فهد جابر يجمع مفاهيم التشكيل في 35 لوحة بأبوظبي

افتتح معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي المعرض التشكيلي الأول للفنان فهد جابر الذي اقيم تحت عنوان ''خطوات بين التعبيرية والحداثة'' والذي استضافته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بحضور عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة وعدد من الشخصيات الاجتماعية والإعلاميين والصحفيين ويستمر المعرض حتى 30 من الشهر الجاري· وعبر معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، عن شكره وتقديره لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، على اهتمامها بالفنان الإماراتي ونشر الثقافة البصرية في المجتمع· ووصف معاليه المعرض بأنه محصلة تجربة فنان إماراتي، يسعى الى التعبير عن القضايا الإنسانية بأسلوب جمالي· كما عبر معاليه عن أهمية النشاطات الثقافية التي تشهدها الإمارات بشكل عام، وأبوظبي بشكل خاص، والتي تبشر بنهضة ثقافية شاملة، تعزز وعي الإنسان بالقضايا الجوهرية، وتجعله مشاركاً فعالاً في الحوار الحضاري الذي يدور بين الثقافات في عالمنا المعاصر، مؤكداً على أهمية دور الفنان والمثقف في صياغة هذا الوعي· احتوى معرض فهد جابر على 35 عملاً تشكيلياً جمع مفاهيم تشكيلية ورؤى مختلفة تراوحت بين التعبيرية والطروحات الحديثة المعبرة عن أفكاره الذاتية والاجتماعية والفكرية بطرق مختلفة تستدعي التوقف والتأمل الدقيقين، وقد أثارت الأعمال رغبة الحضور في تقصي المفاهيم والرؤى التي تشكلت بالألوان والخطوط والملامح المرمزة في اللوحات التي تراوحت احجامها بين 120 *120سم و30*60سم· من ''عودة الغائب'' و''الانتظار'' و''العانس'' و''داخل المدينة'' و''رجال ونساء'' 3 لوحات و''تكوين'' 8 لوحات و''عائلة'' و''حكاية عربية'' و''زيارة'' و''شخصان'' و''بعد العاصفة'' و''فارس وحصان'' و''طائر البجع'' و''نداء الطاووس'' و''عزلة'' و''شخص في حياتي'' و''طائر الموتى'' و''امل'' و''نظرة خجل'' و''شخص مسن'' و''فرح'' و''ثلاثة وجوه'' و''اواخر العمر'' يبصر المتلقي قصصا وحكايات وراء الخطوط والملامح التعبيرية المشكلة· وعن السبب الذي جعل مفتتح المعرض يبتدئ بلوحة يغلب عليها الازرق الغامق والسواد في قتامة واضحة قال الجابر لـ''الاتحاد'': لقد رسمت هذه اللوحة وهي ''عودة الغائب'' في ظل حالة نفسية أملت عليّ أن اتبع فيها لونا واسلوبا يماثلان الظرف الذي مررت به وكل لوحة اعتبرها حالة خاصة تعبر عن ذاتي وهذا هو القاسم المشترك بيني وبين اعمالي، اذ أجد ذاتي داخل لوحاتي وموضوعاتها في حالاتها الهادئة والعميقة بالتفكير والتأمل· وإجابة عن سؤال يتعلق بأسباب تركه الفن الواقعي قال جابر: بالفعل مارست الفن الواقعي إلا انني لم أجد نفسي فيه بكل وضوحها ولذا تركت هذا الاتجاه الى عوالم اكثر رحابة، وفي هذا العالم الذي ليس جديدا كل الجدة على اتجاهي منذ البدء أجد انه يعبر عن افكاري بكل وضوح· وعن عناوين لوحاته المثيرة للتساؤل لما فيها من روح قصصية قال فهد جابر: عندما ابتدئ في مشروع لوحة لا أحدد أي موضوع سأتناوله بل ان الموضوع يتخلق تلقائيا اذ هو ينشأ معي فلا أجد نفسي في النهاية الا وأنا قد طرقت هذا الموضوع بل ووضعت له عنوانا يكشف كل خصائص التعبيرات في اللوحة لونا وخطوطا وسمات ورؤى وقصدية· وعن اتجاهه التجريدي يقول: التجريد يحتمل أكثر من لوحة في الموضوع الواحد، ومن المصادفة انني عندما انتهي من عملي يظهر الاسم واضحا وبسيطاً· وعن مدة انجاز هذا المعرض يضيف: عملت على هذا المعرض منذ عام 2000 وحتى الآن فهو كما ترون حصيلة عمل 8 سنوات، وعن أقدم لوحة اشتغل عليها يقول: انها لوحة زيارة حيث انجزتها عام 2001 وربما لوحة ''انتظار'' ايضا·· وعن لوحة مهمة لديه اثارت اهتمام الجمهور والفنانين التشكيليين الذين حضروا المعرض وهي لوحة ''الفارس والحصان'' والتي تميزت ببريقها وبمعناها الكامن الموحي يقول الفنان: قصة الفارس والحصان تمثل لدي ايضا مرحلة، اذ تجد المرحلة الخضراء فيها تختلف عن حركة اللوحة السفلية وهي مرحلة اخرى، وعليه يصبح الفنان محكوما اثناء تنفيذ عمل ما بروحه الحية التي تعيش عوالم مختلفة كلها تنهض داخل العمل·