشهر وهو وقت لا تملكه اوبل او الحكومة الألمانية مع توقعات بأن تشهر جنرال موتورز افلاسها في غضون أيام بعد فشل اقتراح بمبادلة سندات. ومن اجل إصلاح أوضاع أوبل المالية جمعت الحكومة الألمانية مساعدات قدرها 1.5 مليار يورو (2.1 مليار دولار)، لكنها ربطت هذه المساعدات بموافقة جنرال موتورز والحكومة الأميركية على خطة لحماية براءات الاختراع الخاصة بأوبل وتكنولوجيتها من دائني جنرال موتورز. وقال وزير المالية بير شتاينبروك إنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق غدا الجمعة لانقاذ أوبل. لكنه تحدث عن «مفاجآت وإحباطات» من جانب المفاوضين الأميركيين قائلا إن جنرال موتورز أعلنت انها تحتاج 300 مليون يورو كسيولة إضافية في الأجل القصير. وقال رولاند كوش رئيس وزراء ولاية هيس مقر أوبل «اعتقد أنه بإمكاننا أن نقول بوضوح إن جزءاً كبيراً من مشكلات اليوم جاءت من ارقام جديدة أوردتها جنرال موتورز وموقف تفاوضي غير مشجع من جانب الاميركيين والخزانة الأميركية». وقال جوتنبرج إن الافلاس يظل خياراً مطروحاً لأوبل إذا رفض المفاوضون الأميركيون الاصلاح. وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قد دعت لهذا الاجتماع للاتفاق على خطة لضمان بقاء أوبل لحين استكمال المفاوضات مع طالبي الشراء
عدد اليوم
