الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبي تبتكر «الشبكة القابلة للذوبان» لعلاج انسداد شرايين القلب الدقيقة

دبي تبتكر «الشبكة القابلة للذوبان» لعلاج انسداد شرايين القلب الدقيقة
21 فبراير 2013 00:16
سامي عبدالرؤوف (دبي) - ابتكرت هيئة الصحة بدبي طريقة حديثة ومتطورة لعلاج تفرعات الشرايين في القلب باستخدام الشبكة القابلة للذوبان، لتكون بذلك أول مؤسسة صحية على مستوى العالم تطبق هذه التقنية، بحسب الدكتور طالب خير الله مجول، استشاري ورئيس قسم قسطرة الشرايين بمستشفى دبي ومبتكر هذه الطريقة العلاجية. وبدأ قسم قسطرة الشرايين بمستشفى دبي، بتطبيق “طريقة دبي” منذ شهر سبتمبر الماضي على أكثر من 20 مريضا من مختلف الأعمار من داخل وخارج الدولة، وقد تكللت جميع هذه الحالات بالنجاح التام. واعتبر مجول، أن التقنية الجديدة، قفزة نوعية في الأسلوب العلاجي للمرضى ممن يعانون من انسداد الشرايين الدقيقة للقلب، والتي لا يمكن علاجها جراحيا. وقال إن “ هذا الإنجاز يأتي بعد اقل من عام على تطبيق الهيئة الصحة بدبي لتقنية معالجة انسداد الشرايين التاجية التي أطلق عليها اسم “الثورة الرابعة” في معالجة أمراض القلب والتي أصبحت معها هيئة الصحة بدبي أول جهة طبية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تقدم هذه المعالجة الجديدة لأمراض القلب”. وأشار إلى أن هذا النوع من هذه العمليات يعد من العمليات المعقدة والتي تحتاج إلى خبرة ودراية كافية ولا يمكن علاجها جراحيا. وقال مجول، إن “النجاحات التي حققتها هيئة الصحة بدبي في هذا المجال أثارت انتباه العالم الذي بدأ يتجه لدبي للاستفادة من خبراتها في هذا النوع من المعالجات المتخصصة لشرايين القلب الدقيقة”. وأشار إلى أن الهيئة شاركت في المؤتمر العالمي للجمعية العلمية الفرنسية الذي حضره اكثر من 3000 طبيب ومختص لاستعراض “طريقة دبي” لعلاج شرايين القلب الدقيقة بعد تلقي الهيئة دعوة رسمية من الجمعية بهذا الخصوص حيث كانت هيئة الصحة بدبي هي الجهة الوحيدة المشاركة من غير المتكلمين بالفرنسية نظرا لأهمية الطريقة العلاجية التي تتبناه دبي في هذا المجال. وأوضح أن الهيئة تلقت دعوات أخرى للمشاركة في مؤتمرات عالمية في روما خلال شهر مارس المقبل وفي بلجيكا وأميركا خلال شهر أبريل المقبل، كما سيتم خلال شهر مايو المقبل بث عمليات مباشرة لهذا النوع من العلاجات إلى اكبر تجمع طبي عالمي لأمراض القسطرة القلبية في فرنسا، ومن المتوقع أن يحضره اكثر من 15 ألف طبيب ومتخصص بأمراض القلب من مختلف دول العالم. وذكر الدكتور مجول، أن دعوة هيئة الصحة بدبي لعرض تجربتها في هذا النوع من المعالجات المتخصصة خلال الجلسات العلمية لأحد اكبر المؤتمرات العالمية لتعليم نخبه من أطباء القلب في العالم يعد بمثابة شهادة اعتراف دولية بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه دبي كما يؤكد على قدرة وكفاءة الكوادر الطبية العاملة في الهيئة. وأوضح مجول، أن الثورة الرابعة في معالجة انسداد الشريان التاجي والتي بدأت هيئة الصحة بدبي بتطبيقها منذ بداية العام الماضي تم خلالها معالجة اكثر من 150 مريض 25% منهم من خارج الدولة تم خلال هذه العمليات استخدام اكثر من 270 دعامة قابلة للذوبان، وهو أكبر رقم عالمي يتم في مركز واحد، وهو الأمر الذي يؤكد على الخبرة الكبيرة التي أصبحت تتمتع بها هيئة الصحة بدبي في هذا النوع من المعالجات المتخصصة. وقال الدكتور مجول معالجة انسداد الشريان التاجي التي سميت بالثورة الرابعة تقوم على غرس دعامة قابلة للامتصاص الحيوي داخل الشريان المتأثر لإبقائه مفتوحاً وبالتالي ضمان سريان الدم والأكسجين إلى القلب، وهذه الطريقة مشابهة لطريقة تستخدم حالياً ويتم فيها وضع دعامة معدنية ‘stent’ داخل الشريان المريض، ولكن هناك اختلاف جوهري وهو أن الدعامة المعدنية تظل دائمة داخل الوعاء الدموي، بينما الدعامة القابلة للامتصاص تذوب خلال عامين متحولة إلى غاز وماء دون أضرار لتترك الشريان مفتوحاً دون أثر للدعامة، وهو الأمر الذي يمكن الشريان من التمدد بحيث يسمح للدم بالانسياب، مقارنة بالدعامة المعدنية الدائمة التي تظل داخل الشريان معيقة لحركته. وأوضح مجول أن إطلاق اسم “الثورة الرابعة” على تقنية الدعامة القابلة للامتصاص جاء لكونها تعتبر معالجة متطورة لمرض الشريان التاجي، وأحدث ابتكار شهد تقدماً مستمراً ابتداءً من “الثورة الأولى” التي كانت قسطرة القلب ويستخدم فيها بالون لتوسيع الشريان المتأثر، ثم جاءت “ الثورة الثانية”، والتي كان يستخدم فيها دعامة معدنية دائمة لإزالة انسداد الشريان التاجي، وتلتها “الثورة الثالثة” التي تضمنت إدخال أدوية في الدعامة المعدنية بحيث يتم إطلاقها تدريجياً بمرور الوقت. وأوضح الدكتور مجول أن تطبيق هذه التقنية مفيدة بشكل خاص للمرضى الأصغر سناً، ولهذه الطريقة أهمية خاصة في الإمارات العربية المتحدة التي يبدأ الناس فيها في المعاناة من أمراض القلب عند عمر 45 سنة في المتوسط، أي في عمر أقل بحوالي 10 إلى 15 سنة مقارنة بأوروبا.” بدوره عبر المهندس عيسى الميدور مدير عام هيئة الصحة عن سعادته بهذا الإنجاز الذي تحقق وفق الرؤى الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله وحرصه المستمر على ترسيخ منهج التميز الإبداع في مختلف مواقع العمل. وأكد أن الدعم والرعاية التي يوليها سموه للقطاع الطبي في الإمارة كانت هي الدافع الرئيسي والمحرك الأساسي لأطباء الهيئة لابتكار مثل هذه الطريقة التي أطلقنا عليها اسم “طريقة دبي” لربطها بمدينة دبي التي اعتادت الصدارة في مختلف المجالات ومنها المجال الطبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©