أبوظبي (وام)- اطلع وفد من مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر برئاسة أحمد حميد المزروعي رئيس المجلس خلال زيارة ميدانية لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، على الاستعدادات الجارية لافتتاح مخيم الإمارات للاجئين في منطقة مريجيب الفهود شرق مدينة الزرقاء الأردنية.
وتفقد الوفد الأوضاع الإنسانية للاجئين والبرامج والخدمات التي يقدمها الفريق الإغاثي الإماراتي لتخفيف معاناتهم وتحسين ظروف الحياة داخل المخيمات.
وزار المستشفى الإماراتي الأردني الميداني وتعرف على برامجه الطبية وخدماته الصحية التي يقدمها للاجئين في المخيمات، حيث يستقبل المستشفى ما بين 650 و700 مريض يومياً ويوفر لهم الرعاية الصحية اللازمة.
والتقى وفد مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر مع سعادة الدكتور عبدالله ناصر العامري سفير الدولة في عمان، واستعرض معه آخر المستجدات الإنسانية على الساحة الأردنية والإجراءات الجاري اتخاذها لافتتاح مخيم الإمارات أمام اللاجئين الذين تزداد معاناتهم، خاصة في مجال الإيواء والرعاية بالإضافلة إلى تعزيز البرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية في ظل تداعيات الأوضاع الإنسانية المتفاقمة للاجئين.
وقام وفد مجلس إدارة الهلال الذي ضم في عضويته عبدالله عقيدة المهيري نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة وخديم عبدالله الدرعي وعمران مطر تريم وأحمد عتيق المزروعي أعضاء مجلس الإدارة، يرافقهم ماجد سلطان رئيس الفريق الإغاثي الإماراتي في الأردن ومحمد الزواهرة مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن واندرو هاربر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وعدد من ممثلي المنظمات والهيئات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين بزيارة مرافق المخيم وأشادوا بالجهود التي بذلت ليرى المخيم النور ويصبح جاهزا لاستقبال اللاجئين في القريب العاجل.
ووقف وفد الهيئة من خلال زيارته لموقع المخيم الإماراتي في منطقة مريجيب الفهود على بعد 22 كيلومترا شرقي المنطقة الحرة بمدينة الزرقاء، على جاهزية المخيم لاستقبال الأشقاء من اللاجئين السوريين وذلك قبل الموعد الرسمي لافتتاحه.
حرصت دولة الإمارات على إنجاز المخيم ضمن مواصفات عالمية راعت الاحتياجات الضرورية للاجئين، من خدمات صحية وتعليمية وثقافية ورياضية إلى جانب خدمات الكهرباء والمياه والبنية التحتية. كما اطلع وفد مجلس إدارة الهلال على الجهود التي تضطلع بها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة لتحسين حياة اللاجئين، من خلال إيجاد المأوى والمسكن المناسب وتوفير الخدمات الأساسية للاجئين، وذلك في ظل تزايد أعدادهم في الفترة الأخيرة نتيجة لتصاعد وتيرة الأحداث داخل سوريا.
ويتوقع المسؤولون الأردنيون أن تصل أعداد اللاجئين السوريين في الأردن إلى نحو مليون لاجئ حتى نهاية العام الحالي، ما يستوجب إيجاد دعم مستمر وتعاون منتظم مع مختلف الهيئات والمنظمات العالمية والدولية.
ورحب محمد الزواهرة مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن بالوفد الإماراتي وأثنى على رسالة دولة الإمارات الإنسانية، وموقفها وتعاملها الفعال مع قضايا اللاجئين السوريين ودعمهم وتقديم العون لهم. واستذكر بصمات الخير الإنسانية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤكداً أن دولة الإمارات قيادة وشعبا لها بصمات واضحة في أعمال الخير والبر والأعمال الإنسانية انطلاقاً من مواقفها الأصيلة والداعمة للشعوب الأخرى.
وأثنى الزواهرة على البرامج الإماراتية الإنسانية الموجهة للأشقاء السوريين مؤكداً تميزها وشمولها كافة الجوانب الإيوائية والصحية والإغاثية والغذائية.
من جانبه، أكد السفير الدكتور عبدالله ناصر العامري أن المخيم الإماراتي الأردني لإيواء اللاجئين السوريين في منطقة مريجيب الفهود، يعتبر مكملا للمخيمات الأردنية القائمة حاليا ومساندا لها. منوها بضرورة الوقوف مع الأردن ومساندته في استقبال اللاجئين السوريين نتيجة اللجوء الكثيف يوميا وبأعداد كبيرة. وأضاف أن المشروع الذي تم إعداده وتجهيزه بأيد أردنية ممول من دولة الإمارات، وسيتم الإشراف عليه من خلال الهيئة بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين في الأردن وعدد من الهيئات والمنظمات الدولية.
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر أحمد حميد المزروعي إن الهيئة تعمل بالتعاون مع الجهات الأردنية المختصة والهيئات الأخرى لاستكمال الخدمات الداعمة للمخيم الذي سيستقبل حوالي خمسة آلاف لاجئ قريبا. موضحا أن المشروع يعتبر المرحلة الأولى ضمن مراحل لاحقة سيتم تنفيذها لاستقبال أعداد أكبر من اللاجئين السوريين الأكثر حاجة للرعاية من الأطفال والنساء وكبار السن والعائلات، والاهتمام بهم من النواحي المعيشية والصحية والتعليمية والتثقيفية وغيرها.
وأشاد المزروعي بالتعاون والتنسيق وتكاتف الجهود بين الجانبين الإماراتي والأردني لتعزيز قدرات المخيم في تقديم أفضل الخدمات للاجئين من خلال توفير الإمكانات، وفقاً لمعايير الجودة العالمية مؤكداً أن هيئة الهلال الأحمر ستعمل كل ما في وسعها لتوفير الخدمات الضرورية للاجئين السوريين الذين ستتم استضافتهم داخل المخيم.
مساحة المخيم
تبلغ مساحة المخيم الكلية 13 ألفاً و500 دونم أي ما يعادل 13 مليونا و500 متر مربع وأقيمت المرحلة الأولى على مساحة 250 ألف متر مربع، تستوعب خمسة آلاف و500 لاجئ ويضم المخيم 770 كرفانا ومستودعات ومطابخ ومدرستين للذكور والإناث، ومسجدا ومكاتب إدارية وأسواقا مفتوحة ومغلقة ووحدات صحية ومحطة لمعالجة المياه بطاقة تشغيلية تبلغ 500 متر مكعب يوميا، وخزانات للمياه بسعة 600 متر مكعب وسخانات شمسية ونظام ري متطورا وصالات جلوس عائلية وملاعب رياضية.
عدد اليوم
