الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البرقع» يحتفظ بعبق الموروث الإماراتي ويزيّن البراويز و «التي شيرتات»

«البرقع» يحتفظ بعبق الموروث الإماراتي ويزيّن البراويز و «التي شيرتات»
1 مارس 2014 01:20
هناء الحمادي (أبوظبي) - بلونه الذهبي الزيتي، يشع البرقع الإماراتي بسحر الماضي وعبق التراث الأصيل، الذي توارثته فتيات الإمارات عن الجدات، باعتباره من ملابس المرأة الإماراتية وزينتها، حيث كان لزاماً على الفتاة أن تغطي به وجهها بمجرد أن يُعقد قرانها «الملجة»، وكان بذلك علامة مميزة للتفريق بين الفتاة والمرأة. وقد كان العرف عند البعض أن تلبس الفتاة البرقع عند بلوغها سن الثانية عشرة، أما المرأة فكانت ترتدي البرقع منذ استيقاظها من النوم فجراً وحتى موعد نومها ليلاً، بل إن بعضهن لم يكن يخلعنه حتى عندما يخلدن للنوم. لكون البرقع أحد أهم تفاصيل حياة المرأة الإماراتية وعنصراً مهماً من زيها الشعبي. وفي أنامل هيام أنيس حسن، تخصص ماجستير علوم الأغذية، يكمن سر الحفاظ على «البرقع الإماراتي» من الاندثار والاحتفاظ به كنوع من التراث القديم، فحبها لمنظر البرقع عندما ترتديه «حماتها» واحتفاظها به رغم التطور هو ما دفعها للتفكير في كيفية المحافظة على البرقع، كما أن تساؤلات الكثير من السياح الأجانب عن أصل البرقع وكيفية صناعته جعلتها تستثمر في الاحتفاظ بالبراقع في «براويز خاصة». بالعودة إلى نشأة الفكرة، فقد تواردت لدى هيام العديد من الأفكار، فدخلت مجال صناعة العطور والأكسسوارات، لكن حبها للتراث القديم وخاصة فيما يتعلق بالملمح التراثي «البراقع» الذي لم نعد نراه إلا في المهرجانات أو المناسبات، جعلها تحتفظ به بطريقة ذكية من خلال وضعه في براويز بأحجام وأشكال، يمكن أن تقدم كهدية للأهل والأصدقاء أو تزين جدران مجلس المنزل. تقول هيام: «يبقى البرقع من الموروث التراثي القديم الذي كانت كبيرات السن يتفنن في صناعته بأيديهن بأشكال وألوان وأنواع عديدة، وهو يعتبر مفردة تراثية قديمة كانت مرتبطة بزينة وملابس المرأة وشديدة الالتصاق بزيها الشعبي، وهو نوع من القماش السميك يشبه «الورق»، ذهبي اللون يميل إلى السواد مع مرور الزمن وكثرة الاستعمال، تغطي به المرأة أهم معالم وجهها عندما يعقد قرانها، أو كما يقال في اللهجة الإماراتية المحلية «الملجة»، ويثبت البرقع على الوجه بوساطة خيوط حمراء مجدلة وتسمى خيوط «الشبج»، وفي المناسبات والأعراس تستخدم المرأة خيوطاً فضية أو ذهبية بدلاً من خيوط الشبج». تجديد وتطوير الهواية، دفع هيام إلى وضع لمساتها الخاصة على البرقع، وذلك من خلال توفير مجموعة من البراقع بأحجام مختلفة، منها الصغير والكبير، بحيث يكون مختلفاً عن البراقع الأخرى، فقد وضعت به «حبات الكريستال»، وتقول عن ذلك: «حبي للتميز والبحث عن شيء مختلف عن الآخرين، جعلني أضع بعض اللمسات التجميلية على البرقع، مثل حبات الكريستال التي وزعت على طول البرقع، وتحمل لوناً واحداً حتى يعطي شكل البرقع جمالاً وأناقة في نفس الوقت، أيضاً وردت في بالي فكرة أخرى وهي طبع البرقع على «تي شيرت»، بألوان مختلفة، مما جعل الكثير من الفتيات يقبلن على شراء مجموعة من هذه «التي شيرتات» بأحجام وألوان مختلفة. وعن مشاركات هيام في المعارض، تلفت إلى أن لديها رخصة تجارية حاصلة عليها من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهذه الرخصة فتحت لها المجال للمشاركة في الكثير من المعارض المحلية التي تقام، مثل مهرجان قصر الحصن للعام الثاني على التوالي، ومعرض «حديقة البازار» في دبي، وقد ساعدتها تلك المشاركات على تعريف الجمهور والسياح بهذا الموروث القديم، والذي ما زالت بعض النسوة من كبيرات السن يحتفظن به. وتضيف: «من خلال مشاركتي في المعرض أجد السياح هم الأكثر إقبالاً على البراقع، حيث يقومون بشراء مجموعة كبيرة من البراويز التي تزينها البراقع الصغيرة، إما للاحتفاظ بها كزينة منزلية أو تقديمها هدايا تذكارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©