الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القذافي يعلن «الزحف المقدس» ويتوعد المحتجين بالإعدام

القذافي يعلن «الزحف المقدس» ويتوعد المحتجين بالإعدام
23 فبراير 2011 00:32
اتخذت تطورات الوضع في ليبيا منحى سوداوياً أمس مع إعلان الزعيم الليبي معمر القذافي «الزحف المقدس» لمطاردة المحتجين الذين وصفهم بـ«العصابات والجرذان والمرتزقة»، مشدداً على أنه أعطى أوامره للجيش للقضاء على «المتمردين» وتطهير ليبيا منهم بيتاً بيتاً وشبراً شبراً في حال عدم استسلامهم. في وقت واصل سلاح الجو الليبي قصف المحتجين في أجزاء من طرابلس وبنغازي بينما تحدث مصدر في المحكمة الجنائية الدولية عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 5 آلاف قتيل وجريح بينهم 800 قتيل في العاصمة، وإعلان مصادر أخرى للمعارضة عن تناثر الجثث في الشوارع ضاحية جنزور، واحصاء أكثر من 560 قتيلا و1400 مفقود منذ بدء الاحتجاجات. من جهتها، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان أمس، أن حملة القمع أوقعت 62 قتيلاً على الأقل في طرابلس يومي الأحد والاثنين، في حين قال البروفيسور فؤاد عودة رئيس جاليات العالم العربي في إيطاليا «كوماي» نقلاً عن مصادر داخل ليبيا إن نحو ألف شخص سقطوا قتلى نتيجة غارات القصف التي شنتها قوات الأمن الليبية ضد المتظاهرين، وأن التيار الكهربائي قطع عن المستشفيات إضافة إلى عدم توافر الدواء. وقد دعا القذافي في كلمة ألقاها من أمام منزله بباب العزيزية في طرابلس أنصاره إلى تطهير ليبيا إذا لم تتوقف “حركة التمرد”، متوعداً المحتجين “سنعلن الزحف المقدس وسنوجه نداء إلى الملايين من الصحراء إلى الصحراء، وسنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا بيتاً بيتاً وشبراً شبراً ودارا داراً وزنقة زنقة ما لم يغادروا الشوارع ويقوموا بتسليم الأسلحة وإطلاق الأسرى والقبض على المشاغبين وإعادة الحياة الطبيعية في الموانئ والمطارات”. وقال إنه أعطى أوامره إلى “الضباط الأحرار” للقضاء على “الجرذان” (في إشارة إلى المتمردين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية) فوراً. وأضاف “لست رئيساً لأتنحى وإنما قائد للثورة إلى الأبد أرفع من المناصب ومقاتل يقود العالم..أموت شهيداً كما أجدادي ولن اترك الأرض الليبية وسأقاتل حتى آخر قطرة دم”. وأضاف القذافي مخاطباً الليبيين بعصبية “اخرجوا من بيوتكم إلى الشوارع غداً(اليوم)، انتم يا من تحبون القذافي، معمر المجد والعزة واقضوا على الجرذان..لم نستخدم القوة بعد، وإذا تطورت الأمور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي”، متوعداً المحتجين ومن يقوم بأعمال مخلة بالأمن بالإعدام. ودعا القذافي إلى تشكيل لجان الأمن الشعبي في المدن لحفظ الأمن، واعتبر أنها ستكون “لجان الدفاع عن الثورة وعن كل مكتسبات الثورة في كل المدن”. وأضاف “انتم ملايين أمسكوهم في الشوارع وأعيدوا السلطة الشعبية وأعيدوا الأمن الى البلاد”. وهدد القذافي المتمردين برد شبيه بقصف الجيش الروسي للبرلمان في موسكو أثناء وجود النواب بداخله خلال الفترة الانتقالية بين تفكك الاتحاد السوفيتي ونشوء دولة روسيا مطلع التسعينات، وبسحق الصين لحركة تيانمين في بكين أواخر الثمانينات والقصف الأميركي للفلوجة في العراق. وقال “رئيس روسيا احضر الدبابات ودك مبنى مجلس النواب والأعضاء كانوا موجودين بداخله حتى طلعوا مثل الجرذان، والغرب لم يعترض بل قال له أنت تعمل عملاً قانونياً”. وأضاف “ان الطلاب في بكين اعتصموا لأيام قرب لافتة كوكا كولا، ثم اتت الدبابات وسحقتهم”. وتابع “أميركا مسحت الفلوجة بالطيران مسحاً بذريعة مقاومة الإرهاب، وبالتالي لا يمكنها الاحتجاج على ما يجري لدينا لأنهم فعلوا ذلك العراق”. وذهب القذافي للقول “لو كنت رئيساً لكنت قدمت استقالتي لكن عندي بندقيتي وسأقاتل حتى آخر قطرة من دمي”، مؤكداً أنه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون (في إشارة إلى الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي)، مضيفاً “سأموت شهيداً في أرض الأجداد”. وتابع “أنا ليس لدي أي سلطة اليوم..السلطة تركناها للشعب منذ العام 1977” (في إشارة إلى تشكيل اللجان الشعبية)..أنا لست رئيساً ورجلاً عادياً حتى يتم قتلى بالسم..أنا مجد لا تفرط فيه ليبيا أو الشعب الليبي”. ودعا الشعب إلى تشكيل شعبيات وبلديات جديدة في جميع المدن والبلدات الليبية. وقال “إن الشعبيات الجديدة ستشكل بلديات للإدارة المحلية أتوقع أن يكون عددها من 50 إلى 150 بلدية”. وكال القذافي النعوت على المحتجين واصفاً اياهم بـ”الجرذان وشذاذ الافاق ومدمني مخدرات”، كما اتهم أجهزة عربية شقيقة بالوقوف وراء الاضطرابات واصفاً إياها بـ”أجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن”. وقال “بارك الله فيكم أيها الاخوة في قطر..هل هذه هي الأخوة، لمصلحة من، ومن أنتم؟”، معتبراً “أن صورة ليبيا أمام العالم جرى تشويهها”. ودعا الشعب لصياغة دستور وقانون جديد يحظى بقبول عام، وقال إنه لا يمانع في إعادة توزيع الثروة الليبية من جديد، وفوض اللجان الشعبية للسيطرة على مسألة إعادة توزيع حصص النفط بالتساوي بين الليبيين. كما دعا لتشكيل لجان للدفاع عن المكتسبات الثورية والقيم الاجتماعية والآداب. ولوح الزعيم الليبي بخطر تنظيم “القاعدة” بقوله “مدينة درنة (شرق) يحكمها اتباع بن لادن وان عدم عودة الهدوء إلى البلاد سيعني أن الوحدة الليبية ستكون معرضة للخطر أو لقوى معادية للحرية والديمقراطية تشوه الإسلام مثل القاعدة بالذات”. كما وصف المحتجين بأنهم “عملاء أميركا وعملاء بن لادن وعملاء الزرقاوي”، وحذر من أن الحركة الاحتجاجية الجارية ستؤدي إلى حرب اهلية”. وأضاف “الليلة يبدأ الزحف من داخل المدن لإنقاذ أطفالنا لأنه لا يمكن لعاقل أن يسمح بأن تتمزق بلاده وأن تصبح في قبضة مجانين لا يمثلون الشعب ولا واحد على المليون ويريدون تحويل ليبيا إلى دولة إسلامية أشبه بأفغانستان جديدة”، وختم قائلا “لقد دقت ساعة الزحف والعمل والانتصار، ولا رجوع..إلى الأمام، الأمام، إلى الأمام..ثورة، ثورة، ثورة”. وكانت وزارة الدفاع الليبية اتهمت من وصفتهم بـ “المجرمين” بإشعال الانتفاضة. في وقت أعلنت المنطقة الشرقية في طبرق انشقاقها عن النظام. وقال موقع “ليبيا اليوم” الإخباري الإلكتروني المعارض إن مسلحين يمنعون المواطنين من مغادرة ضاحية جنزور. وذكر شاهد أن شوارع طرابلس بدت أمس خالية إلى حد بعيد بما في ذلك طريق عمر المختار أحد الطرق الرئيسية فيها، كما أغلقت المتاجر أبوابها. وجاب مؤيدو الزعيم الليبي معمر القذافي شوارع طرابلس وهم يطلقون نفير سياراتهم ويحملون صور القذافي. وكان القذافي ظهر في سيارة فجر أمس، وألقى كلمة مقتضبة نقلها التلفزيون الليبي أكد فيها أنه في ليبيا وليس في فنزويلا. وأكد سكان من طرابلس الليلة قبل الماضية، أن “مجزرة” وقعت في حيي فشلوم وتاجوراء بالمدينة حيث تم إطلاق النار عشوائياً على السكان مما أدى إلى وقوع قتلى من بينهم نساء. وقال أحد سكان حي تاجوراء إن “ما حدث اليوم في تاجوراء هو مجرزة”. وأكد أن “مسلحين يطلقون النار عشوائياً. وهناك نساء بين القتلى”، مضيفاً أن مكبرات الصوت في المساجد تطلق نداءات استغاثة. وذكر طالب ليبي شاهد أصدقاءه يقتلون في الاحتجاجات بمدينة البيضاء، أن مرتزقة من أفريقيا قتلوا العشرات بناء على أوامر الزعيم الليبي. وقال شهود أمس إن القذافي استخدم الدبابات وطائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية لمواجهة الانتفاضة المتصاعدة بينما. وأكد جنود متمردون أن شرق ليبيا صار خارجا عن سيطرة القذافي. ونفى التلفزيون الرسمي الليبي أمس، المعلومات التي تفيد عن وقوع “مجازر” ضد المتظاهرين في ليبيا، واصفاً إياها بـ”الأكاذيب والشائعات”، مخاطباً الليبيين بأن المعلومات عن وقوع “مجازر في العديد من المدن الليبية والقرى والحواري” هي “جزء من الحرب النفسية وأكاذيب وشائعات”. وبدوره، أقر سيف الإسلام القذافي بأن الجيش قصف مخازن للذخيرة قريبة من الأحياء السكنية، كما نقل عنه التلفزيون الليبي. ولكنه نفى معلومات عن قيام الجيش بقصف مدينتي طرابلس وبنغازي، وفق التلفزيون. وأفاد الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان الليلة قبل الماضية، أن المتظاهرين هاجموا باب العزيزية مقر إقامة القذافي الليل الاثنين وأن المتظاهرين باتوا يسيطرون على عدة مدن بينها بنغازي التي انسحب منها الجيش. وذكر مصدر من سلطات الطيران في مالطا أن سلاح الجو الليبي شن أمس، عمليات قصف جديدة على مدينة بنغازي. وفي وقت لاحق مساء أمس، قال مسؤول مالطي إن هناك زورقاً في طريقه إلى الجزيرة ويعتقد أنه يحمل جنوداً يعتزمون إعلان الهروب من الخدمة في قوات الأمن التابعة للزعيم القذافي، وذلك بعد نحو 24 ساعة من فرار طيارين ليبيين اثنين إلى مالطا وهبوطهما بطائرتين نفاثتين على أراضي الجزيرة المتوسطية. ?
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©