الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القهوة العربية على رائحتها وقرقعة فناجينها يحل الوئام

القهوة العربية على رائحتها وقرقعة فناجينها يحل الوئام
28 مايو 2009 23:44
يا محلى الفنجان مع سيحة البال في مجلس ما فيه نفس ثقيله هذا ولد عم وهذا ولــد خـــــال وهـــذا رفــيق ما لقينا مثيله كثيرا ما تسمع بيتي الشعر لـ«راكان بن حثلين»، الذي يعكس مدى الشعور بانتعاش المزاج بتناول القهوة وسط الأهل من القبيلة والأصدقاء يرددها البعض... وكم من رقاب فكت، وكم من الأحاديث والأمور الصعاب نوقشت على رائحة القهوة، وصوت قرقعة فناجينها! عادة ما يدل مشهد الرجال الجالسين على الأرض، يرشفون من فناجين القهوة العربية، على أحد مظاهر الضيافة والكرم، وعلى جدية الموقف بالوقت ذاته، حتى بات للقهوة العربية دور مهم في الحياة الاجتماعية، وطوال العقود الماضية امتد هذا الدور واتسع تأثيره، ليشمل إضافة إلى سكان البادية، سكان المدن والحواضر من مختلف منابتهم وأصولهم. وتحرص الكثير من الأسر على أن تكون القهوة العربية من أساسيات الضيافة، فهي أول مشروب ساخن يتناوله الضيف بمجرد زيارته للمنزل، وما زالت تعتبر من المشروبات المكلفة، فقيمتها معنوية، لذلك يعتبر غيابها من المنزل مظهراً من مظاهر البخل، وعدم الترحيب بالضيف. عادات وتقاليد تقدم القهوة العربية، في المجالس ، بفناجين صغيرة، فمها أكبر من قاعدتها، وبلا مقابض، تمسك بإبهام وسبابة اليد اليمنى، فيما يقدمها المضيف، أو من ينوب عنه، عبر دلة تمسك باليد اليسرى، ويمسك الفنجان باليمنى، ويجمع العرب في الخليج على العادات والتقاليد ذاتها في إعداد القهوة وتقديمها للضيوف، وبنفس البروتوكولات، وتكاد تكون هي ما تبقى لسكان المنطقة من شيء يجمعون على أدائه في إطار العادات. مهارات لتقديم القهوة العربية مهارات، كما يؤكد كبار السن، منها أن تُحدِثَ صوتاً خفيفاً نتيجة ملامسة الفنجان للدلّة. ويُقصَد بهذه الحركة تنبيه الضّيف إذا كان سارحاً أو غارقاً في الحديث، وهي تقدم في الأفراح وفي الأحزان على حد سواء، لكن في العزاء يطلب أحياناً من مقدم القهوة ألا يصدر صوتاً ولو خفيفاً، كما أنّ مِن مهارة شرب القهوة أن يهزّ الشّارب الفنجان يميناً وشمالاً حتّى تبرد القهوة، ويتمّ ارتشافها بسرعة. بروتوكولات من بروتوكولات ضيافة القهوة، أن يبدأ تقديمها من الجهة اليمنى، والأخذ بعين الاعتبار أنَّه في حال وجود أحد كبار السن، أو شخصية ذات صفة اعتبارية، يجب البدء منها ثمَّ الى اليمين، ومنها أيضاً أن يسكبها المضيف وهو واقف، ويقدمها بيده اليمنى، ولا يجلس حتى ينتهي جميع الحاضرين من شربها، وكذلك عند انتهاء الضيف من شرب قهوته، يقدم يده للمضيف، فإن هز يده يميناً وشمالاً، فإن ذلك يعني أنه لا يريد المزيد، وإن قدم يده ساكنة، عرف المضيف أنَّ الضيف يريد المزيد من القهوة. تاريخ وجغرافية القهوة شجرة البن تنمو طبيعياً في المناخ الاستوائي الذي يكون حاراً رطباً في موسم النمو، وحاراً جافاً في موسم القطاف، ويوجد منها اليوم الكثير من الأنواع، بدأت القهوة كمكسرات تُؤكل في إثيوبيا، وقد ذكرت الموسوعة العربية العالمية ما يشير إلى أنَّ القهوة لم تعرف عند العرب في الجاهلية، ولا في صدر الإسلام، ولا في العصر الأموي، لأنَّها لم تدخل جزيرة العرب إلا في القرن السابع الهجري، الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، عرفها أهل اليمن، فمكة، ومنها إلى القاهرة وإسطنبول، فالعالم أجمع، ومع أنَّ قهوة البن لم تكن معروفة عند العرب قبل القرن السابع الهجري إلا أنَّ كلمة (قهوة) كانت موجودة في اللسان العربي، كاسم من أسماء الخمر. قال العالم اللغوي الفيروز أبادي في معجم مختار الصحاح (1/231) ق هـ ي القهوة الخمر قيل سميت بذلك لأنها تقهي أي تذهب بشهوة الطعام. أسطورة للقهوة شجرة وثمر تاريخها طويل. فتقول الأسطورة أنَّه في زمن بعيد لاحظ راعي ماعز حبشي، اسمه كلدي، أنهَ ماشيته تصبح أكثر نشاطاً وحيوية عندما تأكل من نوع معين من الأشجار البرية. فنقل ملاحظته هذه إلى أقرانه، وبنوع خاص الذين كانوا يشكون من عدم قدرتهم على السهر ليلاً. فكان ذلك الاكتشاف الأول لثمار شجرة البن. اليمنيون أولاً البن كان ينبت برياً في الحبشة واليمن. وكان اليمنيون أول من عمل على تحميص بذور البن وسحقها، وسجل في القرن الرابع عشر في اليمن أول استعمال غير طبي للبن، وبدأت زراعته على نطاق واسع منذ ذلك الوقت انتشر شراب القهوة في مطلع القرن السادس عشر في الحجاز ومصر وبلاد الشام. ومن المرجح انه انتقل على أيدي الحجاج. ومن الشام انتقل شراب القهوة الى اسطنبول، عندما افتتح سوريان أول مقهى «كهفي خانة» قدمت فيه القهوة. ومن اسطنبول انتشرت القهوة في أوروبا الشرقية، ومنها إلى كل أنحاء القارة الأوروبية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©