السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

5,99% من المسنين المواطنين يعيشون بين أسرهم

5,99% من المسنين المواطنين يعيشون بين أسرهم
23 ابريل 2008 02:19
افتتح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة المعرض المصاحب للمؤتمر · وتشارك في المعرض أعداد كبيرة من المؤسسات والقطاعات لعرض تجاربها في مجال الاهتمام بكبار السن ورعايتهم، والتعريف بدورها في هذا المجال· ومن هذه المؤسسات وزارة الصحة ومدينة خليفة الطبية والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة وجامعة الإمارات وجامعة زايد وكليات التقنية وجامعة أبوظبي وجامعة السوربون ''فرع أبوظبي'' والخدمات الطبية بالقوات المسلحة ومستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عجمان· وكرم سموه في حفل افتتاح المؤتمر الرعاة والمساهمين فيه يرافقه معالي علي سالم الكعبي مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية الأمين العام للمؤتمر· وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن مؤسسة التنمية الأسرية وتجربتها الرائدة في استضافتها للأحداث والمؤتمرات الكبيرة التي تهتم بالأسرة وجميع فئات المجتمع· وأكد الكعبي أن انعقاده فرصة طيبة لإبراز الوجه الحضاري للإمارات في التعامل الإنساني الكريم مع فئة كبار السن في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد· وقال الكعبي في كلمة المؤسسة في الافتتاح إن هذا الاهتمام ''يتجلى بوضوح في القرارات والقوانين التي تمتد جذورها إلى عهد مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ نص الدستور صراحة على رعاية وحماية المسنين''· وأضاف أن '' تنظيم المؤتمر، الذي يحظى برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس الاتحاد النسائي العام رئيسة منظمة المرأة العربية، يكرس نهج الرعاية والدعم اللامحدود الذي توليه الدولة في أعلى مستوياتها لقضايا المسنين''· وأوضح أن ''الدراسات أكدت أن 5,99% من فئة كبار السن المواطنين في الدولة يعيشون بين أسرهم ويلقون كل رعاية واهتمام، وأن حوالي 5,0% منهم ترعاهم الدولة من خلال دور لرعاية المسنين· ومن الملاحظ أن غالبية المقيمين في دور الرعاية يحتاجون إلى خدمات تمريضية غير متوفرة لدى العائلة''· وكشف الدراسات أيضاً، وفق الكعبي، أن الدولة وفرت كل أنواع الخدمات العلاجية والتمريضية والاجتماعية والنفسية من خلال 17 مركزاً وداراً لرعاية المسنين منتشرة في مختلف أرجاء الدولة ومنها 5 دور متخصصة لرعاية المسنين و12 مركزا ترفيهيا ومستشفى تقدم خدماتها لعشرات المسنين المقيمين بصورة دائمة فيها، إضافة إلى تقديم خدمات الرعاية للمسنين المقيمين بين أسرهم· وأوضح أنه ''عندما قررنا التصدي لطرح هذه القضية في مؤتمر عالمي فإننا في مؤسسة التنمية الأسرية، بتوجيهات ومتابعة كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ''أم الإمارات'' التي تولي هذا الملف عناية خاصة ودعما لا محدودا، كنا حريصين على مواكبة القضايا التي تمس حياة الأسرة وتنعكس على أمن وسلامة المجتمع''· وقال معالي علي سالم الكعبي ''واجهتنا العديد من الأسئلة والاستفسارات أثناء التحضير والإعداد للمؤتمر، لكن السؤال الأبرز والمكرر كان: ما هو الهدف من وراء تصدي مؤسسة التنمية الأسرية لمؤتمر بهذا الحجم لمناقشة قضية الشيخوخة؟ ولماذا ؟ وهو الأمر الذي دفعني لأن تكون الإجابة أمام حضراتكم حتى تصبح وثيقة يسجلها التاريخ''· وأضاف ''إن أهدافنا عديدة؛ فاختيارنا عنوان وموضوع المؤتمر لم يأت من فراغ، بل تم بدقة وعناية فائقين، إذ ينسجم مع دور مؤسسة التنمية الأسرية التي تعنى بكل أفراد الأسرة وفق التوجيهات الصادرة بقرار تأسيسها من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في 10 مايو ،2006 وخلال أقل من عامين، ها هي المؤسسة تثبت جدارتها في التصدي لكل القضايا بأسلوب علمي يناسب العصر''· مسنون: المؤتمر يتوج جهود الدولة في رعايتنا صبحي بحيري، رأس الخيمة - ''ما تقدمه الدولة لكبار السن من رعاية يفوق الوصف، وإذا كانت تستضيف اليوم مؤتمرا عالميا عن الشيخوخة، فإنها قدمت البرهان على مدى اهتمامها بهذه الفئة من خلال الدور المنتشرة فى كل إمارات الدولة والتي يحظى المقيم فيها بكل أشكال الرعاية''· هكذا لخص عبدالله علي الذي تجاوز الـ 65 عاما مشاعره ومشاعر زملائه نزلاء دار المسنين في منطقة شعم الواقعة أقصى شمال رأس الخيمة· واعتبر عدد من النزلاء أن انعقاد المؤتمر يمثل تتويجاً لجهود الدولة في رعاية المسنين وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، بينما أصرت قريبة لأحد المقيمين في الدار على أن تجعل من بدء أعمال المؤتمر مناسبة لزيارته ومن معه من النزلاء· وداخل الدار الملحقة بمستشفى شعم يعيش 18 رجلاً و15 سيدة تتراوح أعمارهم بين الـ 60 عاما والـ 95 عاما ويحظون برعاية اجتماعية ونفسية وطبية تمتد على مدار الساعة يقدمها 22 موظفا وموظفة· وتشرف على الدار منذ سنوات الفتاة المواطنة عائشة بشر التي تحفظ عن ظهر قلب تفاصيل حياة كل حالة وتاريخها المرضى ومواعيد الزيارة الخاصة بها وتربطها بالجميع حالة من الود الذي يعبر عن إنسان هذا الوطن· ويقضى نزلاء الدار يومهم في تبادل الأحاديث واجترار الذكريات الجميلة التي عاشوها فى سنوات شبابهم· وما بين تبادل الذكريات وانتظار زيارات الأهل والأقارب تمر الأيام دون أن يعيرها هؤلاء كثيراً من الاهتمام· يقول عبدالله علي أو ''بوعلي'' الذي يعيش في الدار على فترات متقطعة منذ 19 عاما''· ''أعيش في الدار بصفة خلال شهور الخريف فقط، إذ أعانى من نوع من الحساسية يستلزم وجودي قريبا من المستشفى، وعندما تتحسن حالتي أعود إلى البيت''· ويؤكد'' أبنائي علي وراشد وسعيد يزوروننى بصفة مستمرة لأنهم جميعا يعملون في أبوظبي ولا يعودون إلا نهاية الأسبوع''· دخل علي بن أحمد ''95 عاما'' الدار قبل أكثر من 10 سنوات، وبفضل روح الدعابة التي يمتلكها أصبح صديقا لكل الممرضين والعاملين في الدار، إلى جانب أنه يقرض الشعر ويحفظ القرآن الكريم ويتحدث الإنجليزية· يقول ''عملت في صغري مع الإنجليز قبل أن أتوجه إلى البحر للعمل على مركب غوص حيث مارست مهنة ''الفلاج''، وهو الشخص المكلف باستخراج اللؤلؤ من المحار بعد صيده ثم عملت في مهنة ''النهاب''، إذ كنت ألقي الأهازيج والأغنيات لبث الحماس في نفوس كل من يعملون على المركب''· ويضيف بن أحمد ''عشت حياة بسيطة مع زوجتي قبل أن ترحل دون أن يرزقنا الله بالأولاد، وهنا وجدت من كل العاملين في الدار كل رعاية وأعتبرهم أبنائي· والرعاية التي أحصل عليها هنا متكاملة ومجانية''· ويشير إلى أنه علم قبل أيام أن الدولة تستضيف مؤتمرا عالميا حول الشيخوخة، مؤكداً ''أن كبار السن فى الإمارات يعيشون حياة كريمة سواء داخل منازلهم مع أسرهم أو في الدور الموجودة في كل أنحاء الدولة''· وفي الدار أيضا قابلنا فاطمة بن عبد الله حضروم، وهي ليست نزيلة لكنها كانت في زيارة لشقيقها المريض والمقيم في الدار منذ سنوات· تقول ''جئت لزيارة شقيقي عندما علمت أن الدولة ترعى مؤتمرا عالميا حول الشيخوخة ووجدت أن من واجبي زيارة كل المسنين في الدار في هذه المناسبة''· وتشير إلى أن شقيقها ''أصيب بمرض عضال منذ سنوات، وبعد أن توفي والدانا وانتقلت إلى دبي بحكم عملي جئنا به إلى هنا حيث الرعاية متكاملة من خلال الأطباء والممرضين والمتخصصين في العلاج الطبيعي''· تصف عائشة بشر مشرفة الدار حياة المسنين فيها قائلة ''تربطهم علاقات ود كبيرة من خلال ''العشرة'' التي تمتد لسنوات، ورغم وجود حالات مرضية ميئوس من شفائها بينهم، فإن الرعاية التي يقدمها الممرضون والعمال والأخصائيون لا تختلف من حالة إلى أخرى وأشرف بنفسي على برامج التغذية والعلاج والرعاية النفسية لكل حالة''· وحسب عائشة، فالدار ليست فقط للمسنين، إذ تستقبل الحالات المرضية التي تتطلب رعاية مستمرة ولا يمكن توفيرها داخل المنزل وتكون الإقامة بالاتفاق بين الدار وأهل المريض· وهناك آخرون بلا أسر ترعاهم نتيجة لعدم وجود أبناء، بالإضفة إلى الأرامل من الرجال والنساء· أبوظبي للتأهيل يطرح برامج خاصة للمسنين شيماء الهرمودي، أبوظبي - بلغ عدد نزلاء مركز أبوظبي للتأهيل الطبي في أبوظبي، حتى مارس الماضي 86حالة، من بينهم 10 حالات للمسنين و76 من ذوي الاحتياجات الخاصة من كافة إمارات الدولة· ووصل عدد البرامج والأنشطة والخدمات التي يقدمها المركز إلى نحو 5 برامج متنوعة أطلقت منذ إنشاء المركز عام ،1993 برعاية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، بغرض تلبية حاجة المجتمع من إرشاد وعلاج لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين· وأوضح الدكتور أيمن جوينات طبيب أخصائي في المركز التابع لمدينة الشيخ خليفة الطبية، بمناسبة انطلاق فعاليات مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة، أن مركز أبوظبي للتأهيل الطبي هو الوحيد في دولة الإمارات الذي يرعى شؤون المسنين، وذلك بتوفير كل الوسائل الكفيلة بتطوير الرعاية الطبية والتمريضية والتأهيلية وغيره· وأضاف جوينات أن المركز يضم حالياً نحو 10 مسنين ممن يعانون من مرض الشيخوخة المزمنة ويحتاجون إلى رعاية خاصة، كما يضم المركز 76 حالة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وبينهم مسنون يعانون من تخلف عقلي وذهني، اضافة إلى إعاقات جسدية· وأشار الدكتور إلى أن المركز يقوم باستقطاب مثل هذه الحالات المزمنة فقط، وذلك من عمر 3 سنوات إلى ما فوق 108 سنوات، مؤكداً أن كافة الخدمات الموجودة في المركز تصب جميعها في خدمة المريض ومتابعة حالته منذ بداية دخوله للمركز· ويهدف المركز منذ أكثر 15 عاماً إلى تقديم كافة أنواع الرعاية الطبية والتمريضية المتقدمة، بإضافة إلى تقديم أعلى مستويات التأهيل لجميع المقيمين في المركز، إلى جانب توعية جميع المرضى والمقيمين وعائلاتهم بأسباب الإعاقة والعجز وكيفية الوقاية منها والتعامل معها· كما يقوم المركز بتقديم عدد من الخدمات الاجتماعية والأنشطة لمرضاه، الى جانب مرافقة المرضى في الرحلات الترفيهية وخلق جو أسري يضمن لهم الشعور بالسعادة وحب الحياة· ثلاث قضايا أبوظبي (الاتحاد) - يسلط المؤتمر الضوء على ثلاث قضايا أولها طرح فكر ريادي ومتقدم في مجال التعاطي مع موضوع الشيخوخة والتأكيد على أنها ليست مرحلة سلبية، وإنما مرحلة التمتع والخبرة· ويهدف المؤتمر الى توعية الناس بكيفية تنظيم حياتهم بشكل جيد حتى إذا وصلوا إلى الشيخوخة يكونون في صحة جيدة· كما تتمثل أهداف المؤتمر في تبيان أفضل الوسائل والسبل لتفعيل دور كبار السن ودمجهم في المجتمع وتوضيح آلية تقديم خدمات نفسية واجتماعية أفضل لكبار السن، واستعراض التجارب العالمية في مجال العناية بالمسنين· ويسعى المؤتمر إلى توضيح الاهتمام الشديد الذي توليه الأديان السماوية والقيم المجتمعية لفئة كبار السن والتعريف بالخطوات الوقائية للمقبلين على مرحلة الشيخوخة فضلا عن تقنين بعض المصطلحات مثل الشيخوخة وشيخوخة العقل والروح· ويستهدف المؤتمر كل فئات المجتمع خصوصا الباحثين في مجال الشيخوخة والأطباء وجمعيات النفع العام وحقوق الإنسان والمهتمين بمجال التنمية البشرية والمتعاملين مع كبار السن في المحيطين الأسري والاجتماعي· فهم مشكلات المسنين واحتياجاتهم تمر مجتمعاتنا الإسلامية بتيار تغير وتطور اجتماعي واقتصادي كبير نتج عنه تغير في القيم والعلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة فتلاشى ما يسمى بالأسرة الممتدة التي كانت تضم الجد والأب والأبناء وزوجاتهم في منزل واحد، وظهرت الأسرة النووية حيث استقل الأبناء بزوجاتهم وأبنائهم فانقطعت العلاقات بين الأبناء وكبار السن وأصبحت سمة الفتور تغلف علاقاتهم ببعض فترى بعض الأبناء يلقون رعاية كبار السن على الخدم وعلى دور المسنين· وأشارت دار التربية الاجتماعية للفتيات في أبوظبي في نشرة حول مرحلة الشيخوخة بمبادرة انعقاد مؤتمر أبوظبي الدولي للشيخوخة ''لترد لهم الجميل'' إلى أهمية فهم مشكلات المسنين واحتياجاتهم، وأوضحت النشرة أن المسن هو الشخص الذي وصل إلى مرحلة الشيخوخة ''وهي عبارة عن تغير طبيعي في حياة الإنسان إلى أنها تطور فسيولوجي شأنها شأن مرحلة الرضاعة والطفولة والبلوغ والسن الوسط والكهولة'' ويفسر هذا التغير بأنه نتيجة التحول الذي يطرأ على أنسجة كبير السن وخلاياه· ويقسم المسنون إلى مجموعتين: المسن النشط الصغير 60 إلى 75 عاماً والمسن الكبير من 76 عاماً فما فوق· وتصادف المسن في هذه المرحلة مشكلات واحتياجات مختلفة فيتعرض للحرمان الاجتماعي نظراً لقلة موارده المالية وضعف قواه الجسدية فهو بحاجة ليكون علاقات اجتماعية سوية مع الأفراد ليعيش متوافقاً مع محيطه بقيمه ونظمه ومؤسساته، وهناك نسبة كبيرة من المسنين يطلبون المساعدات الاقتصادية وذلك لنقص موارده المالية حيث بالتقاعد يفقد المسن جزءاً ليس بقليل من دخله ونتيجة انخفاض دخله تزيد عليه الأعباء المالية وفي مرحلة الشيخوخة يتعرض المسن للضعف الصحي العام والضعف الجسمي وضعف الحواس وارتفاع ضغط الدم وضعف القلب وقلة دفعه للدم إلى الأجهزة العضوية في الجسم· ولابد من مساعدة المسنين للوصول إلى الصحة النفسية من خلال الاحترام والتبجيل واستشارتهم في مسائل الحياة المختلفة مما يساعدهم على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي الضروري لطمأنينة المسن وسعادته·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©