الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اليمن يطوي صفحة صالح بانتخاب هادي رئيساً

اليمن يطوي صفحة صالح بانتخاب هادي رئيساً
22 فبراير 2012
طوى اليمنيون، أمس، صفحة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي دام حكمه قرابة 34 عاما، وذلك بانتخاب نائبه، عبدربه منصور هادي، المرشح التوافقي الوحيد، رئيسا للبلاد، لمدة عامين، بموجب اتفاق “المبادرة الخليجية” . وأسفرت أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في الجنوب عن مقتل ستة أشخاص بحسب مصادر امنية وناشطين. وسجلت اعمال عنف متفرقة واشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين الجنوبيين المتشددين الرافضين للانتخابات حيث اسفرت هذه المواجهات في المكلا بحضرموت وفي لحج وعدن عن مقتل 6 اشخاص. وقتل عسكريان بينهم ضابط برتبة مقدم إضافة الى طفل وناشط في عدن، كما قتل جندي في المكلا ومحتج في مدينة الحوطة. وسجلت مراكز الاقتراع في صنعاء وبعض المدن اليمنية، نسب إقبال مرتفعة من قبل الناخبين الذين اصطفوا منذ الساعة 8 صباحا للإدلاء بأصواتهم لصالح المرشح الرئاسي الوحيد هادي وقالت إيمان شمسان، رئيس لجنة انتخابية نسائية بصنعاء، لـ”الاتحاد” إن الإقبال من جانب النساء على الاقتراع “كبير جدا”، مشيرة إلى أن أغلب المقترعات “من النساء اللاتي لم يشاركن من قبل في انتخابات سابقة”، موضحة أن بطاقات الاقتراع “نفدت” قبل الساعة الحادية عشرة ظهرا. وأشار نافع العبسي، وهو عضو لجنة انتخابية مخصصة للذكور، في الدائرة 17 بالعاصمة، الى أن “الناخبين الجدد” هم أكثر الفئات مشاركة في التصويت، نافياً لـ”الاتحاد” وجود “أي مشاكل فنية أو أمنية” اعترضت سير العملية الانتخابية. كما ذكر أنس عبدالولي، وهو عضو لجنة انتخابية، في الدائرة 91 بمحافظة إب، لـ”الاتحاد” إن أغلب المراكز الانتخابية في المدينة “شهدت إقبالا كبيرا”، دون أن يتم تسجيل “إي حوادث أمنية”. وسمحت “اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء” بمشاركة، الذين بلغوا السن القانونية ولم يسجلوا في جداول الناخبين، بهوياتهم الشخصية، وذلك تنفيذا لما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، التي أشرفت على إعدادها منظمة الأمم المتحدة، ممثلة في مبعوثها إلى اليمن، جمال بن عمر. وأعلنت ائتلافات شبابية، منضوية في الحركة الاحتجاجية الشبابية المعارضة للرئيس صالح، مقاطعتها الانتخابات الرئاسية المبكرة، بالرغم من قبول أغلب وأبرز ائتلافات هذه الحركة بـ”الحل السياسي” كبديل عن “الحسم الثوري”. وأعلن “المجلس التنسيقي لمجلس شباب التغيير(تنوع)”، الذي يضم نحو 60 ائتلافا شبابيا، مقاطعته للانتخابات، “لأنها غير ديمقراطية”. وقال القيادي في هذا الائتلاف، أحمد عوض، لـ«الاتحاد» : “الانتخابات غير ديمقراطية لأنها بمرشح وحيد”، مشيرا إلى أن من الأسباب التي دفعتهم للمقاطعة، هي أن هادي “لم يقدم برنامجه الانتخابي، ولم يعترف بالثورة الشبابية”. وفي مدينة تعز، خرج المئات من المحتجين الشباب، الرافضين للانتخابات، في مسيرة احتجاجية، جابت عددا من شوارع المدينة، وانتهت في “مقبرة شهداء الثورة الشبابية”، حسب القيادي البارز في الحركة الاحتجاجية في تعز، أحمد الوافي. وبالإضافة إلى ائتلاف شبابية، قاطعت الانتخابات الرئاسية، جماعة الحوثي المسلحة، التي تسيطر منذ 2004 على مناطق في شمال اليمن، وفصائل بـ”الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم الاحتجاجات الانفصالية منذ العام 2007. وسجلت محافظة صعدة “إقبالا ضعيفا” من الناخبين، حسبما أفاد مصدر عسكري ميداني في مدينة صعدة. وأوضح المصدر أن “الحوثيين” لم يستخدموا القوة لمنع الناخبين من المشاركة في الانتخابات، معللاً الإقبال الضعيف للأهالي بانتماء أغلبهم إلى الجماعة. ولفت إلى وقوع انفجار في منطقة على أطراف مدينة صعدة، ليس فيها أي مركز انتخابي، مؤكداً أن الانفجار لم يتسبب بوقوع أي إصابات. وفي جنوب اليمن، قتل جنديان وثلاثة مدنيين، أحدهم طفل، في أعمال عنف رافقت الانتخابات الرئاسية المبكرة، في بعض المناطق بمحافظات عدن، لحج، وحضرموت. وقالت مصادر عسكرية في عدن لـ”الاتحاد” إن جنديا وطفلا قتلا وأصيب آخرون في مواجهات وقعت بين قوات من الجيش ومسلحين انفصاليين، هاجموا مجمعا انتخابيا في مديرية “دار سعد”، شمال المدينة الساحلية. وأوضحت المصادر أن مسلحين ينتمون إلى “الحراك الجنوبي” هاجموا مجمعا انتخابيا في مديرية “دار سعد”، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وقوات عسكرية مكلفة بحماية المجمع الانتخابي، مشيرة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل جندي وطفل في العاشرة من عمره، إضافة إلى إصابة أربعة جنود وثلاثة من مناصري الحراك. وعلمت “الاتحاد” من مصادر أمنية يمنية، أن عضو مجلس اللوردات البريطاني، البارونة ايما نيكولسن، التي تزور اليمن منذ أيام، تعرضت لهجوم مسلح أثناء زيارته، بمعية وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور، ووزير الدولة جوهرة حمود، مركزا انتخابيا في مديرية “خور مكسر”، شرق عدن. كما دمر مسلحون انفصاليون مصفحة عسكرية وأصابوا عددا من الجنود في هجوم استهدف مجمعا انتخابيا في مديرية “المنصورة”، وسط عدن، فيما استولى مسلحون آخرون على مصفحة عسكرية في مديرية “صيرة”. وقد تسببت تلك الهجمات بإغلاق السلطات المحلية أغلب المراكز الانتخابية في مدينة عدن، “لأسباب أمنية”، خصوصا تلك المراكز الواقعة في مديريات شهدت منذ الصباح إقبالاً ضعيفاً للناخبين. وقال مواطنون إن مسلحي الحراك الجنوبي اقتحموا العديد من المراكز الانتخابية في عدن، وأنهم أحرقوا صناديق وبطاقات الاقتراع الخاصة بالمرشح الرئاسي الوحيد. ولم تشهد المراكز الانتخابية الخاصة بالنازحين من أبين، أي “اختلالات أمنية”. وفي محافظة لحج، قتل شخصان وأصيب ستة آخرون في تبادل إطلاق نار بين قوات الأمن ومسلحين هاجموا مركزا انتخابيا في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة. وقال شهود عيان لـ”الاتحاد” إن الاشتباكات اندلعت على خلفية مهاجمة مسلحين انفصاليين مركزا انتخابيا في البلدة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع قوات الحراسة، أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة ستة بينهم امرأة. كما قُتل جندي ومدني بهجوم شنه مسلحون انفصاليون على مركز انتخابي في منطقة الديس، شرق مدينة المكلا، بمحافظة حضرموت. وكانت مدينة المكلا شهدت اقبالا جيدا على مراكز الاقتراع بالرغم من محاولة أنصار الحراك الجنوبي قطع طرق رئيسية وفرعية وإطلاق النار في الهواء، بهدف إعاقة العملية الانتخابية. لكن أنصار الحراك تمكنوا من عرقلة سير الانتخابات في مدينة الشحر، القريبة من المكلا، بعد أن أثاروا فيها أعمال شغب وفوضى، أسفرت عن إصابة شخص واحد، على الأقل، برصاص قوات أمنية حاولت التصدي للمناهضين للانتخابات الرئاسية. ونجح “الحراك الجنوبي” في تنفيذ عصيان مدني في أغلب مديريات محافظة الضالع، التي تعد واحدة من أبرز معاقل المسلحين الانفصاليين. وقال سكان لـ”الاتحاد” إن أهالي خمس مديريات، بينها الضالع، استجابوا للعصيان المدني، مؤكدين أن اللجان الانتخابية لم تشهد أي إقبال يذكر من قبل الناخبين. لكن اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء أعلنت في مؤتمر صحفي، أن عملية الاقتراع “فاقت التوقعات” بعد أن نفدت بطاقات الاقتراع في بعض المراكز الانتخابية، مؤكدة أن هذه العملية تجري “بصورة طبيعية” في 292 دائرة انتخابية، من أصل 301. وقال عضو اللجنة، القاضي سبأ الحجي، إن عملية الاقتراع “توقفت في 9 دوائر انتخابية منها خمس دوائر في محافظة لحج وثلاث في الضالع ودائرة واحدة في أبين”، مشيراً إلى وقوع أعمال عنف في بعض المراكز الانتخابية في الجنوب. وأكد أن العملية الانتخابية “تسير بشكل عام بصورة طبيعية ومطمئنة وأن هذه الحوادث لا تؤثر عليها”. وقال وزير الإعلام، علي العمراني، في مؤتمر صحفي، إن “الإقبال الكبير” على صناديق الاقتراع “يدحض المزاعم التي راهنت على عرقلة العملية الانتخابية”، ويمثل “ردا قويا على المشككين” . هادي: 21 فبراير منعطف تاريخي لاجتياز الواقع الصعب صنعاء (الاتحاد) - قال الرئيس اليمني القادم، عبدربه منصور هادي، أمس، إن يوم 21 فبراير “يمثل منعطفا تاريخيا يعكس حكمة اليمنيين من أجل الخروج من الأزمة” التي وضعت اليمن، العام الماضي، على شفا حرب أهلية، على خلفية موجة الاحتجاجات المناهضة للرئيس المنتهية ولايته، علي عبدالله صالح. وقال هادي، في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، أثناء مشاركته في الانتخابات الرئاسية، التي خاضها منفردا، كمرشح توافقي بين الأطراف المتصارعة، إن يوم 21 فبراير “يمثل منعطفا تاريخيا يعكس مدى حكمة اليمنيين من أجل الخروج من الأزمة والظروف الصعبة” التي عانى منها اليمن خلال العام الماضي 2011، معربا عن أمله في أن “يستوعب الجميع طبيعة المرحلة الدقيقة والحساسة من أجل اجتياز الواقع الصعب والولوج نحو السلام والوئام والإصلاحات الشاملة”. وفيما أدلى هادي (67 عاما) بصوته الانتخابي في الدائرة 12 بالعاصمة صنعاء، أدلى رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوة، بصوته في الدائرة 11 بالعاصمة، التي لا تزال منقسمة “عسكريا”، منذ إعلان القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، أواخر مارس، انشقاقه عن نظام الرئيس صالح، الذي حكم اليمن قرابة 34 عاما. وعبر باسندوة عن ارتياحه للإقبال “الكثيف” على صناديق الاقتراع، معتبرا ذلك دليلا على “الوعي الكبير للشعب اليمني ورغبته في الانتقال السلمي والسلس للسلطة”. كما أدلى اللواء الأحمر، الذي يتولى قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، بصوته في الدائرة 15 بالعاصمة صنعاء، واصفا في تصريح لوسائل الإعلام، الانتخابات الرئاسية بـ”العرس الديمقراطي الكبير”، ومبشرا اليمنيين بـ”مستقبل مشرق وزاهر تحت قيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي”. وشارك نجل الرئيس اليمني السابق، العميد الركن أحمد علي صالح، الذي لا يزال يتولى قيادة “الحرس الجمهوري”، في الانتخابات الرئاسية المبكرة، حيث أدلى بصوته في الدائرة 11 بالعاصمة صنعاء، لصالح هادي خلفا لوالده، الذي واجه منذ مطلع العام الماضي احتجاجات عنيفة، حظيت بدعم مالي واسع من التاجر المشهور والزعيم القبلي المعارض، حميد الأحمر.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©