الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في زيمبابوي··· إعادة فرز الأصوات تشعل أزمة

في زيمبابوي··· إعادة فرز الأصوات تشعل أزمة
23 ابريل 2008 00:20
بينما شرعت اللجنة الانتخابية في زيمبابوي -التي انتقى أعضاءَها الرئيسُ ''روبرت موجابي'' بنفسه- في إعادة فرز الأصوات في 23 دائرة انتخابية، تقول منظمات حقوق الإنسان إن ميليشياته تقوم بإنشاء ''مخيمات تعذيب'' لضرب أنصار المعارضة، هذا في وقت فر فيه زعيم المعارضة ''مورجان تسفانجيراي'' من البلد خوفا على حياته، وأعلنت حكومة ''موجابي'' الأحد الماضي عن تأخر في عملية إعادة فرز جزئية لانتخابات التاسع والعشرين من مارس المتنازع بشأنها، وهو ما زاد من مخاوف المعارضة من احتمال قيام ''حزب زانو'' الحاكم بالتلاعب بالأصوات المعاد فرزها من أجل قلب نتائج الانتخابات البرلمانية، التي أظهرت فقدان ''حزب زانو'' للأغلبية أمام ''حركة التغيير الديمقراطي'' لأول مرة· في نيروبي، دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة ''كوفي أنان'' -الذي جاء إلى العاصمة الكينية قصد المشاركة في الاحتفال- بنجاح اتفاق السلام في كينيا والذي تشكلت بموجبه حكومة ائتلافية في البلاد، الزعماءَ الأفارقة لحل الأزمة الزيمبابوية· وقال ''أنان'' للصحافيين: ''ثمة اهتمام دولي مهم بخصوص مسألة زيمبابوي، ولكن السؤال الذي يُطرح هو: أين هم الأفارقة؟ وأين هم زعماؤهم وبلدان المنطقة، ماذا يفعلون؟ إنه وضع خطير، إنها أزمة خطيرة تتعدى تأثيراتها زيمبابوي''· ومع بدء حملة الحكومة ضد المعارضة، تعرف الأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات تصعيدا حادا، حيث يقول زعماء ''حركة التغيير الديمقراطي'' إنهم لن يقبلوا نتائج إعادة الفرز، وإنهم يرفضون الدعوات إلى إجراء جولة الإعادة مع ''موجابي''، ومن جهتها، تقول منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' في تقرير جديد لها إن الميليشيات الموالية للحكومة -ومنها المئات ممن يسمون ''المحاربين القدامى''- تعتقل وتضرب أي شخص يشتبه في أنه دعم ''حركة التغيير الديمقراطي''· وبينما تفقد جهود الوساطة ''الهادئة'' التي يقوم بها الرئيس الجنوب أفريقي ''تابو مبيكي'' مصداقيتها، دعا أمين عام الأمم المتحدة ''بان كي مون'' إلى اجتماعٍ للزعماء الأفارقة في ''غانا'' الأسبوع المقبل لمناقشة موضوع زيمبابوي· ينظر العديد من الأفارقة إلى هذه التحركات باعتبارها الخطوة الأولى في اتجاه عملية وساطة على غرار ما جرى في كينيا، بزعامة ''أنان''، ويقول ''كريس مارولينج'' -الخبير في شؤون زيمبابوي بمعهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا- في هذا السياق: ''تُظهر هذه التطورات أن زيمبابوي ربما تحصل على زخم كاف ومقاربة أفريقية قارية تجاه زيمبابوي''، مضيفا: ''ولكنني أعتقد أن أي فاعل سيجد أنه من الصعب إشراك زيمبابوي، وشخصيا، أشك في أن ''موجابي'' سيتيح المجال لتدخل ''أنان''، ذلك أنه سيسعى إلى تشويه سمعته ويصفه بأنه وكيل امبريالي جديد للغرب''· وبينما تعرضت ''مجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية'' للانتقادات لأنها تدعم ''الدبلوماسية الهادئة'' لـ''مبيكي''، يقول ''مارولينج'' فإن لهذه المنظمة الإقليمية فرصة أفضل مقارنة بالاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة لإشراك ''موجابي'' في الحوار، وأضاف قائلا: ''أعتقد أن المجموعة تتوفر على أفضل الفرص هنا، أما إذا تركت الأمور تتدهور أكثر، فإن التاريخ سيحاسبها بقسوة''· الأسبوع الماضي، رأت المحكمة العليا في زيمبابوي أن اللجنة الانتخابية تستطيع البدء في إعادة فرز جزئي للأصوات في 23 من أصل 210 دوائر انتخابية حيث يزعم أنصار ''موجابي'' أن اللجنة الانتخابية ارتكبت أخطاء في فرز الأصوات، والحال أن معظم هذه الدوائر الانتخابية التي ستشملها عمليات إعادة الفرز هي دوائر خسر فيها ''حزب زانو'' أمام ''حركة التغيير الديمقراطي''، وذلك حسب عملية فرز الأصوات الأولية التي نُشرت في استطلاعات الرأي بعد التاسع والعشرين من مارس· وعلاوة على ذلك، قال ''نيلســـون تشاميسا'' -المتحدث باسم ''حركة التغيير الديمقراطي''- إن حزب المعارضة اكتشف أن بعض صناديق الاقتراع فُتحت، وأن الختم الذي كان عليها كسر، وهو ما يعني أنـــه جرى التلاعــــب والعبث بها حين كانت بين أيدي اللجنـــة الانتخابية، كما تقول ''حركــــة التغيير الديمقراطي'' أيضا إن مراقبيها طُردوا من مراكز فرز الأصوات على يد الجنود وأفراد الميليشيات الموالية لـ''موجابي''، مما ترك إعادة الفرز في أيدي اللجنة الانتخابية ومسؤولي الحزب الحاكم فقط· في هذه الأثناء، يحذر نشطاء حقوق الإنسان من أن الموجة الحالية للعنف الذي يستهدف المعارضة قد لا تكون سوى في بداياتها، فقد غادرت سفينة صينية محملة بالأسلحة ميناء ''دوربان'' في جنوب أفريقيا، متجهةً في ما يبدو نحو أنغولا من أجل تفريغ حمولتها لتُنقل بعد ذلك إلى زيمبابوي، إذ رفضت ''نقابة النقل والعمال المتحالفين'' القوية في جنوب أفريقيا تفريغ شحنة السفينة، خوفا من أن تُستعمل الأسلحة ضد أعضاء المعارضة والمنشقين في زيمبابوي، هذا وقتل العنف السياسي حتى الآن 10 من أنصار المعارضة منذ الانتخابات، وذلك حسب ''حركة التغيير الديمقراطي'' ومنظمة ''هيومان رايتس ووتش''، هذا في حين يقدر عدد الزيمبابويين الذين نزحوا عن ديارهم بنحو 3000 شخص، بينما أضرمت النيران في أكثر من 200 منزل من منازل أنصار المعارضة في وقت يتجذر فيه العنف السياسي، ويقول ''إيلدريد ماسونونجـــور'' -أستاذ العلوم السياسية في جامعة زيمبابوي-: ''إنها قنبلة موقوتة لأن الناس غير سعداء ويكتمون غضبهم''، مضيفا ''إن موجابي يقلل من شأن سلطة الشعب ولا يقدرها حق قدرها''· سكوت بالدوف- هراري ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©