الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاج عباس.. آخر خديو لمصر والسودان

الحاج عباس.. آخر خديو لمصر والسودان
28 فبراير 2014 23:00
القاهرة (الاتحاد) - الخديوي عباس حلمي الثاني، هو الحفيد الأشهر للخديو إسماعيل.. ولد بالإسكندرية في يوليو عام 1874 م وتوفي منفياً في جنيف 19 ديسمبر 1944 م وقد حكم مصر كآخر خديو لمصر والسودان فيما بين عامي 1892 و1914 م، وانتهزت سلطات الاحتلال البريطاني فرصة سفره إلى تركيا في بداية نشوب الحرب العالمية الأولى لتقوم بعزله وتولية عمه السلطان حسين كامل عرش مصر. عانى عباس حلمي الأمرين من البريطانيين بسبب مساعيه لإنهاء الاحتلال البريطاني لمصر من جهة ولعودة مصر لحظيرة الخلافة العثمانية من جهة أخرى ودخل عباس حلمي الثاني عدة معارك مع اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني أُجبر في أغلبها على قبول رغبات بريطانيا وخاصة تعيين رؤساء الوزارات وتمويل إعادة فتح السودان ومحاكمة الفلاحين، الذين اشتبكوا مع ضباط بريطانيين في دنشواي عام 1906م. حب الشعب وأحرز الخديوي عباس عدة نجاحات مهمة، في مقدمتها اكتساب حب الشعب بعدما حج إلى بيت الله الحرام في رحلة شهيرة ألف عنها البتانوني كتاباً خاصاً، ولذا صار يطلق عليه الحاج عباس حلمي، كما عرف عنه دعمه لمصطفى كامل والحركة الوطنية المناوئة للاحتلال البريطاني، حتى أنه شارك بنفسه في إنشاء وترأس أول جمعية سياسية سرية في البلاد، وهي الحزب الوطني وكان اسمه الحركي فيها الشيخ. ومما يحمد لعباس حلمي سعيه لتحديث الدولة المصرية، ولعله في ذلك كان متأثراً بسيرة جده الخديوي إسماعيل ورغبة دفينة في محو عار سياسات والده توفيق الذي عرف عنه تعاونه مع بريطانيا ضد ثورة أحمد عرابي. فقد أعاد عباس حلمي النشاط لحركة إنشاء المدارس الحديثة وشجع إنشاء الجامعة المصرية التي عرفت لاحقاً بجامعة «فؤاد الأول» ثم جامعة «القاهرة»، كما قام بضم الجمعية العمومية مع مجلس الشورى في هيئة واحدة تسمى الجمعية التشريعية وعين لرئاستها في 22 يناير 1914 سعد زغلول. حركة وطنية ورعى الخديوي عباس أيضاً حركة إنشاء النقابات العمالية، وعرف عنه رعايته التامة للأدب والفنون، ويكفي للدلالة على ذلك عنايته بأمير الشعراء أحمد شوقي وأيضا بالموسيقى الأشهر في عهده الشيخ يوسف المنيلاوي والمطرب عبدالحي أفندي حلمي. ولما كانت سياسة الخديوي مصدر قلق للاحتلال البريطاني خاصة مع اشتعال الروح الوطنية ووقوع عدة حوادث اشتباك بين الوطنيين وقوات الاحتلال في الإسكندرية ودنشواي، فقد انتهزت سلطات الاحتلال فرصة نشوب الحرب العالمية الأولى والخديوي في زيارة خارجية، وقامت بعزله وإعلان مصر سلطنة مستقلة يحكمها عمه السلطان حسين كامل. وحاول عباس حلمي العودة لمصر بعد هزيمة تركيا وانهيار السلطنة العثمانية، ولكن طلبه قوبل بالرفض مما اضطره للدخول في تسوية مالية حصل بمقتضاها على 30000 ألف جنيه كتعويض من الحكومة المصرية ليقضي بقية سنوات عمره السبعين، منفياً في سويسرا، حيث كتب مذكراته التي نشرت بعنوان «عهدي». ومما له مغزاه أن الشعب المصري كان يهتف باسمه في فترة بين الحربين متوعداً البريطانيين بالشعار الشهير «الله حي.. عباس جاي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©