روما (أ ف ب)
بدت ساحة «بياتزا دي سبانيا» الشهيرة وكأنها أرض معركة بعد المواجهة بين مشجعي فيينورد الهولندي وشرطة العاصمة الإيطالية قبيل لقاء فريقهم مع مضيفه روما مساء أمس الأول في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» في كرة القدم. وقام مئات المشجعين الهولنديين برمي الشرطة بقنابل الدخان وغيرها من المقذوفات في ساحة «بياتزا دي سبانيا»، ورد رجال الشرطة بحزم وأخرجوهم من الساحة، ثم رافقوا الجمهور الضيف إلى الحافلات المتجهة للملعب الأولمبي الذي يحتضن لقاء فريقهم مع روما في ذهاب الدور الثاني من المسابقة القارية.
وأعرب عمدة روما إينيازيو مارينو عبر حسابه على موقع تويتر عن غضبه لما شهدته روما أمس الأول، واصفا مدينته بـ«المدمرة والجريحة»، مشيراً إلى أنه اتصل بالسفير الهولندي في إيطاليا.
وقال متحدث باسم الشرطة الإيطالية: «إن 22 من مشجعي فيينورد اعتقلوا في روما قبل مواجهة في الدوري الأوروبي لكرة القدم بين الفريق الهولندي ونادي العاصمة الإيطالية». وأضاف «إن مشجعين مخمورين أحدثوا تلفيات في بعض المباني، ورشقوا شرطة مكافحة الشغب بالزجاجات، وتواصلت أعمال الشغب في إحدى ساحات وسط العاصمة أمس الأول. واشتبك مئات من مشجعي الفريق الهولندي مع قوات مكافحة الشغب قبل المباراة».
وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع، وتصدت للمشجعين الذين ألقوا الكثير من الزجاجات الفارغة في نافورة بالمكان. وقال ليفيو ريتشيارديلي المسؤول في حكومة العاصمة الإيطالية: «إنه سيتعين على فيينورد تقديم اعتذار رسمي»، مضيفاً: «إن إصلاح النافورة سيكون مكلفاً». وأضاف «على فيينورد تحمل تكاليف التلفيات التي أحدثها مشجعوه». وقالت مصادر قضائية: «إنه تم بالفعل توجيه اتهامات إلى ثمانية ،من بين الـ 22 الذين تم اعتقالهم، تتعلق معظمها بمقاومة السلطات». وأضافت المصادر: «إن الثمانية الذين تم توجيه اتهامات إليهم سيعاقبون بالحبس لستة أشهر أو بغرامة مالية قيمتها 45 ألف يورو».
وفي شأن آخر، أعلنت رابطة كرة القدم للمحترفين في فرنسا «إل أف بي» عن رغبتها باللجوء إلى القضاء المدني بعد الحادثة العنصرية التي حصلت الثلاثاء وكان «أبطالها» بعض مشجعي نادي تشيلسي الإنجليزي، وذلك بحسب ما أعلن رئيسها فريديريك تيرييه أمس الأول.
«لا يمكن التسامح مع ما حصل»، هذا ما كتبه تيرييه في بيان بعد أن منع بعض مشجعي تشيلسي رجلاً أسود البشرة من ركوب قطار الأنفاق قبيل لقاء فريقهم مع مضيفه باريس سان جيرمان في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ونشر موقع صحيفة «ذي جارديان» البريطانية مقطع فيديو التقطه أحد الموجودين في المكان يظهر مجموعة من مشجعي تشيلسي، وهم يمنعون هذا الشاب من دخول المقصورة التي يوجد داخلها في قطار الأنفاق، وكانوا يغنون «نحن عنصريون وهذا يعجبنا».
وتحدث رئيس رابطة الدوري الفرنسي عن هذه الحادثة، قائلاً: «يجب على كرة القدم أن تكافح يومياً ضد العنصرية، إنها أولوية وباسم هذه الأولوية تعتزم رابطة كرة القدم للمحترفين (تضم دوري الدرجة الأولى والثانية في فرنسا)، وعلى الرغم من أنها ليست مسؤولة عن تنظيم المباراة (من شأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم)، أن تلجأ إلى القضاء المدني، نرحب باستجابة السلطات الإنجليزية ونادي تشيلسي والوقوف إلى جانبنا في هذه المعركة»، وذلك في إشارة إلى سرعة تشيلسي في التأكيد على أنه يدعم أي إجراءات جنائية بحق المتورطين.
وفتح الادعاء العام في باريس تحقيقاً في هذه القضية، بعدما تقدم الضحية المزعومة بشكوى، فيما اتخذ تشيلسي قراراً بحرمان ثلاثة من المشجعين المتورطين في هذه الحادثة من دخول الملعب بانتظار المزيد من التحقيقات. وقال النادي اللندني في بيان: «قرر نادي تشيلسي منع ثلاثة أشخاص من دخول ستامفورد بريدج كنتيجة للتحقيقات المتعلقة بحادثة قطار باريس مساء الثلاثاء» التي انتهت بتعادل الفريقين 1-1. ويواجه المشجعون المتورطون احتمال منعهم من حضور مباريات تشيلسي لمدى الحياة.
وكان ضحية حادث عنصري تورط فيه مشجعو نادي تشيلسي في مترو باريس قد قال لصحيفة «لو باريزيان» الفرنسية إنه لم يعرف أن الواقعة صُورت ونُشرت على نطاق واسع، وإنه سيتقدم الآن بشكوى رسمية للشرطة، وقال الضحية الذي عرفته الصحيفة باسم سليمان (33 عاماً) «كنت أريد أن أستقل المترو فدفعوني بقوة، لا أتحدث كلمة واحدة بالإنجليزية.. لكن كان واضحاً لي أنهم استهدفوني للون بشرتي». وبدأ مكتب مدعي باريس تحقيقاً للوصول إلى المتورطين في الواقعة التي أظهرت دفع مشجعين لرجل أسود خارج العربة وهم يهتفون «نحن عنصريون.. نحن عنصريون ونحب التعامل بهذه الطريقة».
وصور الواقعة بالفيديو راكب آخر في محطة المترو قبل مباراة نادي تشيلسي الذي يتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء، وقال سليمان للصحيفة: «إنه بعد الواقعة التي دامت ست أو سبع دقائق ركبت المترو التالي وعدت إلى المنزل من دون أن أبوح بشيء لأحد ولا حتى زوجتي وأطفالي، ماذا كنت سأقول لأطفالي؟ دفعوا أباكم خارج المترو لأنه أسود؟». وقالت الشرطة الفرنسية إنها لم تعتقل أحداً فيما يتصل بالمباراة. وأوضح سليمان أنه معتاد على العنصرية لكن هذه أول مرة يقع مثل هذا الحادث العنصري في مترو باريس.
ونشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية على موقعها على الإنترنت مقطع الفيديو الذي أظهر الرجل الأسود وهو يحاول الدخول إلى عربة المترو، بينما تحاول مجموعة من المشجعين إبعاده بشكل متكرر. ودان الواقعة كل من سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والاتحاد الأوروبي للكرة. وقال كريس رامسي، مدرب كوينز بارك رينجرز المدرب الأسود الوحيد في الدوري الممتاز الانجليزي: «إنه يجب ألا يُلام نادي تشيلسي على سلوك جمهوره».
عدد اليوم
