الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرة القدم العميقة!

27 مارس 2017 21:11
اقرأ تلك الكلمات قبل أن تتابع كل مباراة كبيرة، وكل مباراة مهمة. اقرأ قبل أن تتابع مباراة «الأبيض» ومنتخب أستراليا، فقد تكون مشاهدتك أفضل، وأحكامك أدق ! كانت المهارة قديماً هي مهارة الفرد، لكن اليوم باتت المهارة للعمل الجماعي، ففي كرة القدم جوانب مهمة، ربما لا يراها المتفرج.. إن كرة القدم تظل لعبة الجميع، ويتحدث عنها وبها الجميع، وهي لعبة سهلة حين نتعامل معها وفقاً لما نراه من مهارات وتحركات، وخطط، ونجوم، وأهداف.. إلا أنها لعبة صعبة في العمق، وفي المضمون! إن تنسيق الفريق للاعبيه كمجموعة، والتناغم بين أفراده، يسحران خبراء نظرية النظم والذكاء، وفي مباراة جرى تصويرها من طائرة هليكوبتر وصوبت الكاميرا على أرض الملعب عمودياً، بدا كل لاعب يتحرك ويتصرف بصورة فردية، لكن كم كان مدهشاً أن هذا التحرك الفردي التلقائي هو جزء من تحرك جماعي منظم ومحسوب وفقاً لخطط عامة وخطوط تحرك عامة، وأن لاعبي الفريق الواحد يتبادلون الكرة والمراكز، ويؤدون هذا العمل الجماعي بإشارات ولغة عقلية مفهومة، وكلما ارتفع مستوى تلك اللغة كان الأمر صعباً على لاعبي الفريق المنافس مع ملاحظة أن التحركات الجماعية للاعبي الفريق الواحد مهما كانت مخططة ومحسوبة، فإن كل مباراة فيها لحظات متغيرة لا يمكن أن تحسب، وهذا من أسرار ديناميكية اللعبة، إلا أن ارتفاع المستوى العقلي لدى اللاعبين يجعلهم يتوافقون مع تلك المتغيرات، ويعدلون من خططهم ومن مساراتهم ومن تحركاتهم بسرعة. وقد وصل العلماء إلى أن المهارة في كرة القدم، تكمن أولاً في العقل قبل القدم، ويحكم تلك المهارة الرغبة في الفوز، والحالة النفسية للاعبين، ومدى تركيزهم، ومدى إصرارهم وحرص كل منهم على الفوز بالمباراة وعلى الفوز بالكرة في كل صراع فردي، بكل جزء من الملعب، وبدون تلك الرغبة، ومن دون هذا الحرص لن يحقق الفريق الانتصار، وأن ذلك يختصر الفروق غير المرئية بين فرق كبرى وبين فرق أخرى، لكن الطريف أن كرة القدم التي تمجد الأداء الفردي وتعظم دور المهارة الفردية وتشترط أن تنصب في العمل الجماعي لكي ينجح الفريق في تحقيق أهدافه وطموحاته سنراها في النهاية لعبة ليست عادلة دائماً، فالفرق التي تمتلك تلك المقومات التي تصنع البطولات يمكن أن تخسر أحياناً، فالجدارة وحدها لا تكفي.. فهناك ما يسمى بالحظ الجيد، وهو قرين الحظ السيئ.. وكلاهما يتوقف على موقعك ومع أي فريق أنت؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©